المهندسة المعمارية السعودية شهد العزاز لـ هي : اتمنى ان يقيم الناس اعمالي بمنظور فني تشكله ادواتي
عشقت شهد العزاز الفن منذ صغرها ورغم تفوقها وتأهلها لدراسة الطب إلا أنها فضلت أن تخوض تجربة الهندسة المعمارية لعشقها لهذا المجال ، شهد نموذج مثالي للمرأة السعودية التي حققت أحلامها وطموحها وحولتها لواقع جميل تطمح بالوصول به إلى أعلى المناصب كما شاركتنا بها في هذا اللقاء الخاص لموقع هي
المهندسة شهد العزاز عرفنا عنك أكثر .
كانت والدتي ترى ان الاستثمار بالتعليم هو أفضل استثمار و لذا حرصت أن تختار لنا أفضل المدارس الخاصة ، فالتحقت بمدارس نجد الأهلية من الروضة حتى المرحلة الثانوية ، وكنت متفوقة فى كافة المراحل الدراسية وكنت استمتع بحل المسائل الرياضية ومن القصص الطريفة التي أذكرها أن عم والدتي كان عبقريا بمادة الرياضيات وفي آخر مرحلة للثانويه كان يقدم لي اصعب المراجع والمسائل الرياضية ليتحداني واتذكر انني كسبت الرهان فى حل إحدى المسائل التي استعصت عليه ، وعندما تخرجت من الثانويه وكان اسمي ضمن الأوائل على المملكة وكنت أقرأ كثيرا واستمتع بكتب الطب عزمت على دراسة الطب وقد حصلت على قبول فى إحدى الجامعات في ايرلندا وقد يكون التوجه العام وقبول المرأة للعمل فى هذا المجال أثر في اختياري فتجاهلت مافى داخلي من حب للفن.
لكن ذكريات الطفولة كانت تشدني فلقد كنت أملأ زوايا المنزل بكل ما يجذب انتباهي من الأعمال الفنية من حرف يدوية أو رسومات أو صور فوتوغرافي ، و كان لنشأتي فى بيئة ثقافية تعشق الفنون أثر لازمني خلال مسيرتي العلمية والعملية و بالأخص ما تعلمته من والدي صالح العزاز رحمه الله ، وعندما درست الهندسة متأثرة بنصيحة اختي شيهانه عندما أرادت أن تخرج الفنان الخجول الذي يقبع فى داخلي بدأت مرحلة انطلاقة علمية فنية في كلية الهندسة و انهي تعليمي الجامعي بتفوق وأخوض بعد ذلك بمرحلة مهنية تكللت بنجاحات فى مكتب هندسي في مدريد وخلال هذه الفترة أكملت الماجستير لاحصل على المركز الأول على دفعتي.
ولعشقي للغة الاسبانية دفعنى ذلك لتعلمها خلال التسعة أشهر الأولى من تواجدى بأسبانيا ، وكانت مرحلة تعلم وعمل تدرجت فيها حتى أصبحت مديرة المشاريع لمنطقة الشرق الأوسط ، وكانت تلك الفترة تجربة حافلة بالنجاح شجعتنى لان افتح مكتبي الخاص وتنطلق اعمالي من الرياض.
متى عرفت شهد أن عالمها هو في مجال الهندسة ولماذا ؟
لم أتصور أني سأعشق الهندسة المعمارية إلى هذا الحد إلا بعد ممارستي للمهنة. فالمرحلة الجامعية كانت لها لذتها لكنها لا تقارن بتحديات العمل وصعوبات المجال و هذا العنصر هو ما زادني شغفا لمجال التصميم. فلكل مشروع قصة جديدة تتجدد بالمعطيات و فلسفة المهندس التي تتحدد برغبة العميل.
التصميم المعماري علم وفن وهو مزيج مقاييس وارقام شكلت بأنامل فنان وأبدعها مفكر له رؤية ويهدف لترجمة احتياجات الناس فى مساكنهم وفهم عميق لبيئتهم ليتم العمل بنظرة معينة تعكس ما بداخله ، حتى انك تستطيع ان تتعرف على المعماري من النظرة الأولى للمبنى ، لذا عندما اريد ان اقيم أعمال من أبدعوا فى مجال الهندسة المعمارية اجد هناك من ترك له اثر لا تمحوه السنين ولكن بالتأكيد يبقى الجانب الفني الذي يختلف عليه الناس كل حسب ذوقه وانا أجدني انحاز لبعض المعماريين دون غيرهم.
المهندسة السعودية أثبتت وجودها في السنوات الأخيرة كيف تقيمينها ؟ ما هي الصعوبات التي تواجهها المهندسات السعوديات ؟
العالم يشهد ثورة تقنية و علميه وفنيه وخاصة فى السنوات الأخيرة. والجيل القادم له من الطاقة و الوعي ما يكفي لأن يحدث نقلة نوعية للمملكة في كافة المجالات. و قد يستغرب العالم الخارجي من الإبداع والتميز لدى أبناء الوطن سواء من النساء أو الرجال.
بالتأكيد المهندسات السعوديات أثبتن وجودهن وانا اتطلع لأن نشهد نجاحاتهم واعمالهن ليس فقط على المستوى المحلي بل على المستوى العالمي ، الإبداع ليس له حدود ولدى قناعة بأن هناك الكثيرات مبدعات ولا ننكر ان المنافسة قد لاتكون عادلة فى سوق مفتوح عالميا ولكنها ليست مستحيلة.
لذا علينا أن ندعم الكفاءات ونتيح الفرص و على مجتمعنا إزالة العقبات فعمل المرأة مكسب وحاجه للأسرة والوطن , واقتصادنا ينمو بكفاءات وطنية والمرأة من أهم عوامل نمو الاقتصاد كمورد بشري هام ، و مهنة الهندسة لسبب ما كانت أقرب للرجال مما وضع صعوبات اجتماعية وثقافية واقتصادية للمهندسات سواء مايتعلق بمعوقات الانظمه او التمويل او رؤية المجتمع لعملها ولكن تذليل هذه الصعوبات ممكن اذا ما توفرت الإرادة ، و اليوم الكل شريك بنجاح أو فشل عمل المرأة مع رؤية 2030 لأنه لا يمكننا تحقيق هذه الرؤية إلا بالإيمان بإمكانية تحقيقها والعمل على إنجاز التقدم بيد واحدة.
هل ستكون هناك منافسة بين المهندسات السعوديات في المستقبل القريب ؟
أعتقد أن المنافسة ظاهرة صحية وهي تحفز مقدم الخدمة لتقديم أفضل ما يمكن لإرضاء العميل ، و المنافسة الشريفة تتيح لنا تطوير الذات والتعلم من التجربة و الخطأ. و أنا أجد نفسي في بيئة تنافسية تحفزني على التطور و انتاج الافضل.
ما هي أعمال شهد الخاصة ؟
أحرص أشد الحرص على أن لا ينحصر المكتب ضمن نطاق معماري معين أو مشاريع محددة لأني مؤمنة بأهمية التجديد وأن ننظر لكل مشروع و كأننا أمام معادلة حسابية لها متغيرات وثوابت خاصة بها و لكني في نفس الوقت لا أتجاهل الذوق الفني في حال فضلت عيني مقترح معماري على الآخر و هذا قد يختلف من شخص لآخر.
لمكتبنا حالياً مشاريع سكنية وتجارية أتمنى أن تكون لها أصداء إيجابية بعد إكمال التنفيذ وتتيح للزوار والمستخدمين الشعور بالراحة والاستمتاع.
أخيرا كيف ترى شهد نفسها بعد خمس سنوات من اليوم ؟
أعتقد أنه ما زال أمامي الكثير لكن البداية هي التي ستحدد أين سأكون ، اتمنى ان يقيم الناس اعمالي بمنظور فني تشكله ادواتي بما يحقق رغباتهم ويدخل السعادة فى قلوبهم. مساكن الناس أغلى ما يملكون وانا لا ارسم مخططات على الورق واكتفي بل أعيش تجربة تفاعل مع الناس تختلف فيها الرغبات والمشاعر والحوارات حتى نسعد بإنجاز نفخر به معا.
أطلقت مجلّتنا "هي" حديثًا هاشتاغ #تملّك_الوقت #MakeTimeYourOwn ماذا تعني لك هذه العبارة، و كيف تمضين أوقات الاسترخاء والراحة؟
جيلنا يشكو من عدم وجود الوقت الكافي وكأننا نريد أن يكون لليوم أكثر من ٢٤ساعه نظرا لضيق الوقت ، والكثير منا يعمل ساعات طويلة جدا ونتساءل هل العيب فى الوقت أم فينا ، و علينا ان نعرف كم نملك من الوقت حتى نعرف أهمية الوقت ، لذلك أحاول أن أجد وقت لنفسي في أن أغذي فضولي بكل ما يمتعني و يساعدني على تجديد نفسي وأفكاري