حوار مع كارولينا هيريرا دي باييز بمناسبة الذكرى العاشرة لحملة لمواجهة سرطان الثدي
يسجّل هذا العام الذكرى العاشرة لحملة كارولينا هيريرا لمواجهة سرطان الثدي. هلاّ تحدّثينا قليلاً عن أهداف هذه المبادرة؟
لطالما كان هدفنا الرئيسي زيادة الوعي والمساعدة في إيجاد علاج لهذا المرض. منذ أن أطلقنا CH PINK في عام 2008، قدّمنا الدعم إلى المريضات وإلى المقرّبين منهن من خلال حملات سنوية مخصصة للفت الانتباه إلى هذا المرض والتي كان دائماً الهدف منها تقدير القوة والشجاعة لدى السيدات اللواتي يكون تشخيصهن بالإصابة بالمرض إيجابياً ولدى أحبائهن. هناك هدف آخر من CH PINK ألا وهو مساعدة الأطباء والباحثين، لذلك عملنا محلياً مع العديد من الجمعيات والمستشفيات. تعاوننا في البرازيل مع Fundaçao Laço Rosa، في المكسيك مع Cruz Rosa وNovartis وIniciativa Ser، في إسبانيا مع Asociación Española contra el Cáncer، في جنوب أفريقيا مع مؤسسة صحة الثدي Breast Health Foundation وفي الولايات المتحدة مع جمعية السرطان الأمريكية American Cancer Society.
لطالما شددت CH PINK على أهمية الكشف المبكر؟ لماذا؟
يزيد التشخيص المبكر للسرطان من فرص نجاح العلاج. لا تظهر الأعراض على جميع المصابات بسرطان الثدي، مما يجعل من الفحوصات الدورية أمراً حاسماً. تُعتبر زيادة الوعي أساسية في مواجهة المرض، وتقع على عاتقنا مسؤولية الإصرار على الوقاية والاكتشاف المبكر من خلال فحوصات استكشافية ذاتية واختبارات مبرمجة للفحوص. على النساء اللواتي تجاوزن الأربعين من العمر إجراء تصوير ثدي شعاعي سنوياً. يجب أن تبدأ الفحوصات في وقت مبكر لدى السيدات المعرضات أكثر للخطر بسبب السمنة أو عوامل وراثية. كذلك، علينا ابتداء من عمر 20 سنة أن نفحص شهرياً الثديين الخاصين بنا والبحث عن أي كتل غير منتظمة. إذا تم الكشف عن المرض في وقت مبكر، تكون احتمالات الشفاء 100% تقريباً، وفقًا للرابطة الإسبانية لمكافحة السرطان.
تذهب CH PINK إلى أبعد من جمع التبرعات: تتميّز الحملات بطابع عاطفي جداً: إنها تسلّط الضوء على قوّة الموسيقى، الحب والحركات المعبّرة مثل ابتسامة أو أمنية. لماذا؟
يُعتبر الدعم الطبي والصيدلاني أمراً حاسماً، لكن المودة والطمأنينة هما أيضاً مفيدتان للغاية. يبعث الحب الشجاعة في النفس ويعطي الأمل. إن التعامل صعبٌ مع اللواتي جاءت نتيجة تشخيصهن إيجابية. المريضات وعائلاتهن أبطال حقيقيون، ونحن ملتزمون بدعمهم. هناك أيضاً أدلة قوية تشير إلى أن السيدات اللواتي يمكنهن الاعتماد على أقاربهن وأصدقائهن في الدعم يحصلن على نتائج أفضل خلال العلاج. كذلك، برهنت دراسات عديدة عن جوانب مفيدة للانخراط في أنشطة قادرة على إسعاد المرضى.
ساهمت أنت وأمك بفعالية وشاركت شخصياً عاماً تلو الآخر: لقد قمت بزيارة العديد من البلدان، التقيت أطباء ومرضى، وصوّرت أفلام فيديو مؤثرة مع سيّدات جاءت نتيجة تشخيصهن إيجابية ومع أطفالهن. ماذا تعلمت من هذه التجارب؟
لديّ تعلّق كبير بالمشروع الذي تشير إليه. لطالما كان هدفنا إطلاق تحية تقدير إلى المريضات وإلى أقاربهن وأصدقائهن. يُعتبر الدعم الطبي والصيدلاني أمراً حيوياً، لكن الحب، الأمل، الدعم والمودة هم أيضاً أساسيون. في سنة 2015، رسمت مجموعة من أبناء وبنات مريضات مصابات بسرطان الثدي لوحة جدارية خاصة مع رسالة مشجّعة وقدّموا مفاجأة معبّرة إلى أمهاتهنّ. ما زلت متأثرة بردّات افعالهم، بتعابير الامتنان على وجوههم... الحب قوّي جدّاً!
هلاّ تشاركينا ببعض الأشياء أخبرتك إياها الأمهات؟
جميعهن اتفقن أن: الأطفال هم أساسيون في الكفاح ضد المرض: إنهم يملؤوننا بالفرح والطاقة، وهم قادرون على إسعادنا بنورهم وحماسهم. كانت جميع الشهادات مؤثرة بنفس القدر، لكني استعيد بوضوح هذه العبارات العاطفية للغاية: "رأيت انعكاساً لنفسي في أطفالي وعند النظر إلى تلك المرآة فكرت على الفور أنني بحاجة إلى أن أعيش حياة ملؤها السعادة". وكما قالت، "هذا الأمر لا ينتهي هنا". لأننا لا نستسلم.
أطلق هذا المشروع شعار "لا نستسلم"، الذي تم بنجاح الترويج له منذ 2015. في الذكرى العاشرة، سيتم نشر رسالة جديدة: لن نستسلم.
الأمهات وأطفالهن هم خير إثبات على أننا لا نستسلم. خلال العقد الماضي، تحقق تقدم كبير فيما يختص بالعلاجات والأدوية. وعلاوة عن ذلك، وبسبب الزيادة الهائلة بالوعي والرؤية ومع تضاعف الفحوصات المنتظمة، ازداد الكشف المبكر مما أثمر عن زيادة فرص النجاة وشفاء أفضل. لكن المعركة يجب أن تستمر: يجب أن نكون محاربين، يجب إيجاد علاج. لذلك، لن يكون مجدياً في العام الذي يصادف الذكرى السنوية العاشرة لمعركتنا أن نركز على الإنجازات السابقة. تصميمنا أقوى من أي وقت مضى، ولهذا السبب نحن نركز على المستقبل مع الرسالة "لن نستسلم".
إحدى لحظات CH PINK المهمة الأخرى كانت تسجيل أغنية "We don’t give up" (لا نستسلم) مع أوركسترا دولية.
للموسيقى قدرة على تحريك الجبال: إنها لغة قوية تجمع، تلهم، تلمس وتريح. عملنا في عام 2016 على تأليف وتسجيل أغنية "We don’t give up" مع 18 موسيقياً من 12 دولة مختلفة وجوقة مكوّنة من أمهات مصابات بسرطان الثدي وأطفالهن. لقد كانت تجربة فريدة مكنتنا من التوحيد، إعطاء القوة والطمأنينة للسيدات اللواتي يخضن مواجهات يومية مع هذا المرض.