الأميرة والباباراتزي: كيف تغيرت الصحافة البريطانية بعد وفاة الأميرة ديانا
عائلة الأميرة الراحلة ديانا (Princess Diana) وخاصة ابنيها الأمير وليام (Prince William) والأمير هاري (Prince Harry) لم يخفيا امتعاضهما من مصوري الباباراتزي الذي طاردوا ديانا في كل مكان حتى تسببت إحدى هذه المطاردات في مقتلها بعد أن حاول سائق سياراتها الهرب من مصوري الباباراتزي واصطدم في تلك الأثناء بنفق في باريس في عام 1997.
الذكرى السنوية العشرين لوفاة الأميرة ديانا
وفي مقابلة للأميرين وليام وهاري في الفيلم الوثائقي الجديد "Diana, 7 Days" والذي عرض على قناة بي بي سي، بالتزامن مع الذكرى السنوية العشرين لوفاة الأميرة ديانا تحدث الأمير وليام عن المضايقات الصادمة التي تعرضت لها ديانا من مصوري الباباراتزي وكيف تسببوا في بكائها في عدة مناسبات، أما الأمير هاري فقد انتقد أيضا بشدة المصورين الذين انشغلوا في التقاط الصور لديانا بعد لحظات من وقوع حادث السيارة القاتل بدلا من محاولة تقديم المساعدة.
مصوري الباباراتزي أحد أسباب اصطدام سائق سيارة ديانا
في عام 2008 أدان تحقيق مصوري الباباراتزي الذين طاردوا سيارة السيارة المرسيدس التي كانت تستقلها ديانا في العاصمة الفرنسية بتهمة القيادة المتهورة التي كانت أحد أسباب اصطدام سائق سيارة ديانا بالنفق أثناء محاولته الهرب بالسيارة، وفي حوار جديد للكاتب والمصور الملكي إيان لويد (Ian Lloyd) مع "سكاي نيوز" تحدث لويد عن الاهتمام الإعلامي الكبير بديانا وكيف أنه "أصبح خارج عن السيطرة" خلال آخر عامين من حياتها.
وفاة ديانا في حادث السيارة القاتل في عام 1997 جعل الرأي العام وكل من أحب ديانا يوجهون اللوم والاتهامات لمصوري الباباراتزي ولوسائل الإعلام واتهامهم بالتسبب في قتل ديانا، والآن وبعد عشرين عام من وفاة ديانا هل لا تزال وسائل الإعلام بشكل عام ومصوري الباباراتزي بشكل خاص على استعداد لتخطي كافة الحدود من أجل الحصول على الخبر أو التقاط الصور للمشاهير وخاصة أفراد العائلة المالكة؟
وسائل الإعلام ومصوري الباباراتزي لا يتوقفون
وسائل الإعلام ومصوري الباباراتزي لايزالون يبحثون في كل مكان وبذات الإصرار عن الصور والأخبار المثيرة من المشاهير وأفراد العائلة المالكة، ولكنهم بالتأكيد أصبحوا أكثر حذرا وأقل اندفاعا عن ذي قبل خاصة في داخل بريطانيا ويؤكد الخبراء في وسائل الإعلام في داخل المملكة المتحدة أن وسائل الإعلام البريطانية قد أصبحت أكثر وعيا وإدراك لعواقب التصرف بطريقة غير المهنية أو غير أخلاقية بهدف تحقيق سبق صحفي.
تيري كيربي (Terry Kirby)، الذي عمل في مجال الصحافة منذ 20 عاما قبل أن يصبح محاضرا كبيرا ومدير مدرسة الصحافة في جامعة غولدسميث، تحدث عن أن وسائل الإعلام البريطانية تتلقى تحذيرات مستمرة ورسمية من التجاوزات ضد أفراد العائلة المالكة، وشهر أغسطس 2015 وجه قصر كنسينغتون تحذيرا غاضبا لوسائل الإعلام من جميع أنحاء العالم من "الملاحقة المتطرفة والمتزايدة" للأمير جورج والذي أصبح وقتها الهدف رقم واحد للتصوير، كما قام دوق ودوقة كامبريدج أيضا بإعادة تذكير المصورين ووسائل الإعلام بأنهما لن يترددا في اتخاذ إجراءات قانونية لحماية خصوصية طفليهما، وهو ما ذكر الجميع بالملاحقة القضائية التي وصفتها الصف بالشرسة والتي أشرف عليها دوق كمبريدج وزوجته كيت من أجل مقاضاة مجلة " Closer" الفرنسية التي نشرت صور عارية لكيت أثناء قضائها لعطلة على شاطئ خاص بصحبة الأمير وليام، ولقد طلب الزوجان تعويض بقيمة 1.3 مليون يورو.
استجواب ليفيسون الشهير في البرلمان في أخلاقيات الصحافة
بالإضافة إلى وفاة ديانا المأساوية التي كانت سبب في إثارة الرأي العام ضد وسائل الإعلام ومصوري الباباراتزي، هناك أيضا استجواب ليفيسون الشهير في البرلمان في أخلاقيات الصحافة 2011/12 والذي تسببت فيه فضيحة القرصنة الهواتف والتي صنعت "رهبة لا مثيل لها" لدى وسائل الإعلام كما قال كيربي.
السيد كيربي قال أيضا أن من وصفهم "بالجيل الجديد من العائلة المالكة" قد قام بوضع "قواعد جديدة" فيما يتعلق بوسائل الإعلام حيث قاموا صراحة بالتأكيد على حقهم في الخصوصية وعدم قبولهم لأي تجاوز من قبل وسائل الإعلام حتى أنهم قد أعطوا صلاحية لمرافقيهم والعاملين لدى القصر الملكي بأن يقوموا بإعطاء المصورين والصحفيين أوامر صريحة بالابتعاد والتراجع إذا ما لزم الأمر وهو ما لم يكن يحدث في أيام الأميرة ديانا كما قال كيربي.
وسائل الإعلام خارج بريطانيا أكثر حذرا
بينيديكت بافيوت (Bénédicte Paviot)، وهي مراسلة سابقة لدى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ومراسلة حاليا في المملكة المتحدة لقناة فرنسا 24، أكدت أن وسائل الإعلام خارج بريطانيا أيضا قد أصبحت أكثر حذرا خلال السنوات العشرين التي انقضت منذ وفاة ديانا، ولقد سلطت الضوء على حادثة توجيه تحذيرات صارمة للمصورين غير الرسميين بعدم الاقتراب من الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون (Emmanuel Macron) ليلة فوزه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية في هذا العام، بينما لم يمنع المصورين يستقلون سيارة من ملاحقة سيارة الرئيس السابق جاك شيراك (Jacques Chirac) لتصويره بعد الإعلان عن فوزه بالانتخابات الرئاسية الفرنسية.