عمر الشريف..فن السعادة والتهور أيضا!
عمر الشريف يصرخ بغضب في وجه مخرج فيلما قدمه قبل رحيله بعدة أعوام لا تعجبه طريقة العمل ولا مستوى المنتج النهائي ولامانع من أن يتبرأ من دوره به أيضا، النجم الاستثنائي يقولها صراحة: "فريد شوقي ممثل فاشل"!، كما أن عادل إمام لا يختلف كثيرا عنه، والأكثر أنه يعتبر فيلمه معه ورطة. قائمة من طالتهم صراحة وقسوة عمر الشريف طويلة جدا، كل من عمل معه معرض للنقد والهجوم والتصرفات المتهورة.. لم يشهد الوسط الفني العربي تقريبا من هو أكثر صراحة من هذا الرجل!
إذن كان طبيعيا أن كل من "يوبخهم" عمر الشريف هم أول من يقف له احتراما، هم أول من يعترفون بقيمته وأهمية مشواره عالميا وعربيا، عمر الشريف لم يكن يخترع الخلافات أو يتعمد أن يكون هجوميا في كلامه كي يحصد مزيد من الجدل مثلما يظن البعض، أو مثلما يفعل أخرون، الرجل كان حقيقيا، يهلك نفسه انتقادا وهجوما قبل أن يبد رأيه في غيره.
"كنت سيئا جدا في هذا الدور، أنا دمرت أموالي وخسرتها كثيرا، كنت مغفل".. خطايا الرجل معروضة للفرجة، إن لم يلتفت لها رجال الإعلام يأخذهم هو من يدهم لها، ويكشف قصصا وتفاصيل يعتبرها البعض "كارثية" دون أن يخشى شيئا، رغم كل ذلك لم يعتذر يوما عن تصرفا تلقائيا قام به حتى لو كان مزعجا، أو رأي صادم صرح به، يبدو دوما مستعدا للخسارة في أي وقت، لم ينتظر شيئا فجاءته كل الاشياء وجرى النجاح وراءه.
في سنواته الأخيرة كان يجلس أمام المذيعين في البرامج، كهل ثمانيني بشعر فضي وملابس بسيطة يستعيد بعض ما تبقى في رأسه من الذكريات، دون أدنى تنميق للحكاية، مذنبا أو بريئا يقول القصة كما هي، لا توجد بطولة أكثر من التعامل بسماحة مع نقاط الضعف، والتصالح مع الإخفاقات، والامتنان لهذا التهور الذي صنع أياما لا تنسى في حياته وفي حياة محبيه كذلك، فقط كان يعلن ندمه مواربة وبشكل صريح عل طلاقه من سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة!
المؤكد أن عمر الشريف ليس بحاجة إلى "جوجل" كي يذكرنا بأن اليوم العاشر من أبريل يوافق الذكرى الـ86 لميلاد الرجل الذي غادر الدنيا قبل ثلاث سنوات، لكنها فرصة لأن لجوجل نفسه بأن يزين شارته بصورة هذا الفتى الوسيم أبدا!