الاسباب التي تجعل الطفل ينشأ ضعيفا فاقداً الثقة بالنفس
الاسباب التي تجعل الطفل ينشأ ضعيفا فاقداً الثقة بالنفس ، حيث أن الثقة بالنفس تمنح الطفل الطاقة و الشجاعة الضروريتين للوصول إلى ما يتمناه و عيش حياته بشكل مرضٍ ، فالطفل الذي يفتقر للثقة بالنفس يعاني من صراع ذاتي نتيجة لعدة اسباب و مواقف صعبة ، و حالما تصل الأم إلى جذور هذه الاسباب ، بإمكانها العمل على إصلاحها و استبدالها بجذور من الثقة و الإنفتاح على شخصية طفلها لتقويتها .
نقص التشجيع
لكي يدرك الطفل مواهبه و قدراته الحقيقية فإنه بحاجة للإحساس بها و بتأثيرها على من حوله ، فإن كان لا يتلقى التشجيع الكافي طوال مرحلة الطفولة و المراهقة ، فقد ينشأ لديه إعتقاد بأن ما يبذله من جهد أو تعب ليس محط إحترام و تقدير ، حيث يحث الدكتور النفسي بروس نارمور من خلال مقاله في مجلة " علم النفس للمعيشة " Psychology for Living Magazine" أن الثقة بالنفس تجسد إحترام الذات لشخصه ، و قيمته الذاتية و شعوره بالحب و التعاطف من الآخرين .
النقد المستمر
هنالك إرتباط مباشر بين التقدير الذاتي الإيجابي للطفل بالثقة بالنفس ، فإن كان يعاني من النقد المستمر و الحط من قدره طوال الوقت من قبل أحد والديه أو كلاهما ، فإن هذا سيترك أثراً سلبياً على نفسه ، لذا يحذر مركز ألينوي للإرشاد الصحي ، بأن نتيجة الإنتقادات المفرطة للطفل أو المراهق ، قادرة على تحطيم نفسيته ، و جعله غير قادر على التسلح بالقوة الكافية و الذكاء لمواجهة التحديات و تحقيق الأهداف ، لذا لا يطور الطفل نفسه أو يشتغل على نفسه بالقدر الكافي ، لأنه يشعر بعدم الجدوى .
المبالغة بالقلق من قبل الوالدين
بدافع الحرص او الحذر او الخوف ، يعمد بعض الآباء إلى خنق أطفالهم بغير قصد ، و ذلك عن طريق الإفراط بحجب الطفل عن المحيط و جعل الطفل مرتبط بهم طوال الوقت و لا يمنحونه الحرية الكاملة لتكوين شخصيته الخاصة ، لذا تنتاب الطفل معتقدات بأن أفكاره و قدراته و قابلياته على إتخاذ القرار تكون معيوبة و تحتاج إلى مساعدة . و بنهاية المطاف ، ينشأ الطفل خجولاً و خائفاً جراء التعرض المستمر للقلق الأبوي .
المقارنات السلبية
على الرغم من أن بعض المقارنات للأطفال مع أقرانهم تكون إيجابية ، إلا أنها تحمل معان سلبية بالأغلب للأطفال أنفسهم ، حيث يحذر المؤلف لكتاب النفس "علم النفس اليوم " Psychology Today. مورين هيلي ، من مقارنة الأطفال مع أقرانهم ، حيث أنها و بحسب تعبيره تأكل ثقة الطفل و قيمته الذاتية بنفسه ، لأنه لا يحصل من خلالها على رسالة أنه قادر و ذكي ، فإن تم مقارنة النقاط السلبية في طفل و الإيجابية بطفل آخر ، بالنتيجة فإن كلا الطفلان لن ينشئا بشكل صحيح، الأول يشعر بالنقص والثاني يشعر بالغرور .
المبالغة بتحديد مستقبل الطفل و توجهاته
لا شك أن على الطفل أن يضع بعض الخطوط العريضة لأهدافه و توجهاته بالمستقبل بناءً على ما توفرت لديه من مواهب و إمكانيات للعمل عليها و تطويرها ، إلا أن بعض الآباء يصرون على أن يضعوا لأبنائهم أهدافاً قد تكون صعبة المنال او مستحيلة أحياناً، لذا يصرون عليه و يضغطون عليه بطريقة مباشرة للوصول إلى تلك الأهداف . و بالتالي يعاني الطفل من عدم قدرته على تحقيق أمنيات أهله ، و من ثم يشعر بالإحباط و الفشل و عدم الثقة بالنفس لتجربة حلول أخرى .
الجو الأسري غير الصحي
يعاني الاطفال في الأسر المفككة او التي تسودها أجواء من المشاحنات و المشاكل من عدم استقرار عاطفي و نفسي ، مما يفقده قدرة التواصل مع الآخرين و الحذر الزائد منهم . و بالتالي يفقد الطفل الثقة بالنفس في المجتمع الخارجي بعيداً عن محيط الأسرة .
حالات خاصة بالتعليم
يحتاج البعض من الأطفال لأسباب صحية أو نفسية لنظام خاص بالتعليم ، مثل الأطفال الذين لديهم صعوبات في النطق أو السمع أو النظر أو لديهم حالات عسر بالتعليم مثل الدسلكسيا أو في حالات بعض التشوهات الخلقية او الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة . هؤلاء يجب أن يراعي المجتمع حالاتهم و يوصى اقرانهم من الأطفال بطريقة التعامل الصحية معهم، و بالتالي فإن الآباء لهم دور كبير بتعزيز الثقة بنفوس الاطفال و عدم إشعارهم بذلك النقص ليعيشوا حياة طبيعية .