اخصائية التغذية سارة شهدا لـ هي : المواقع الاجتماعية أصبحت سلاح توعوي للثقافة الغذائية
هناك الكثير من الحسابات الخاصة بالتغذية في المواقع الاجتماعية المختلفة إلا أن هذه المواقع قد لا تكون تحت إشراف مختصين فينشر من خلالها الكثير من المعلومات الغذائية الخاطئة ، التقى موقع هي بأخصائية التغذية سارة شهدا التي قدمت لنا من خلال هذا اللقاء الكثير من المعلومات والنصائح الغذائية والاجتماعية المتنوعة .
عرفينا عنك أكثر سارة
اسمي سارة شهدا حاصلة على بكالوريوس في علوم التغذية العلاجية والاكلينيكية من جامعة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة وحاليا أقوم بتحضير دراسات عليا في قسم التغذية الاكلينيكية و بعض الأبحاث الجانبية ، هواياتي السباحة والكتابة والقراءة واعتبرهم بمثابة متنفس لي من ضغوطات العمل اليومية والروتين اليومي .
كيف كانت بدايتك في مجال القطاع الطبي وفي مجال الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي ؟
بدأت كأي خريجة جديدة مبتدأه تحمل الكثير من الآمال والطموحات والشغف للوصول وبما أن مجال التغذية مجال واسع ومرغوب جدا من مجال الاعلام المرئي والسمعي بدأت بتأسيس حسابات لي على الانستقرام والتويتر في عام 2015 وكنت اتواصل و أرد على استفسارات المتابعين واتجاوب معهم اتعلم وأعلمهم وارشدهم الى السلوك الصحي إلى أن بدأت صفحتي بالتداول والانتشار تدريجيا ومنها فتح لي باب الإعلام فتوجهت للصحافة بكتابة المقالات وايضا كان لي لقاءات مع العديد من الإذاعات السعودية ، وأنا الآن أقوم بتسجيل حلقات مصورة على اليوتيوب وذلك طلبا من المتابعين في بداياتي بالمواقع الاجتماعية والتي لقيت تشجيعا ودعما من طرف عائلتي الى بذل المزيد والمزيد في سبيل انتشار الوعي استمريت ولله الحمد ولم يمنعني شيء من المواصلة في طريقي ، ولم اكتفي فقط بالمواقع التواصل الاجتماعي فقد قمت بإعداد العديد من المحاضرات في مدارس المملكة والمراكز الصحية والمعارض الصحية في المملكة ، و كل هذا دون أن أغفل عن أهمية التطوير العملي المستمر بحضور المؤتمرات و قراءة آخر الأبحاث و المستجدات العلمية ومواصلة الدراسات العليا و عمل الابحاث ، و الشيء الذي يدفعني دائما للمواصله شغفي في مجال عملي وحبي دائما للتميز والإبداع وطمعي في المزيد والمزيد بتحقيق الانجازات والأحلام
برأيك ما هو دور الإعلام في التوجيه والتثقيف ؟
باتت وسائل الإعلام المختلفة من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والإعلام الحديث الذي يشمل المواقع الاجتماعية هي سلاح التوعية الثقافية ، ومن مميزات الإعلام الحديث أنه الطريقة الأسرع والأكثر تداولا لخطاب كافة شرائح المجتمع رجالا ونساء كبارا وصغارا وحتى الأمي والمتعلم ، على النقيض من ذلك أصبحت المواقع الاجتماعية سلاح ذو حدين في نشر المعلومات الصحية الغير صحيحة فنرى العديد من الصفحات على التويتر والانستغرام يتابعها الاف الاشخاص تنشر معلومات صحية غير دقيقة للأسف ، أما على الجانب الإيجابي فانتشرت العديد من البرامج الصحية التلفزيونية والاذاعية التي تستضيف المتخصصين في نشر المعلومات الصحية الدقيقة ،
ولكن لا يمكن للبرامج ان تنجح وحدها دون الرجوع لأهل الاختصاص في المجالات الطبية والتعاون بين المؤسسات الإعلامية والصحية في عمل حملات توعية وبرامج تلفزيونية وانشطة ثقافية تعمل على رفع درجة الوعي الصحي وتعزيز الصحة ودورها على مستوى الفرد والمجتمع لبناء بيئة صحية سليمة وترسيخ السلوك الصحي السليم وتغير المفاهيم الغذائية الخاطئة إلى مفاهيم صحية صحيحة .
ما هي نصيحتك للخريجين والخريجات من نفس مجالك ؟
نصيحتي الى اي خريج ايا كان تخصصك الصحي يجب ان تعي ان طريقك ومشوارك العلمي لم ينتهي بل ابتدأ منذ لحظة تخرجك ، فمرحلة التعلم لا تتوقف بل تستمر وكل يوم سنتعلم شيء جديد ومهارة جديدة ، فالنجاح الحقيقي لأي ممارس صحي هو أن يرى نفسه أنه مازال طالب للعلم والطريق الى سلم النجاح يبدأ بالتعلم و باكمال المسار العلمي للحصول على الدراسات العليا في مجالك وكذلك القراءة أكثر وأكثر .
ماهو سر النجاح؟
الشغف والصبر والمثابرة هما سر النجاح ، ودائما ماتكون بداية أي خريج صعبه و يشعر فيها بالضياع وقد يشعر بأن كل ماتعلمه لايرتبط بارض الواقع وقد يواجه تحديات وضغوطات كبيرة في بيئة العمل لكونه مستجد وخريج لكن هذه التحديات ستقوم بصقل شخصيته بشكل اكثر، و تصنع فرقا في مستقبله فالنجاح ليس شيئا من قبيل الصدفة بل يخلق من العمل الشاق والمستمر والذي يستدعي الكثير من المثابرة والصبر والتضحيات على المستوى الشخصي والأهم من هذا كله هو أن نحب مانقوم به ونعمله باخلاص وامانه مع المريض فهذا هو سر النجاح ، هناك مقولة انجليزية متداولة تقول Choose a job that you love, and you will never work again in life
اؤمن ايمانا شديدا بأن وراء كل امرأة ناجحة نفسها وبجانب كل امرأة ناجحة رجل عظيم يدعمها ولم انسى بدايتي في مجال العمل فكان الفضل لأبي واخي الذين اعطوني الدفعة لبدأ خطواتي الأولى كونهم علموني وساندوني في اصعب واشد المواقف .
أكثر مريض أثر في ذاكرتك
الكثير من القصص والحكايا الحزينة والمفرحة التي أثرت فيني من المرضى ودائما احاول ان اكون الاذن التي تصغي لكل المشاكل والاستفسارات ، ولكن أكثر ما أثر فيني مؤخرا وبطريقة حزينة ومفجعة وفاة مريضتي التي تابعتها على مدار سنتين من نزول الوزن الى ان تلقيت مكالمة هاتفية من اختها تخبرني بخبر وفاتها المفجع اثر حادث سير بكيت بكائا شديدا في ذلك اليوم ، أما من أكثر اللحظات سعادة وبهجة وتاثيرا بالنسبة لي عندما أرى شخص وصل لهدفه وطموحه وكان لي اليد في تغير اسلوب حياته ، ولله الحمد أسعى بأن أؤدي واجبي باخلاص وامانه مع المرضى حتى وإن كنت متعبة ومجهدة ودائما ادعو الله ان يلهمني سعة الصدر والصبر وأثر الكلمة الطيبة لمساعدة كل مريض .
ما هو النظام الصحي السليم ؟
النظام الصحي هو الذي يخضع للقواعد والمعايير العامة للمنظمة الامريكية للتغذية American Dietetic Association وتعتمد فكرة خسارة الوزن وتغير نمط الحياة على معادلة 30% رياضة + 70% على الغذاء الصحي المتوازن ، وذلك باعتماد نظام صحي متوازن منوع من حيث الكمية والنوعية بدون حرمان وبدون تعقيد يوازي حاجة الفرد اليومية من جميع مكونات وعناصر الغذائية للصحن الغذائي والذي يسمى My plate من النشويات والبروتينات والخضار والفواكه وبذلك يساهم في تأمين العناصر الغذائية لنمو الجسم بطريقة موزعة وسعرات حرارية محسوبة بحسب حاجة كل فرد بحسب "الوزن-الطول-العمر-الجنس-والنشاط الجسدي" وذلك تحت مراقبة وإشراف اخصائي تغذية معتمد بتصميم النظام الغذائي .
ماهي اسباب عودة الوزن بعد فقدانه؟
بالتأكيد اتباع الحميات الغذائية العشوائية بدون استشارة اخصائي تغذية يؤدي لفقدان الوزن السريع وبالتالي رجوع الوزن علما ان معدل خسارة الوزن الطبيعية ما بين 0.5-1.5 كيلو جرام في الأسبوع ، وكذلك عدم وجود الرغبة والدافع للتغير سبب من الأسباب ، ويجب أن يعي الشخص إن الوصول للوزن المثالي وخسارة الوزن ليست عملية سهلة أو عملية سحرية بل تطلب الالتزام والارادة مع وجود نشاط وجدول رياضي وتغير للعادات الغذائية بداية من البيت والعمل وذلك بتوفير الاطعمة والخيارات الصحية وتجنب شراء وتخزين الحلويات والبسكويت وشراؤها فقط عند الرغبة بين حين لآخر .
كيف تجدين وعي المرأة بالصحة والرشاقة ؟
لاشك أن المرأة هي أكثر اهتماما من الرجل بالنظام الغذائي فجمال المرأة ينبع من اتباعها لأسلوب حياة صحي متوازن ، و خسارة الوزن لايرتبط فقط بالمظهر العام بل بالصحة من الداخل وتغير العادات الغذائية ، لذا أصبحت المرأة أكثر وعيا واهتماما بجمالها ورشاقتها وقوامها ، فالمرأة التي تنام باكرا، وتشرب مالايقل عن لترين من الماء يوميا و تتناول طعاما صحيا متوازنا و تمارس الرياضة هي امرأة تحب نفسها جدا وتقدرها وعندما تواجه المحن من السهل أن تتخطاها لأنها تمتلك جسدا وعقلا سليما وقويا .