كيفية غرس اهم القيم الانسانية عند الاطفال
كيفية غرس اهم القيم الانسانية عند الاطفال ، الإحترام ، العطف ، الأمانة ، الشجاعة ، المثابرة ، الإنضباط الذاتي ، الرحمة ، الكرم ، الإعتماد على النفس ، هي من الأساسيات الإنسانية التي ترغب كل أم غرسها في أطفالها ، كما أنها بذات الوقت ستحميهم من التأثيرات الإجتماعية السلبية المحتملة التي ستحيط بهم ، و تضع لهم الأساسيات الإنسانية ليكونوا مواطنين صالحين يتحملون المسؤولية كما هم أبائهم ، و لينشأ الطفل صلباً بمواجهة الحياة .
يحتاج تعليم و غرس هذه القيم الإنسانية سنوات طويلة من العمل و الممارسة الحقة التي يقتاد الطفل بها من قبل والديه أولاً ، لتكوين البيئة الصحية الناجحة المصغرة في البيت أولاً ، ثم في المدرسة و المجتمع بالكامل ، و للإستفادة من الخبرات الأكاديمية للتربويين ، استعنا بنصائح الدكتور جيري هيل ، الطبيب النفسي المتخصص مدير مركز خدمة الأسرة من معهد الأسرة في جامعة نور وسترن ، حيث يقول الدكتور :" نحن كأشخاص بالغين نعاني من تأثيرات و ضغط العالم المحيط من خلال التواصل المباشر مع المجتمع أو أدوات الإعلام و التكلنوجيا مثل التلفاز و الإنترنت و الأفلام و ألعاب الفيديو و الموسيقى ، و هي بالتالي لها تأثير كبير على الأطفال و تكوين منظورهم الخاص و شخصياتهم .
ما هو واجب الأم تجاه الأطفال في غرس القيم الصحيحة؟
التواصل المباشر مع الأطفال
ينصح الدكتور بضرورة التواصل المباشر مع الطفل ، و ان يكون تواجدك مع الطفل قيماً لا مجرد البقاء معه ، و هذا من خلال خلق حوار شيق و مفيد و موجه له ، بأن تتحدثي معه بمعاني الصح و الخطأ ، و ما هي عواقب التصرف الصحيح و التصرف الخاطيء. و على الأم ان تبقي الحوار مفتوحاً للأسئلة و الأجوبة و كذلك ضرب الأمثلة الجيدة من المحيط القريب من الطفل أو حتى من قصص الأطفال أو الأفلام و الكرتون . فتكون هذه القيم هي الطبيعي لطبيعة البشر ، و بهذه الحالة يكون من الصعب تقبل التصرف المشين بالمستقبل من قبل الطفل . كما يكون الطفل أكثر إنفتاحا لمناقشة أمور حياته مع والدته بدلاً عن أقرانه التي قد يشوب تربيتهم قيم مختلفة .
تقديم نموذج مثالي لهم في الأسرة
هذا هو العامل الأكثر أهمية بتربية الطفل على الأخلاق ، حيث يكون البيت هو المدرسة الأولى لحياة الطفل ، يتعلم من خلال الرؤية و السماع و التفاعل المباشر مع الأخرين و مراقبتهم في ما يفعلونه بالبيت على مدار اليوم . لذا فإن الأم و الأب و الأسرة بالأكمل هم معلمين و عليهم أن يكونوا قدوة حسنة لأطفالهم .
الإعتذار في حالة إرتكاب خطأ
عندما يحدث ان يخطأ أحداً خطئاً أخلاقياً ، يجب أن يقدم الإعتذار، سواء كان كبيراً أو صغيرا ، و عليه أن يعترف بخطاه لكي يتعلم منه ، هذا السلوك يعلمهم كيفية إحترام الأفكار و المشاعر و تقدير الجهد للأخرين .
استخدام الخبرات اليومية كنقطة إنطلاق للمحادثة
تحدث الكثير من المواقف و الأحداث التي يمر بها الطفل مع الأم خلال اليوم ، و قد تكون فرصة لفتح موضوع أو التحدث عن خبرة يتعلم منها الطفل الأخلاق و القيم الإنسانية الصحيحة . قد تستقي الأم الذكية هذه الأحداث من الجيران أو الأهل أو حتى مشاهدة التلفاز و الأفلام ، و تجعل منها دروس يومية لطفلها .
مشاركة الطفل الخبرات الشخصية بقصص مشوقة
يمر جميع الآباء بتجارب شخصية يتعلمون منها الكثير، فنحن ننظر إلى الماضي نظرة نقدية ، و لا بأس من إستعادة هذه الأحداث مع الأطفال و التعلم منها لتجنب الأخطاء التي حدثت و عدم تكرارها بالمستقبل . هذه تسهل على الطفل خياراته و تجعله أكثر وعياً بإتخاذ السلوك الصحيح .
حث الطفل على عدم اختيار الطريق السهل للنجاح
النجاح يحتاج إلى العلم و العلم ، و هذا ما تبرهنه الحياة للحصول على عيشة هانئة ، لذا يجب عدم ترك الطفل مدللاً بل عليه أن يعمل و يجتهد لتحقيق ما يريده و إن توفرت المصادر الجاهزة له . هذا العمل سيولد له الخبرات و المهارات التي تعينه لتحقيق أهدافه المستقبلية التي لن تنفعه مساعدات الأهل فيها حينه .
اشارك الطفل بالعمل التطوعي و مساعدة الآخرين
إن حث الطفل على العمل الجماعي و العمل التطوعي يعزز لديه الشعور بالتعاطف و حب الغير ، كيفهما كان العمل ، و قد يكون بسيطاً لكنه مؤثراً عند الناس ، و هو بالتالي ينمي لديه الرغبة الفطرية بحب الخير للآخرين و تنمية روح العطاء و التعاطف ، مما يشعره بالسعادة هو أيضاً .
مراقبة المؤثرات الخارجية على الطفل
من الضروري جداً ان توضع على الطفل رقابة شديدة لما يشاهده في التلفاز و الإنترنت و ما يعرض عليه من برامج و العاب ، خاصة وأن الالعاب و المتعة الألكترونية الآن تقدم الكثير من القيم الخاطئة للطفل بغرض الترويج ، منها العنف و العبارات الخادشة للحياء و كذلك المشاهد غير اللائقة التي تعرض عادات غير صحية بدنياً و نفسياً .
مكافأة الطفل الخلوق
ينبغي على الأم الثناء على تصرفات الطفل الجيدة بالشكر و التقدير متى ما شهدت ذلك . هذا سيعزز لديه الشعور بالفخر و أنه محط إهتمام و تقدير الأم و كذلك الأسرة بشكل عام ، و بالتالي سيحرص على عدم الحياد عن هذا الطريق السليم . و بالتالي فإن عبارات الثناء و الحب اليومية لن تضر به ، بل ستعزز لديه الشعور بالحب و الإنتماء و الرغبة بالعاطفة ، التي تكون مشروطة برضى الوالدين على سلوكه .