حصيلة إصابات "المضروبين من أحمد زكي"..ورم ونزيف وكسر في الأسنان

لم يكن في الحسبان أن يكون لهذا الشاب الأسمر أي مستقبل فني مبشّر! كيف لصاحب هذا الجسد النحيل، وتلك الملامح غير الجذابة -في وجهة نظرهم- أن يصل لأي شيء؟ .."لا خوف منه على الاطلاق" هكذا تخيل من عاصروا أحمد زكي في بداياته مع أواخر الستينيات..

مع مرور الوقت أخذ هذا الانطباع في التغيير، وأصبح "زكي" هو المنافس الأقوى والأهم في عصره..  رغم أنه لم يمتلك سوى سلاح وحيد "موهبة حقيقية" كان يدرك جيدا أنها كل أعز ما يملك فلم يتخل عنها أبدا، أيا كانت الخسائر.

لا أحد يقف أمام تقمصه للشخصيات التي يجسدها، لا أحد بامكانه اخراجه من "المود" كما يقولون.. طالما وضع عباءة الـ"كاركتر" على أكتافه  فلن يخلعها إلا بـ"طلوع روح" الشخصية بعد انتهاء التصوير..

في بعض الأحيان كان تقمصه هذا أو تعايشه الكامل مع الشخصية، سببا في اصابات عديدة لمن شاركوه أعماله الفنية، بل سببا في عاهات مستديمة لبعضهم في بعض الأوقات !

تورم في الخد وخوف من الاصابة بصمم !

في لقاء تلفزيوني حكت هالة صدقي عن كواليس مشهد ضرب زكي لها بالقلم في فيلم "الهروب" -1991- فتحول لون جسمها إلى الأزرق، بحسب وصف "هالة" وأكدت أيضا تورم خدها.

في أثناء سردها للموقف حكت هالة صدقي أن "اللي اتضربوا من أحمد قبل كده" نصحوها بالحذر، خوفا من إصابتها بالصمم بسبب عدم وعيه لما يدور حوله في أوقات التقمص، الأمر الذي خلق بداخلها خوف شديد هذه الصفعة"..

هذه الجملة تحديدا تلخص حال كل "المضروبين من أحمد زكي" الذي ولد في مثل هذا اليوم منذ 68 عام. فجميعهم تحدثوا عن الإصابات التي لاحقتهم بعد التصوير بسبب وصول الفنان الراحل خلال تلك اللحظة لأقصى درجات التوحد مع الشخصية.

خوف نبيلة عبيد لم ينقطع طوال تصوير المشهد

نبيلة عبيد حكت عن صفعة "شادر السمك" -1986- وكانت تشعر بخوف شديد لا يقل عن ذلك الذي تحدثت عنه هالة صدقي..

سألت أحمد زكي عن الطريقة التي سيضربها بها، فرفض الإجابة بقوله "لا أعرف" !  وأثناء التصوير لم تتحمل الألم بعد أن فوجئت بالدم يسيل من شفتيها.. توقف التصوير قليلا ثم عادا لإستكماله مرة أخرى رغم خوفها الشديد الذي لم ينقطع طوال التحضير لهذا المشهد.

كسر في الأسنان وقطع في الشفة.. حصيلة إصابات عزت أبو عوف !

كسر في سنتين وقطع في الشفة.. هي حصيلة إصابات عزت أبو عوف في ذلك المشهد الذي تلقى خلاله ضربة "بوكس" من أحمد زكي في فيلم "حسن اللول" -1997-.

البداية كما يحكيها أبو عوف عندما طلب منه أحمد زكي أن يضربه بكل قوته في مشهد سابق، ورغم اعتراض "أبو عوف" لكنه نفذ ما طلبه منه صديقه وزميله، وأصابه بألم شديد بالفعل، بعدها جاء الدور على أحمد زكي ليرد له الضربة في مشهد آخر، ففوجيء به يمسك به من شفتيه حتى أصابها بقطع، ثم وجه له بوكس كان سببا في سقوط سنتين قام بتركيب أسنان اصطناعية بدلا منها استمرت معه حتى الآن.

ضربات موجعة لميرفت أمين

أما ميرفت أمين فلم تشفع لها رقتها المتناهية في الافلات من لحظات تقمص الفنان الراحل، فقد تلقت منه "علقة ساخنة" في فيلم "زوجة رجل مهم -1987- تركت عليها آثارا استمرت واضحة لفترات طويلة.

 ضربات موجعة في أماكن متفرقة من جسدها لم تنسها حتى الآن، ووصفت تلك اللحظة بأنه لم يكن يعي الفارق بين شخصيته الحقيقية وبين تلك التي يجسدها في كل أدواره.

صفية العمري تبكي بالدموع بعد سقوطها أرضا !

ورغم كل هذه السوابق إلا أن كل الاحتياطات التي اتخذها النجوم فيما بعد لحماية أنفسهم من صفعاته لم تكن مجدية.

صفية العمري مثلا طلبت منه عمل 100 بروفة قبل مشهد ضربها في فيلم "البيه البواب"- 1987- بسبب خوفها الشديد من تقمصه للدور، بعد ما سمعته من ضحاياه !

وبالفعل استجاب زكي لطلبها وشاركها عمل العديد من البروفات، ومع ذلك لم تتحمل صفية العمري الألم الذي أصابها بعد الضرب لدرجة أنها سقطت على السرير وتساقطت دموعها بسبب شدة الوجع..

تحكي بطلة "هوانم جاردن سيتي" أنها ظلت في منزلها 4 أيام بعد الصفعة بسبب تورم وجهها، الذي كانت آثار أصابع أحمد زكي واضحة عليه بشكل كبير.

محيي اسماعيل: تعمدت استفزازه ليضربني بقوة

محيي إسماعيل هو الوحيد الذي لم يشعر بخوف من ضرب أحمد زكي بل أنه تعمد استفزازه بطريقته وحديثه وتصرفاته للدرجة التي جعلت زكي يضربه بكل قوته بحسب تعبيره !

يحكي صاحب افيه "جمعااااء" عن المشهد الذي التقيا فيه أمام الكاميرا في مسلسل "بستان الشوق" عام 1987 في "اليونان":"عندما جاء دور أحمد زكي ليصفعني على وجهي حاولت استفزازه قدر الإمكان أخبرته أن "أي ممثل في مصر يتضرب بالقلم إلا أنا" وكنت أهدف لشحنه حتى يخرج المشهد طبيعي لأقصى الدرجات وكانت النتيجة صفعة قوية وحقيقية.