السياحة السعودية تستعد لانضمام قرية رجال ألمع لقائمة اليونيسكو
أولت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تسجيل المواقع الأثرية والتراثية بقائمة التراث العالمي في "اليونسكو" اهتماماً كبيراً، بهدف إبراز البعد الحضاري للمملكة، والمحافظة على تراثها الوطني، والتعريف بقيمته التاريخية، وفي إطار ذلك بدأت الهيئة العمل على الملف القادم وهو ملف موقع قرية رجال ألمع بمنطقة عسير استعدادا لتسجيلها في قائمة التراث العالمي باليونسكو.
هيئة السياحة وتسجيل المواقع الأثرية والتراثية
اهتمت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمسار تسجيل المواقع التراثية في قائمة التراث العالمي بوصفه نشاطا مهما يسهم في إبراز التراث الحضاري للمملكة عالميا، إضافة إلى الحفاظ على الثراء التاريخي والأثري والتراثي المتنوع للمملكة، وتأهيل هذه المواقع وفقا لمعايير المنظمات العالمية المتخصصة، حيث تعمل الهيئة على تسجيل المواقع التراثية والأثرية في قائمة التراث العمراني ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الذي يشمل منظومة من البرامج والمشروعات لتطوير مواقع التراث الوطني والتعريف بقيمتها التاريخية والمحافظة عليها.
علما بأن الهيئة قد خصصت إدارة لتسجيل المواقع في اليونسكو في قطاع الآثار بالهيئة تضم متخصصين وخبراء في هذا المجال، وتحظى بالإشراف والمتابعة المباشرة من الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة، الذي يولي هذا المسار أهمية خاصة لدوره الوطني المهم.
قرية رجال المع
تميزت قرية رجال المع الواقعة بمنطقة عسير بالجزء الجنوبي الغربي من السعودية، بفن معماري بديع، اهلها للفوز عام 2017 بالمركز الأول في جائزة المدن العربية فرع "التراث المعماريّ" عام 2017، وذلك بعد الانتهاء من ترميم 16 حصناً بالقرية.
وتعد قرية رجال المع وجهةٍ سياحية لكثير من زوار منطقة عسير لتوفر الكثير من العوامل التاريخية والثقافية والتراثية والطبيعية التي تتضح جليا في طبيعتها وضيافة أهلها وثقافتهم وتميز مبانيها التراثية، وهي محافظة جبلية أجواؤها متنوعة تبعاً للبيئة، وغنية بمخزونها التراثي، الذي أضفى عليها الأصالة العربية والحضارة التي تعيش بها، هذا بالاضافة إلى متعة قاصديها بواسطة العربات المعلقة (التلفريك) أو السيارات مباشرة، ليجد الزائر نفسه في حضرة التاريخ من خلال متحف رجال ألمع وما يضمه من مقتنيات أثرية، إلى جانب المكتبة التراثية التي تزخر بكتب دينية وأدبية ووثائق تاريخية، ناهيك عن القصور التاريخية الموجودة فيها والتي تعد شاهداً على حضارة زاهية، حيث يرتفع بعضها إلى ثمانية أدوار، ومر على بنائها أكثر من قرنين من الزمان، ومازالت حتى اليوم تتميز بإطلالتها المهيبة وطرزها المعمارية القديمة، وإبداعات أهل تلك الأرض، في وقت لم تكن الآلات الهندسية موجودة ولكنها فطرة الإنسان وعبقريته.
ويأتي قرار الهيئة بتأهيل وتطوير قرية رجال ألمع لما تمثله القرية من أهمية، ولمبادرة أهاليها من محافظة على قريتهم لوعيهم بما تحتويه من تاريخ عريق وثقافة وشاهداً على مشاركتهم في ملحمة توحيد هذا الوطن العزيز وهو ما شكل إضافة إلى طبيعة القرية الخلابة ومناخها المعتدل على مدار العام.