المقارنة بين ديانا وكايت..إلى متى؟!
ما هو شعورك عزيزتي القارئة إذا كان الناس، المجتمع وحتى أقرب المقربين يضعونك تحت مجهر المقارنة بينك وبين والدة زوجك؟ عندما تصبح حركاتك، أقوالك، تصرفاتك، ضحكاتك، مشيتك، لباسك أو حتى نظرتك لعدسة الكاميرا موضوع تشابه او اختلاف مع تلك الإنسانة؟ طبعاً إنه كالشبح المخيف الذي سيطاردك اينما حللت، والكابوس الذي سيقض مضجعك كل ليلة.
هل وضعت نفسك يوماً في مكان الدوقة كايت ميدلتون أو تساءلت عن مدى تأثير حب الناس لأميرة القلوب الراحلة ديانا عليها؟ والسؤال الأهم الذي يطرح نفسه هو إذا ما كان زوجها الأمير ويليام يرى فيها صورة والدته التي انتزعها الموت منه فجأة؟
بعد مرور عام كامل على زواج الثنائي الأشهر في العالم ويليام وكايت، اثبتت الدوقة الجديدة أنها شخصية قوية، محببة وقائمة بذاتها وأصبحت بمجرد تسلط اضواء الشهرة الملكية عليها ايقونة للاناقة والجمال تقتدي بها السيدات والفتيات في كافة أقطار المعمورة. ومع انها تشبه الأميرة ديانا كثيراً في طريقة لباسها الكلاسيكية الانيقة، رشاقتها، ابتسامتها العذبة وإطلالتها الساحرة في كل مناسبة ونافذة اجتماعية، غير أنها تبدو أكثر ثقة بنفسها من الأميرة الراحلة ديانا.
ونرى انها تستمد ثقتها واعتدادها بنفسها من عدة أمور اهمها:
1) أنها كانت تبلغ يوم زواجها التاسعة والعشرين عاماً ( اكبر بستة اشهر من الامير ويليام) ، بينما كانت الأميرة ديانا لا تتجاوز التاسعة عشرة من عمرها يومذاك ( اصغر بـ 13 عاماً من الامير تشارلز) . وبالتالي، فكايت بدت في زفافها أكثر نضجاً واقل خجلاً من والدة زوجها الراحلة.
2) انها كانت على علاقة بالأمير ويليام لمدة عشرة أعوام وبالتالي فهي واثقة من متانة علاقتهما ومن معرفتها الوثيقة لزوجها. ومن جهة اخرى، لم تجلس الأميرة ديانا مع الأمير تشارلز اكثر من 13 مرة قبل زواجهما وبالتالي فهي لم تتعرف إليه حق المعرفة.
3) أن كايت قد استحصلت على شهادة من جامعة سانت أندروز (بكالوريوس في تاريخ الفن) بينما الأميرة ديانا لم تكمل دراستها الجامعية، وكانت معلمة اطفال ورئيسة مستشفى للأطفال Great Ormond Street Hospital.
4) أن الثنائي السعيد كايت وويل لديهما هوايات واهتمامات مشتركة، الأمر الذي زاد رباطهما المقدس صلابة. على عكس الامير تشارلز والاميرة ديانا الذين لم يكن يجمعهما سوى رابط الزواج الملكي.
5) أن الدوقة كايت لم تكن من عائلة أرستقراطية كالأميرة ديانا، مما ذلل عراقيل التقاليد والعادات الموروثة من طريقها، وجعلها اكثر حرية من الأميرة ديانا التي اثقلت كاهلها تلك القيود.
6) أن كايت كانت محاطة إلى جانب حب زوجها ويليام بحب، رعاية ومواكبة العائلة المالكة وبالاخص الملكة إليزابيث والدة الأمير تشارلز، الأمير تشارلز وزوجته كاميلا. وهذا كان وحده كفيلاً بتعزيز ثقتها بنفسها. وقد حظيت كايت بفرصة لإلقاء خطابها الاول في شهر مارس دون فرض اية قيود على كلامها. كما ان مرافقتها للملكة وكاميلا دوقة كورنوال الخبيرتين في البروتوكول الملكي أفاداها كثيراً. أما الأميرة ديانا، فقد حرمت من هذه الامور وبالاخص من نفس الاشخاص اي الملكة والدة الزوج، الزوج تشارلز والعشيقة كاميلا. والأكثر من ذلك انها كانت تنتقد وفي العلن إذا حادت مقدار أنملة عن الخط المرسوم لها من قصر باكينغهام. ولعل هذا الحب الذي حظيت به كايت، بحسب احد الخبراء، مرده إلى حرص العائلة المالكة على عدم تكرار الخطأ الذي ارتكب بحق الأميرة ديانا واحساسها بالعزل والوحدة الذي دفعها إلى "التمرُد" على التقاليد والذي ادى لاحقاُ إلى وفاتها.
ويجزم العديد من الخبراء وأساتذة الجامعات في علم الاجتماع والسلوكيات أن الدوقة كاثرين والاميرة ديانا لا تجتمعان إلا في أمور سطحية، كحفل الزواج الأسطوري لكايت وديانا، يوم 29 الذي اختاره الأمير ويليام لزفافه كان نفس يوم زواج والديه، خاتم الياقوت العائد للاميرة ديانا والذي خطب الأمير ويليام كايت به، القبلة الشهيرة بين العروسين على نافذة القصر، الركوب في عربة الزواج نفسها، مراسم الزواجين التي تمت في كنيسة وستمنستر آبي. ولكن الاختلاف الذي عززته الظروف المحيطة بكلتا المراتين كان كبيراً وعميقاً، بالشكل الذي سيجعل كايت تخرج من دائرة المقارنه مع ديانا في وقت ليس بالبعيد.