فندق شانغريلا ذا شارد لندن .. تجربة مثيرة وقصص تروى في العاصمة البريطانية
عشاق لندن كثر وخطابها مدمنون على أجوائها الساحرة صيفا وشتاء. ومن لا يعشق لندن؟ تلك المدينة العريقة التي يعود تاريخها إلى مئات السنوات والتي تنبض بالحياة وتجمع الماضي بالمستقبل وتجتذب ملايين الزوار كل عام. عشاق لندن الذين يعرفون معالمها عن ظهر قلب، ويميزون شوارعها شبرا شبرا ويعلمون كل جوانبها الفريدة قديمها وحديثها قد يجدون مفاجآت في هذا الموضوع الذي نستعرض فيه تجربتنا المميزة مع فندق شانغريلا ذا شارد لندن والخطوط الجوية البريطانية.
وصلنا إلى لندن عبر درجة رجال الأعمال على متن الخطوط الجوية البريطانية، والتي تتميز بتوفير أجواء تنعم بالخصوصية والرفاهية. استمتعنا بمقعد بمحاذاة النافذة وبشكل معاكس لمقدمة الطائرة، وهو ما سمح لنا بالاستمتاع بمشاهدة مدينة دبي خلفنا لنودعها إلى أجل كان قريبا. ومن مطار دبي الدولي إلى مطار هيثرو، حيث استضافتنا صالة رجال الأعمال الخاصة بالخطوط الجوية البريطانية، والمجهزة بكل وسائل الراحة والخدمات للمسافرين، سواء من السياح أو رجال الأعمال. تناولنا كوب شاي لذيذا وبسكويتا على الطريقة الإنجليزية قبل أن نستقل السيارة الخاصة التي توفرها الخطوط الجوية البريطانية لركاب درجة الأعمال لتقلنا إلى فندق شانغريلا ذا شارد لندن.
فندق شانغريلا ذا شارد لندن
يقدم فندق شانغريلا ذا شارد لندن تجربة مختلفة تماما عما هو معتاد لدى سياح لندن من الخليج العربي الذين يفضلون عادة الإقامة في منطقة نايتسبريدج التي تعج بالمتاجر والمقاهي والسيارات السريعة والمشاة، حيث يحتل فندق شانغريلا الطوابق الوسطى من برج ذا شارد الذي يعد أطول مبنى في أوروبا الغربية؛ وتتميز جميع غرفه بنوافذ عريضة تمتد من الأرض إلى السقف، وهو ما يجعل للإقامة فيه وقعا خاصا على النفس. يعزز هذا الشعور السكون الذي يهيمن على الغرفة المكسوة بالسجاد الوثير مع سحر الإطلالة البانورامية المذهلة على مدينة لندن؛ كما أن الغرفة مزودة بمنظار مكبر يتيح للضيف النظر عن كثب في طرقات المدينة ومبانيها؛ وكأن مدينة لندن هي ملك خاص لك. أقمنا في غرفة فسيحة في أعلى طابق من الفندق، وهو الطابق الـ 52، حيث أتاحت لنا نوافذ الغرفة المذهلة مشاهدة آفاق ممتدة من نهر التايمز ومدينة لندن ومعالمها الساحرة ورواياتها الأدبية المشوقة وفنونها الجميلة وثوراتها الموسيقية عبر التاريخ حتى نكاد نسمع قصائد شكسبير الغزلية ومغامرات شارلوك هولمز وأصداء أغنيات البيتلز!
ويقع فندق شانغريلا ذا شارد لندن في منطقة حيوية تعبق بالتاريخ بما فيها "تاتي مودرن" التي تعج بالمعارض الفنية المعاصرة و"مسرح شكسبير" الذي احتضنت منصته مسرحيات شكسبير منذ 400 عام وحتى اليوم، وكذلك "سوق بورو" أقدم سوق للخضار الطازجة والفواكه والأجبان؛ التي تأتي بشكل يومي من المزارع المحلية، إضافة إلى الأسماك واللحوم. كما أن الفندق على مقربة من "برج لندن" أحد أبرز معالم لندن الذي لعب أدوارا مختلفة في تاريخ لندن على مدى أكثر من 900 عام من قصر حصين إلى مستودع سلاح إلى حديقة حيوان! وهو اليوم يتيح للزوار أيضا فرصة مشاهدة مجوهرات التاج التي لا تقدر بثمن. ولا يبعد الفندق كثيرا عن "كاتدرائية سانت بول" التي شهدت الكثير من المناسبات السعيدة والحزينة في تاريخ بريطانيا، سواء على صعيد السياسة أو الاحتفالات الملكية أيضا مثل صياغة معاهدات السلام بين الحربين الأولى والثانية؛ والجنازات المهيبة لوينستون تشرتشل ومارغريت تاتشر؛ والزفاف الأسطوري للأمير تشارلز من الليدي ديانا سبنسر؛ واحتفالات العيد الـ 80 واليوبيل الماسي للملكة إليزابيث الثانية.
ولأن لندن هي الوجهة الأولى لعشاق الأزياء والموضة يضمن موقع فندق شانغريلا ذا شارد لضيوفه الوصول بشكل سريع إلى "بوند ستريت" الفاخر الذي يبعد 10 دقائق فقط عن الفندق باستخدام مترو الأنفاق، ومنها يمكن الوصول مشيا إلى مناطق "شارع أكسفورد"و"ريجنت ستريت" التي تعج بالمتاجر الفاخرة الخاصة بالمجوهرات والأزياء والأحذية والعطور ومنتجات التجميل. وعلى بعد 5 دقائق فقط من الفندق عبر مترو الأنفاق تقع منطقة البورصة الملكية التي تعج أيضا بالمتاجر الأيقونية الأنيقة مثل "هيرمس" و"غوتشي" و"تيفاني أند كو".
الباحثون عن الرفاهية داخل الفندق لن يخيب أملهم أيضا حيث يضم الفندق أجنحة فاخرة مزودة بمصاعد خاصة لضمان معايير الأمن والخصوصية. كما أنها تتضمن خدمة النادل الشخصي وخدمة السائق الشخصي. أما المطاعم في فندق شانغريلا ذا شارد لندن، فهي متنوعة بدءا من "لانج" Lang المقهى ومطعم الوجبات الخفيفة في الطابق الأرضي، والذي اشتهر بأنه أحد أبرز المقاهي التي تقدم ألذ مشروب شوكولاته ساخنة في لندن! ومن ثم مطعم "تينج" Tingفي الطابق الـ 35، حيث تحيط به النوافذ الزجاجية الواسعة التي تطل على المدينة لتقدم للضيوف وليمة شهية من آفاق لندن الساحرة. أخيرا نصل إلى مطعم "جونج" Gong في أعلى طابق في فندق شانغريلا، وهو الطابق الـ 52 لينال لقب أعلى مقهى في أوروبا؛ وتبرز فيه لمسات الفن الآسيوي المعاصر مع الأثاث المخملي الدافئ، وهو أيضا محاط بنوافذ زجاجية عريضة، وهو ما يجعل المكان أشبه بسحابة أنيقة معلقة في السماء.
تجربتنا مع النكهات والمذاقات في شانغريلا ذا شارد لندن لم تقف عند قائمة الطعام المعتادة بل رافقنا الشيف غاريث باوين والشيف توم كيرث من الفندق إلى سوق بورو في الصباح الباكر الذي تألق بقطرات الندى المنعشة بعد ليلة لندنية ممطرة. توجهنا إلى السوق القريب مشيا على الأقدام حيث تسوقنا المكونات الطازجة للوجبة التي حضرها لنا الطهاة المبدعون، ومن ثم استمتعنا بتناولها على طاولة الشيف التي حملت أشهى الأطباق وألذ الحلويات.
ومثل الاستقبال كان الوداع مميزا أيضا مع الخطوط الجوية البريطانية، حيث كان بانتظارنا في مطار هيثرو قبل التوجه إلى الطائرة موظفة أنيقة ذات وجه بشوش وابتسامة دافئة قدمت لنا خدمة التسوق الشخصي في متاجر مطار هيثرو الفاخرة، والتي توازي بروعتها أهم المراكز التجارية العالمية، فليس هناك أجمل من العودة إلى الوطن إلا العودة ونحن نحمل الهدايا الجميلة التي تنبع من القلب لتصل إلى القلب!