مصممة الأزياء الكويتية بزّة الزومان لـ "هي": العمل في الأزياء أشبه بإطلاق شركة جديدة كل 6 أشهر
دبي – "سينتيا قطار" Cynthia Kattar
استطاعت مصممة الأزياء الكويتية بزّة الزومان أن تفرض نفسها وبقوة على ساحة الموضة الكويتية والعربية على الرغم من مرور أقل من أربع سنوات على تأسيسها. الزومان التي تشتهر بانتقاء أرقى الأقمشة لتصاميمها، توظفها ضمن تصاميم فاخرة يطغى عليها الأسلوب البسيط والراقي. الزومان الحاصلة على شهادة البكالوريوس بدرجة الشرف في إدارة الأعمال من "جامعة بوسطن" عام 2005، سرعان ما التحقت بالكثير من الدورات المتخصصة في مجال الخياطة خارج الكلية، لتؤسس الدار الخاص بها في عام 2014. معها كان هذا الحوار:
كيف ولد شغفك بالأزياء؟
حين كنت تقريبا في العاشرة أو الحادية عشرة، أدركت للمرة الأولى أنني مهتمة بالأزياء. كنت أتسوق مع والدتي، وكنا نبحث عن أزياء لها. بدأت أسحب القطع لها كي تجرّبها، وسرعان ما لاحظت أمي أن لدي نظرة للألوان ولما يناسب الجسم. منذ ذلك الحين، صار أفراد عائلتي يسألونني دائما عن رأيي، أو يطلبون مساعدتي خلال التسوق، أو تنسيق طلّة لمناسبة مهمة، لكنني لم أفكر في هذا المجال أبدا على أنه خيار مهني.
في الجامعة أصبحت الموضة شغفا تاما، وكنت أتابع كل المجلات والمصممين الكبار. وخلال فصلي الدراسي الأخير في جامعة بوستون، حيث كنت أتخصص في إدارة الأعمال، اشتركت في صف خياطة خارج الكلية بتشجيع من والدتي. كان الصف بسيطا وواضحا؛ كنا نتعلم فقط كيف نتبع النماذج الجاهزة؟ وكيف نقص ونخيط. الدروس كانت مرة في الأسبوع في صباح عطلة نهاية الأسبوع. وطبعا لأنني لم أجد النماذج والأنماط المحددة التي أردتها، وكنت أستعمل نموذجين مختلفين لأحاول أن أعدل فستاني، وهذه كانت تجربتي الأولى في التصميم. في النهاية، صنعت فستانا مسائيا كحلي اللون لوالدتي التي ارتدته، وكانت فخورة جدا بي. صف الخياطة كان ما أشعل رغبتي في أن أصبح مصممة، فحين كنت أسير عبر متاجر القماش، كانت تغمرني موجة سعادة واقتناع وحماس. وهكذا عرفت أن هذا هو ما أريد فعله.
لماذا اخترت فترة التسعينيات مصدر إلهام لمجموعتك لربيع وصيف 2018؟
حركة "غرنج"grunge التي كانت رائجة في التسعينيات ارتكزت حول الوفاء للذات ورفض ما يقول لك المجتمع أن تفعليه أو ألا تفعليه. شعرت بأن ذلك يناسب ما نختبره مجددا الآن، وأردت أن أدمج ذلك في تصاميمي.
تحرصين على استخدام الأقمشة الرائعة الجودة. أين تجدين مصادرها؟
أبحث عن أقمشتي، وأجدها حول العالم، لكن بشكل أساسي في أوروبا. أذهب إلى المعارض التجارية حيث أطّلع على أحدث التصاميم من أفضل صانعي الأقمشة والأنسجة الإيطاليين والفرنسيين، وهو ما يضفي حقا جودة عالية على المنتج النهائي.
تستعملين تقنيات بناء متطورة في ابتكار أزيائك. أخبرينا أكثر عن هذه التقنيات.
عندما نصمم، نلجأ كثيرا إلى الثني والطي لابتكار الأشكال على تماثيل العرض، وكل لباس ننتجه يتطلب لاحقا العمل على تمثال العرض من أجل إحياء التصاميم. كما نستعمل الأبلكات، حيث هو ملائم، ونصنع التنانير التحتية الداخلية من أجل تعزيز حجم الفساتين الطويلة. كما نعمل كثيرا على الهيكلة والبناء تحت القطعة من أجل دعمها.
بوصفك مصممة كويتية، كيف تصفين مشهد الموضة في الكويت؟
المجتمع الكويتي متأنق جدا ومواكب للموضة. الناس هنا على معرفة جيدة جدا بالأزياء والموضة، وهم دائما يترقبون الجديد. كما أنهم لا يخافون من أن يجازفوا أو يخاطروا أو أن يجربوا مصممين جددا؛ فلا يكتفون دائما بالمضمون ولا يرتدون دائما ما يرتديه الجميع. الكويتيون أيضا يتمتعون بثقة كبيرة، وهم على علم بكل جديد يحصل في صناعة الأزياء، وهم في الكثير من الأحيان أول من يحصل على القطع المحدودة الكمية. إنه بلد رائع لتأسيس مقرّي.
النساء الكويتيات جريئات جدا في إطلالاتهن وأساليبهن في الأزياء. كيف تصفين أساليبهن؟
إنهن جريئات لكن أنيقات. تحب المرأة الكويتية أن تتأنق وأن تكون طلّتها منسقة جيدا. الكويتيات واثقات بأنفسهن، وعموما يملكن ذوقا راقيا. كما أنهن يتميزن عن بعضهن، ويعشقن إجراء التجارب، وتجريب الجديد غالبا. أعتقد أنهن ينظرن إلى الأزياء بوصفها طريقة للتعبير عن الذات، ويحببن المرح بها. كما أنهن مهتمات كثيرا بالتنسيق. فالملابس لا تكفي، بل يعتنين بالإطلالة الكاملة.
من المرأة التي تحبين أن تلبسيها من أزيائك؟ ولماذا؟ وهل لديك ملهمة؟
أعتقد أن ملهمتي تتغير من موسم إلى آخر. ماري كيت أولسن شخص يلهمني دائما. أحب الناس الأصيلين والأوفياء لأنفسهم وأصحاب الأسلوب الخاص بهم. هناك الكثير من الناس الذين أحب أن ألبسهم من أزيائي. الملكة رانيا ملكة الأردن هي على رأس هذه القائمة.
ما نصائحك للمصممين الشباب الطموحين الذين يحاولون النجاح في هذا القطاع؟
نصيحتي في المقام الأول هي أن يسلكوا مهنة التصميم للأسباب الصحيحة. أحيانا يفترض الناس أنها مهنة متألقة وساحرة ومترفة، لكنها ككل شيء في الحياة تتطلب الكثير من العمل الشاق وبذل والجهود. سأقول أيضا: عليكم تحضير أنفسكم، فالمشوار سباق ماراثون، وليس سباق جري سريع. العمل في قطاع الأزياء أشبه بإطلاق شركة جديدة كل ستة أشهر، لأنه عليك تطوير منتجات جديدة، واقتراح أفكار جديدة وتسويقها، وحل مشكلات الإنتاج .. إلخ. إذا، هي مهنة سريعة ومشوقة جدا، لكنها في الوقت نفسه متطلبة. وحتما يجب ألا تستسلموا أبدا؛ وقبل كل شيء، دائما اصغوا إلى صوتكم الشخصي. صحيح أنكم تصممون للزبائن، لكن لديكم شيئا يستحق أن تقدموه، فابقَوا أوفياء له.
كيف ساعدتك وسائل التواصل الاجتماعي في تطوير شركتك؟
وسائل التواصل الاجتماعي هي وسيلة التواصل الأساسية التي استعملتها مع زبائني في السنوات القليلة الأولى. تعلم كيفية استعمالها كان مهما جدا في التمركز الصحيح للعلامة، ولجذب قاعدة زبائني. فمن خلال وسائل التواصل الاجتماعي استطعت أن أنمو وأن أعرّف الناس إلى علامتي. مع نموّنا وتقدمنا، عززنا أساليب تواصلنا، لكن وسائل التواصل الاجتماعي تبقى جزءا لا يتجزأ من ذلك.
ما مشاريعك المستقبلية؟
هناك الكثير من الأشياء التي أحب فعلها، لكن في الوقت الحالي، أريد مواصلة ابتكار الفساتين الجميلة لزبائني، والتركيز على نمو علامتي في المنطقة العربية.