محمد فراج: كواليس فيلم "الممر" مليئة بالمشقة..وأصابني الحزن بعد تأجيل "أهو ده إللي صار"
على مدار السنوات الـ7 الماضية قرر الفنان محمد فراج أن يطل على جمهور التلفزيون في رمضان من كل عام، بعمل مختلف يخطف مشاعرهم من خلال أدائه لشخصيات تترك بصمة معهم تستمر حتى العام التالي، نجح في الوصول لقلوب عدد كبير من المشاهدين الذين يعتبرونه في كل عام تلو الآخر هو الرابح الأكبر الذي يتفوق على كل منافسيه حتى من معه في العمل نفسه.. يتعاطفون معه تارة، ويخافون منه تارة أخرى، بسبب صدقه فيما يقدمه وتقمصه الشديد للشخصيات التي يؤديها.
لم يستطعوا التفريق بين محمد فراج الفنان، و"سوني" الذي يخترق هواتف زبائنه في "هذا المساء"، لكنهم واثقون في النهاية أنهم أمام ممثل صغير سنًا، كبير وعيًا وقيمة.. لديه ملكة مميزة تجعل من ظهوره دوما، مثار حديث للجمهور لوقت طويل.
"هي" حاورت الفنان الشاب محمد فراج وتحدثت معه عن كواليس تصوير فيلمه القادم "الممر" ومصير أعماله الدرامية المؤجلة من رمضان الماضي، بالإضافة إلى الصورة التي اشتهرت له في مهرجان الجونة والتي ظهر يبكي فيها.
في البداية حدثنا عن أبرز الصعوبات التي واجهتها في أداء دورك في فيلم "الممر"؟
المشقة كبيرة جدًا في هذه التجربة، وهناك العديد من المشاهد الصعبة، مثل عدم التعود على حمل السلاح، أو التدريبات العنيفة كونه فيلم يتحدث عن قوات الصاعقة المصرية، فأنا لم ألتحق بالخدمة العسكرية على أرض الواقع، لكني حاليًا أشعر بأنني مجند حقيقي منذ حوالي شهر ونصف عندما بدأت تصوير الفيلم، و"الممر" ليس مجرد تجربة سينمائية مهمة للممثلين وللفن كله فقط، لكنه أكبر من ذلك بكثير فهو فيلم للتاريخ.
كذلك من أبرز الصعوبات التي تواجهنا داخل أماكن التصوير، هو وجودنا في الصحراء، كأننا على الجبهة بالفعل، ومن حولنا نيران متطايرة وبركة من الطين نغوص فيها.
كيف حضّرت لدورك قبل التصوير؟
قبل أن يُعرض عليّ الفيلم بفترة قصيرة كنت قد بدأت في العودة إلى "الجيم" مرة أخرى بعد فترة توقف، وبمجرد ما تم ترشيحي لـ"الممر" قررت الانتظام في التدريبات، خاصًة وأن التجربة بها مشقة كبيرة فكان لابد وأن أعتاد على الأمر قبل التصوير، ذلك طبعًا بالإضافة إلى بروفات التمثيل والجلسات التي عقدناها مع المخرج الكبير شريف عرفة.
هل تلقيت تدريبات خاصة متعلقة بالاشتباكات أو حمل السلاح وما شابه؟
بالفعل تم تدريبنا في مدرسة الصاعقة، تحت إشراف أفراد مهمين، مع المخرج شريف عرفة والمنتج هشام عبد الخالق، من أجل التدريب على حمل السلاح والحركة والإنقاذ به، والتدريبات على الحركات العنيفة والاشتباك سواء بسلاح أبيض أو بسلاح ناري، والقفز بين الأشياء، والحبل الذي نتسلق به الحائط، وهناك مشاهد جمعتني مع الفنان أمير صلاح الدين كنا نزحف فيها بالسلاح داخل بركة من الطين وحولنا نيران من كل مكان، وكنا معرضان للإصابة، فالموضوع ليس سهلًا، نحن على جبهة القتال حرفيًا، وكل شيء وارد الحدوث.
حدثنا عن دورك في فيلم "الممر"؟
أؤدي شخصية أول مرة أقدمها في مشواري، شخصية مختلفة التفاصيل، لشاب مجند بالجيش، وليس من سكان القاهرة، والفيلم عمومًا فيلمًا حربيًا يؤرخ للفترة التي سبقت حرب أكتوبر.
كان لك عملين دراميين في رمضان الماضي وكلاهما تم تأجيله.. حدثنا عنهما؟
المسلسل الأول كان "أهو دة اللي صار" وتأجل موعد عرضه لرمضان 2019، ولكن قيل مؤخرًا إنه من المحتمل عرضه خارج موسم رمضان، وتحديدًا في شهر يناير أو فبراير، والمسلسل الثاني هو "ذهاب بلا عودة" ولم نصوره من الأساس ولم أعرف أي شيء عن مصيره حتى الآن، لكنه لم يتم إلغاؤه بشكل نهائي، لكننا لم نعرف متى سنعود للعمل عليه مرة أخرى، وهل إذا انتهت الظروف الإنتاجية الصعبة ستكون مواعيد التصوير مناسبة لكافة أبطاله أم لا، فكان من المقرر أن يلعب بطولته آسر ياسين وزينة وأنا، بالإضافة إلى شخصيات أخرى كثيرة.
كنت أعلنت أن تأجيل عرض "أهو ده اللي صار" من أسوأ ما مررت به في مشوارك الفني.. لماذا؟
أنا من الممثلين الذين لا يحبون التصنيف سواء في عملهم أو في حياتهم الخاصة، وأنا أعمل في الفن من أجل الفن فقط، والمسلسل تم تأجيل عرضه في ظل ظروف السوق الإنتاجية الصعبة، وكانت المرة الأولى التي أشارك في عمل فني ويكون مثار جدل، ويقال إنه لن يُعرض، فشعرت بالفزع، فمنذ أن شاركت في مسلسل "المواطن إكس" في رمضان 2011، وأنا الله يرزقني بعمل في كل رمضان أستطيع من خلاله أن أطرق باب الجمهور، لكن العام الماضي كانت أول مرة أشارك في عمل جيد جدًا ولم يُعرض، فانزعجت وأُحبطت واكتئبت لفترة لأنني بذلت مجهود كبير في الشخصية والمسلسل ككل، لكنني عدت لطبيعتي سريعًا.
إذن ما المميز في دورك تحديدًا جعلك تشعر بكل هذا الحزن بعد تأجيل المسلسل؟
المسلسل درامي بحت عن الحب وأشكال قصص الحب، والشخصية التي أقدمها يصل عمرها في المسلسل إلى 80 عامًا، فالجمهور كان سيراني في مراحل عمرية مختلفة من الشباب إلى الشيخوخة، والمسلسل به نجوم كثر أدوا شخصيات مختلفة عنهم، وقيمة العمل عالية جدًا وتخاطب مشاعر وأحاسيس البني آدمين، فشعرت بشعور سيء عندما علمت أن مجهودنا لن يخرج إلى النور.
هل تتمنى عرض المسلسل في موسم رمضان 2019 فعلًا أم خارج الموسم؟
أتمنى أن يُعرض في رمضان، بالرغم من اقتناعي أنه بات هناك أكثر من موسم درامي، لكن في كل الأحوال الجمهور يستطيع التفرقة بين العمل الجيد وغير الجيد، وأتمنى أيضًا عرضه في توقيت جيد وفي قنوات تناسب كل الناس، ويكون بعيدًا عن العرض الحصري.
حضرت يومين فقط من فعاليات مهرجان الجونة لكنك أثرت الجدل بصورتك في "الفوتوسيشن" الذي قدمه المصور أحمد هيمن.. حدثنا عن كواليس تلك الصورة؟
لم يطلب المصور أحمد هيمن من كل النجوم الذين شاركوا في جلسة التصوير تلك، أي "ريآكشن" معين، وكل ما ظهر بالصور كان مشاعر حقيقية، فهيمن لم يؤدِ دور المصور في هذا اللحظة، والذي ينصحك بالوقوف بطريقة معينة لالتقاط الصورة، لكني كنت أتحدث معه وقت التصوير كأنه "طبيب نفسي"، فلم يطلب مني طريقة تصوير محددة، بل كان يغوص داخل أعماق الفنان الذي يصوّره ببعض الأسئلة والكلمات، والإجابة عليها كانت بالحالة التي ظهرنا عليها وليست بالكلام، ليلتقط هو الصور في الوقت المناسب، وأنا سعيد جدًا بردود الفعل لأن الحالة والمشاعر وقتها كانت حقيقية جدًا.
أخيرًا.. هل تعاقدت على أي عمل لرمضان 2019؟
لا، لم أتعاقد على أي مسلسل حتى الآن لكنني في مرحلة قراءة بعض السيناريوهات، وأتمنى أن تكون الظروف الإنتاجية جيدة في العام المقبل.