أول مغامران سعوديان يصلان إلى قمة جبال الألب

يهوى الكثير من السعوديين اقتحام عالم المغامرات ورحلات التحدي على اختلاف تخصصاتهم وميولهم، ومن ذلك أن جمعت هذه الهواية سعوديان على الرغم من أن تخصصهما في المجال الطبي، ليسجلا نفسيهما كأول مغامران سعوديان يصلان إلى قمة جبال الألب.

أول مغامران سعوديان يصلان إلى قمة جبال الألب

سجل مواطنان سعوديان نفسيهما كأول مغامرين لجبال الألب، وهما الجراح الدكتور فارس العمران ، والصيدلي يزيد الحارثي ، وذلك بتسلقهما لأعلى قمة في إيطاليا " جراند براديسو" التي تقع في أعالي سلسلة الألب، حيث تحمل المغامران السعوديان مصاعب ومخاطر هذه الرحلة المرعبة، ورفعا علم المملكة عند الجلوس على القمة بكل فخر واعتزاز، وأهديا هذا الإنجاز المميز للوطن الغالي.

مصاعب ومخاطر مغامرة تسلق القمة

استمرت رحلة المغامران الدكتور فارس العمران، والصيدلي يزيد الحارثي، ثلاثة أيام متواصلة شملت الصعود والنزول من وإلى القمة، وكان التحضير للرحلة والمعسكر سبق المغامرة بثلاثة شهور، حيث أن الصعود للقمة يتطلب لياقة بدنية عالية وتدريبا متواصلا، وبدأت رحلة مغامرة الصعود للمغامرين ووصولهما القمة بعد مجهودات كبيرة جداً، حيث تقل نسبة الأكسجين بنسبة 50% من المستوى العادي، والإرتفاع 4061 مترا فوق سطح البحر.

وحول تفاصيل تلك المغامرة أشار الصيدلي الحارثي، لإحدى الصحف المحلية، بأن البداية كانت قبل ثلاثة أشهر، عندما قررا الصعود لقمة "جراند براديسو"، حيث تم التواصل مع مرشد مرخص لخوض هذه المغامرة، وكانت الشروط بأن يوقعا عقدا بإخلاء مسؤوليتهم في حال حدوث أي طارئ أو إصابات، حيث تشير الإحصائيات إلى وفاة ما يقارب المائة شخص سنوياً نتيجة السقوط المفاجئ من علو مرتفع أو نتيجة لتساقط بعض الصخور الكبيرة وأحياناً نتيجة هجوم من حيوان مفترس، كما يشترط أيضاً أن يكون المتسلق جاهزا بدنياً ولياقيا، حيث أن المجهود في الأعلى مضاعف نتيجة قلة نسبة الأكسجين ونتيجة لحمل حقيبة تزن 15 كيلو طوال رحلة التسلق مجهزة بأدوات التسلق، إضافة إلى مخزون من مياه الشرب والطعام اللازم.

المغامران السعوديان ورحلتهما إلى قمة جبال الألب

بدأت رحلة المغامران بالوصول إلى مدينة "شامونيه" الفرنسية التي تقع على الحدود مع سويسرا وايطاليا، حيث انطلقا منها مع المرشد إلى محمية "جراند براديسو" الطبيعية في إيطاليا، وذلك في فجر اليوم الثاني عندما بدأت رحلة التسلق إلى القمة في الظلام الدامس حيث عبر الاثنان ومرشدهم الأنهار والشلالات بواسطة كشافات ضوئية معلقة في الخوذة.

وجاءت المرحلة الثانية أكثر صعوبة حيث التسلق بشكل عامودي ومواجهة خطر سقوط الصخور والتي تطلبت جهداً كبيراً خصوصاً مع وجود حقيبة تزن 15 كيلو على ظهر كل منهما، فيما استمر التسلق بضع ساعات، بعدها أخذ المغامرون قسطاً من الراحة واستعادة الأنفاس مع بزوغ الضوء، ثم الاستعداد لتكملة الصعود ولكن هذه المرة عبر الصعود على الثلوج والذي تطلب لبس قطع خاصة على الأحذية لمنع الانزلاق خلال التسلق بالإضافة إلى عصا ومطرقة حادة للتثبت على الثلج لعدم الانزلاق في بعض الحفر الموجودة في الطريق، كما قام الثلاثة بربط أنفسهم ببعضهم البعض بحبال وذلك في حال سقوط أحدهم ليتمكن الباقون بسحبهم.

ومع عملية الصعود المنهك جسدياً ونفسياً أكمل المغامرون مشوارهم والذي استمر سبع ساعات حتى أصبحت القمة على مرأى العين مما أعطاهم حافزاً لإكمال مشوار الوصول للقمة، إلا أن نقص نسبة الأكسجين زاد من معاناتهم حيث الجهد مضاعف، كما أن منظر الهاوية من اليمين واليسار يبعث الخوف من السقوط من هذا العلو الشاهق، وفي تمام الساعة العاشرة والنصف صباحاً وصل الشابان للقمّة، وتطلب الوصول للجزء العلوي تسلق بعض الصخور ومشاهدة المنحدرات الشاهقة.

يُذكر بأن المغامران السعوديان قد رفعا عند الجلوس على القمة علم المملكة بكل فخر واعتزاز وشاهدا قمم جبال الألب من هذا العلو الشاهق 4061 مترا فوق سطح البحر، وبعد الاستمتاع بالإنجاز بدأت رحلة النزول التي استغرقت ست ساعات أخرى حتى الوصول للملجأ أخيراً.