محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور الدكتورة السعودية بسمة الرويلي
حوار: عدنان الكاتب Adnan Alkateb
نشأت الدكتورة السعودية بسمة الرويلي في بيت تسوده المحبة والوئام، ويتمتع أفراده بقدر عالٍ من النظام وتحمل المسؤولية، وبعدما حصلت على مجموع عالٍ في الثانوية، أصر والدها على التحاقها بكلية الطب في جامعة الملك في فيصل، فأثبتت أنها تستطيع أن تتحدى الصعاب وتتفوق بجدها ونشاطها .. وانتقلت بعدها إلى أونتاريو لتتخصص في طب الأسرة ..
واهتمت بالطب التجميلي، وبعد حضورها في فلوريدا مؤتمرا سنويا في الجامعة الأمريكية عن مكافحة الشيخوخة وتجديد الخلايا والأساليب الجديدة في التعامل مع الأمراض استهواها هذا المجال، فأكملت متطلبات البورد الأمريكي وخضعت للامتحان لتحصل على تلك الشهادة العالمية العليا، وتتمكن بذلك من مساعدة أي مريض بشكل متكامل من خلال استعمال مكملات ومواد طبيعية لمعالجة أصل الخلل بدلا من الاعتماد على الأدوية فقط وتفادي معظم المضاعفات على المدى البعيد.
أخبرينا عن نفسك ودراستك، ولماذا اخترت مجال الطب؟
نشأت في منزل يتمتع بقدر عالٍ من النظام وتحمل المسؤولية، ويتطلب من جميع الأطفال أو المراهقين تقديم الأفضل في الدراسة للحصول بالمقابل على مكافأة يومية مثل اللعب في الخارج أو مشاهدة التلفزيون أو الخروج مع الأصدقاء، وفقط مَن يجتهد له الحق أن يحتفل أو يحظى بوقت ممتع. أما دراسة الطب، فلم أخترها، بل هي من اختارتني، فبعدما حصلت على مجموع عالٍ في الثانوية، أصر والدي على أن ألتحق بكلية الطب في جامعة الملك فيصل في الدمام. ولأنني أجبرت على الدراسة في مجال لا يستهويني وهو في منتهى الصعوبة، تطلب ذلك مني الكثير من التضحيات آنذاك، فأحسست بالظلم الجسيم طوال سنوات الدراسة الست في الجامعة، إضافة إلى سنة الامتياز. فلا شخصيتي ولا شكلي آنذاك يتوافقان مع ما هو معهود من الطبيبات في ذاك الزمان من شخصية جادة عازفة عن الحياة الاجتماعية ومكرسة للعلم فقط، فقد كنت أهوى الحياة الاجتماعية، وأعشق الجمال والسفر، إلا أن دراسة الطب كانت تتطلب التنازل عن كثير مما أحب. وبعد إتمام التخصص في مجال طب الأسرة والمجتمع في كندا، بدأت أعشق مجالي، وأدركت أنه لو عاد الزمان بي لاخترت الطريق نفسه، وقدرت لوالدي إصراره على دراسة الطب.
ما الذي دفعك للمتابعة في مجال مكافحة الشيخوخة؟
ابتدأ الحديث عن الاهتمام بالتقنيات غير الجراحية في كل سفر لي لحضور المؤتمرات المتخصصة في الطب العائلي السنوية في كندا، وكانت تستهويني ورش عمل متعلقة بالحقن والبوتوكس والليزر على هامش المؤتمر، ولأني مغرمة بكل شيء يتعلق بالجمال بدأت ألتحق بدورات كلما سنحت لي الفرصة منذ عام 2004 في أونتاريو، لأزيد من علمي وخبرتي في المجال، وأيضا كنت أسارع وأحرص على حضور أي ورشة عمل في منطقة الشرق الأوسط عن الطب التجميلي. وأما مكافحه الشيخوخة، ففي عام 2011 نُظم في الجامعة الأمريكية في فلوريدا مؤتمر سنوي لمكافحة الشيخوخة وتجديد الخلايا، ويتحدث عن أساليب جديدة في التعامل مع الأمراض المزمنة، ومن باب الفضول حضرت المؤتمر، بس فاستهواني ذلك المجال حتى اقتنعت به تماما في 2014 ، وأعجبتني فكرة هذه الجامعة، وهي إيجاد الحلول للخلل الأساسي الذي يسبب الأمراض المزمنة، والعمل على تجديد الخلايا بدلا من معالجة الأعراض، فأكملت كل متطلبات البورد الأمريكي، وخضعت للامتحان في 2016 ، وحصلت على البورد الأمريكي، وهذا من أهم إنجازاتي العلمية، فأعطاني هذا العلم الجديد إحساسا بالتكامل في وظيفتي، فالآن أستطيع مساعدة أي مريض بشكل متكامل، بفضل الله، من خلال استعمال مكملات ومواد طبيعية لمعالجة أصل الخلل، بدلا من الاعتماد على الأدوية فقط، وتفادي معظم المضاعفات على المدى البعيد.
ما أكثر المشكلات الجمالية التي تعاني منها المرأة الخليجية؟
المرأة الخليجية أصبح عندها وعي كبير ورغبة في تحسين المظهر الخارجي للجسم والبشرة والشعر، وأغلب المشكلات الشائعة التي تمر علينا بالعيادة:
* تساقط الشعر: المرأة الخليجية معروفة بجمال شعرها وكثافته، فهي تأتي في مرحلة مبكرة من أعراض تساقط الشعر.
* التصبغات في البشرة والكلف: طبيعة البشرة الخليجية تتأثر بالشمس، وعندها استعداد للتصبغات في حال استعمال الليزر القوي والتقشير الكيميائي العميق من دون مراعاة درجة اسمرار البشرة وإهمال استعمال واقي الشمس. أو بسبب استعمال حبوب منع الحمل.
* هناك نسبة عالية من مقاومة الأنسولين في منطقة الخليج، وهذا يظهر بوجود أماكن داكنة في الرقبة والإبط عند السيدات، وكذلك تكيس المبايض الذي يصل إلى 20 في المئة عند السيدات لسبب وراثي يزيد مع الطعام المليء بالهرمونات، مثل حليب الأبقار والدواجن.
* البثور وحب الشباب: وهي أكثر الحالات التي نتعامل معها، وأيضا لها علاقة باستهلاك النشويات المكررة والأغذية الغنية بالهرمونات الصناعية.
* السمنة والسيلولايت والتشققات الجلدية والترهلات بسبب زيادة ونقص الوزن السريع.
بِم تنصحين السيدات للعناية ببشرتهن والوقاية من الكلف؟
استعمال منظفات خاصة في نهاية اليوم وتونر لشد البشرة، ومن ثم استعمال كريمات حول العين، وكريم النهار المناسب مع واقي الشمس، وعدم التعرض للشمس خصوصا بين الساعة الثانية عشرة والثالثة ظهرا، وفي الليل للوجه والرقبة مع كريم حول العين. إذا كان هناك كلف ننصح بالمكونات التي تعمل على تقشير سطحي للبشرة مثل أحماض الفواكه وكوجك وأزيلاك مضافاً إليها مواد مبيضة آمنة مثل الأربيوتين والجلوتاثيون، إضافة إلى فيتامين سي. كما ننصح باستعمال مضادات الأكسدة عن طريق الفم للحصول على الفائدة من الداخل فتنعكس على الخارج.
ما العمليات التجميلية الأكثر طلبا في الخليج؟
بحسب إحصائيات مجتمع الأطباء العالمي:
احتلت السعودية المركز ال 22 من ضمن 25 دولة تتصدر العمليات الجراحية في العالم. في السعودية والخليج تصدرت عمليات الشفط ونحت الجسم المرتبة الأولى، ومن ثم شد البطن، تليها عمليات الثدي سواء التكبير أو التصغير، وبعدها عمليات الأنف وتجميل الجفون بحسب إحصائيات محلية.
في أي سن وفي أي الحالات تلجؤون إلى الفيلرز؟
الفيلرز أو التعبئة دائما خيار وليس ضرورة، لا يوجد عمر معين لكن لا انصح الفتيات في العشرينات بالخوض في حقن الفيلرز والبوتوكس إلا إذا كانت هناك حالات نقص حاد في الوزن أثرت في حيوية شكل الوجه أو أحدثت ترهلات واضحة. وأما بالنسبة للسيدات في وسط وأواخر الثلاثينيات وبداية الأربعينيات، فهذا عمر مناسب لإعادة الكتل الدهنية الموجودة في الوجه للمحافظة على رونق وشباب الوجه. ومنطقة وسط الخد عادة وتحت العين هي أول منطقة تذوب مع التقدم بالعمر، وتعطي الإيحاء بالتعب والإرهاق. الحالات الأخرى التي تعطي الفيلرز فيها فرقا واضحا عند وجود عدم تناسق في الوجه بشكل عام مثل الوجه النحيف مع سماكة في أسفل الفك والذقن. إعادة التناسق بحقن على الوجنتين أو كرسي الخد يعيد التناسق إلى المثلث المقلوب الذي هو قاعدة الجمال: وجنتان عريضتان وذقن دقيق. وأيضا السيدات ذوات الذقن القصير يمكننا إطالة الذقن وإعادة التناسق إليهن.
وأيضا في الخمسينيات يظهر الصدغان بشكل غائر، وتعبئتهما تعيد التوازن للمنطقة. كما أن اليد من أهم المناطق في الجسم التي تستعيد شبابها ورونقها مع الفيلرز. والشفاه هي من أكثر المناطق التي تطلب من قبل الفتيات إلى تعبئتها أو رسم حدودها بشكل جميل أو أحيانا لتصحيح الابتسامة اللثوية مصحوبة بالبوتكس.
كيف تكون إعادة نضارة البشرة؟
نضارة البشرة تبدأ دائما من الداخل، فما في الداخل يظهر على الخارج، النضارة هي الأكل الصحي الغني بالفواكه والورقيات والماء ثم الماء. أنا من مناصري الفيتامين "سي" سواء كان موضعيا أو عن طريق الفم إذا لم تكن هناك موانع استمرار، فهو مضاد أكسدة قوي وفعال في نضارة الجلد والتئام الجروح. التقشير الخفيف باستعمال أحماض الفواكه والريتينول الخفيف يحفز إزالة طبقة الجلد السطحية، ويسرع عملية تجديد خلايا البشرة. ومن ذلك حقن الفيلر الناعم من الهيلويورونك والمسؤول عن جلب الماء لترطيب ونضارة البشرة واسمها إبر النضارة، وكذلك حقن الصفائح الدموية ممتازة لإعادة رونق البشرة. وأما في الميزوثيرابي، فنحقن مزيجا من الألبيبتايدز مع مضادات الأكسدة والفيتامينات تحت الجلد. وتقنية الليزر الفراكشونال لإزالة الطبقة السطحية من الجلد لتجديد خلايا البشرة والتخلص من التجاعيد الدقيقة. في تقنية الليفترون التي تُصدر ترددات سعوية سطحية مصحوبة بإبر مجهرية توصل الحرارة إلى أسفل الجلد مع الإبقاء على سطح الجلد سليم، ويعطي نضارة خلال يوم واحد من التقنية. وعند دمج أكثر من تقنية تعطي أفضل النتائج دائما. وأما تقنية الميكرونيدلنغ والديرما بان مع استعمال الفيتامينات والأحماض الأمينية والهيرولونيك، فتعطي نتائج سريعة وجميلة قبل أي مناسبة.
حدثينا عن أصعب الحالات التي تواجهكم في مجال التجميل بحكم عملك في مستشفيات عدة.
بحكم عملي في مستشفيات على مستوى عالمي من الحرفية، سواء كان أرامكو أو التخصصي أو الحبيب وأخيرا مستشفى الأكاديمية الأمريكية للجراحة التجميلية في دبي )ختامه مسك(، حيث الخيارات كلها متاحة للطبيب وللزائر معا، يصبح العمل متعة. فجودة العلاج والسلامة ورضى المريض غاية كل طبيب ومريض، وهذا ما يستهويني جدا في عملي بالأكاديمية. وللوصول إلى أفضل النتائج، نستخدم أحدث التقنيات مع زمرة من أكفأ الأطباء والتقنيين، ونوعية الأجهزة التي نستعملها هي الأحدث والأفضل جودة، كما أن الحقن والمواد التي نستعملها في الأكاديمية هي الأفضل، إضافة إلى أن هناك تدريبا مستمرا مع كفاءات من كل أنحاء العالم يحظى به أطباء الأكاديمية لتقديم أحدث ما وصل إليه الطب في عالم الحفاظ على الشباب.
والاهتمام بأدق التفاصيل هو جزء من الإحسان الذي نتعامل به مع المريض أو الزائر لمستشفى الأكاديمية الأمريكية للجراحة التجميلية، والأهم هو الإحساس بالترابط مع فريق العمل والجو العام بالفرح، وهدف الجميع هنا تقديم الأفضل والأجود لزائرينا.
وفي النهاية نحن الكوادر الطبية موجودون لخدمة مرضانا، وهذا شرف لكل من يعمل في هذه المهنة السامية.
أما عن أصعب الحالات التي نواجهها في مجال التجميل، فهو التعامل مع حالات الفيلرز الدائم التي أجريت خارج الدولة، أو بشكل غامض في بعض المنازل، فمعاناة المريض تستمر لسنوات وتتطلب تدخل أكثر من اختصاصي للتخفيف من آثارها التي قد تسبب تشوهات دائمة.
باعتبارك امرأة سعودية، ماذا تريدين للمرأة السعودية؟
أعتقد أن عام 2018 هو عام المرأة السعودية، وأريد لها الاستمرار فى مسيرتها في أي مجال ترغب فيه، أريد لها المزيد من الإبداع والتقدم في كل المجالات، إنجازات المرأة السعودية عالمية، وأثبتت نفسها في الطب وعالم المال والأبحاث وريادة الأعمال، وأرجو لبنات بلدي المزيد من النجاح التطور، وأرجو منها ألا تنسى أمومتها، فهي أهم وظيفة وأمانة ألقيت على عاتقها. وضغط المجتمع السعودي سابقا على المرأة، أنتج أجمل ما عندها من إصرار على النجاح، ولولا وجود أسر متفهمة وداعمة لما وصلت المرأة السعودية إلى ما وصلت إليه الآن، فهنيئا لنا ما حققناه بالقليل، تخيلوا ما ستصنع المرأة السعودية مع كل هذا الدعم من الحكومة والشعب! والفضاء بانتظارها، بإذن الله.
هل من نصيحة للمرأة عامة؟
الجمال يبدأ من الروح أولا ثم الجسد والعقل، فالأكل الصحي العضوي، لأن أجسامنا هبة من الله وغالية علينا، ومن الضروري إعطاؤها الأفضل على الإطلاق، )وجعلنا من الماء كل شيء حي(، فالماء يشكل 70 في المئة أجسامنا، فمن الضروري أن نروي أجسامنا بلترين من الماء يوميا، كما أن النشويات المكررة سموم، لا بد من تجنبها. وفي الحركة بركة، فمفاصلنا وعظامنا وعضلاتنا إن لم نستخدمها فستضمر، وعظامنا ستصبح هشة، فالأولى تعويدها على الرياضة. وكذلك نوعية النوم مطلوبة، وليس الكمية فقط، فالنوم قبل منتصف الليل ولثماني ساعات على الأقل هو سر تجدد الخلايا بأسرها وإصلاح ما أفسده الزمن )وجعلنا الليل سباتا(. وكذلك الضحك، والعطاء، والتأمل والتواصل مع مصدر الجمال في الكون كله أساس الحياة.
ونصيحتي للمرأة: عيشي اللحظة، وتمني الخير للجميع، وقللي من استعمال مواقع التواصل الاجتماعي، وكوني مثالا وقدوة ولا تكوني تابعة.
من الأشخاص الأكثر تأثيرا في حياتك؟
والدي الذي يتعامل بالتسامح مع كل البشر وتحديدا مع من أساء إليه، وطوال مسيرته وحتى الآن نحن بجانبه وليس وراءه، فسمح لنا بمناقشته منذ طفولتنا، وإبداء رأينا، وهو من بيئة بدوية بسيطة حصل على منحة للدراسة في سوريا، وكان يسير حافي القدمين مسافات طويلة لكي ينهل العلم، وتعلمت منه أن المعرفة أهم سلاح وأغلى سلعه على الإطلاق. وأما والدتي، فعلمتني كيف أكون أنثى وامرأة بدءا من الاهتمام بأدق تفاصيل الهندام والنظافة وترتيب المكان وانتهاء بالمطبخ، علمتني أنه مهما وصلت المرأة في مجال العمل فلا بد أن تكون سيدة منزل من الدرجة الأولى وأما قبل كل شيء، هي من علمني النظام منذ الصغر، والأكل في وقته، وأن الدراسة أولوية، والنوم في وقته، باختصار: أهلي، حفظهم الله، هم الحب الحقيقي والعطاء المستمر.
في ظل انشغالك، هل لديك متسع من الوقت للتأمل؟ وما هوايتك؟
أنا أحرص على أن أخصص وقتا للتأمل، لأنه سبب التوازن في شخصي، وفي يومي عند نهاية العمل وعند الغروب هذا وقتي الخاص أجلس فيه في محرابي، وأستمع إلى السكون في داخلي وأتواصل مع الجمال في الكون وأحمد رب العالمين على كل نعمة أنعم بها علي. عندما أكون وحيدة أسترجع كل شيء جميل في حياتي، وأحاول دائما أن أعيش اللحظة، وأستمتع بكل تفاصيل يومي. هوايتي التواصل مع الطبيعة بأشكالها، وأعشق البحر، وخاصة الاطلاع والسفر والتعرف إلى ثقافات مجتمعات أخرى، ومؤخرا يستهويني الفن، ولا سيما المنحوتات والمجسمات. أستمتع جدا بالطبخ وأشعر بالفخر الشديد عندما ينال استحسان الجميع.
ما أمنياتك؟
تعلمت من أحد الحكماء أن لكلمة الأماني معنى سلبياً، والأفضل هو الرجاء، أرجو أن يتحقق السلام للبشرية جمعاء، وانتهاء الحروب بأسرع وقت، وأرجو أن ينعم كل إنسان بحقه من العلم والطبابة، لأنها سبب تطور الدول والمجتمعات. وعلى الصعيد الشخصي أرجو لبناتي أن يصلن إلى أعلى المراتب في الدنيا والآخرة.