الحديقة الإسلامية.. واجهة مشرقة للسياحة على أرض الإمارات
جاء إنشاء وتأسيس الحديقة الإسلامية في منتزه الصحراء التابع لهيئة البيئة والمحيمات الطبيعية في الشارقة بمناسبة اختيار الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية في العام 2014 .
وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة قد تبنى مشروع "الحديقة الإسلامية" بالتعاون مع اليونيسكو منذ عام 2006 لإيمانه بأهمية ارتباط الدين بالعلم ورغبته في صياغة روائع الإسلام النباتية في حديقة إسلامية جوهرها التفكر وهدفها تحسين التعليم وتعزيز الوعي ضمن إطار التنمية المستدامة والمحافظة على التقاليد الإسلامية والبيئية العربية.
مواعيد الدخول
وتقع الحديقة الإسلامية على طريق الشارقة - الذيد على يسار تقاطع رقم 9 وتفتح أبوابها لجميع الزوار يومياً من 9 صباحاً حتى 6 مساءً باستثناء يوم الثلاثاء التي تكون فيه مغلقة للصيانة.
ورسوم الدخول للحديقة الإسلامية رمزية حيث إن الهدف من إنشائها لا يتعلق بتحقيق ربح من خلال الزيارات وإنما هناك هدف واضح لتشجيع الجمهور على زيارة الحديقة لتعزيز قيم التدبر والتأمل والتركيز على أهمية الربط بين الإسلام والحفاظ على البيئة.
وجاء تأسيس الحديقة الإسلامية من أجل تحقيق حزمة من الأهداف من بينها تقديم مفهوم جديد في قطاع الحدائق يعزز من الثقافة النباتية في المجتمع خصوصاً لدى طلبة المدارس حيث تحرص المدارس على زيارة الحديقة الإسلامية ليتعرف الطلبة على عالم النبات بشكل مباشر خصوصاً تلك النباتات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية وهي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط وتشكل بصمة ثقافية إسلامية لإمارة الشارقة وتعد إضافة فريدة من نوعها في السياحة الإسلامية لإمارة الشارقة كما تعتبر مفهوماً جديداً خلاقاً ومفتوحاً على آفاق بلا حدود في عالم الحدائق.
نظرة إسلامية للحياة
وتهدف الحديقة الإسلامية إلى تعريف غير المسلمين بنظرة الإسلام للكائنات الحية وتقديم العديد من الأسرار الغذائية والعلاجية والفوائد الكبيرة للنباتات وتمنح لزوارها فرصة مشاهدة نباتات سمعوا عنها ولم يروها أو ربما رأوها في الأسواق كأوراق مجففة وبذور ولم تسنح لهم الفرصة لرؤيتها على طبيعتها.
وتتنوع النباتات التي تضمها الحديقة الإسلامية التي تتجاوز مساحتها 655 مترا مربعا بين أشجار وشجيرات وأعشاب وقد تم العمل على ترتيب وتنظيم نباتات الحديقة الإسلامية حسب درجة ارتفاعها كي يتمكن الزائر من رؤية النباتات كافة من أشجار وشجيرات وأعشاب كما تم وضع الأشجار الكبيرة التي يبلغ ارتفاعها أكثر من 14 متراً في المقدمة من نهاية السور المخصص للحديقة تليها الشجيرات التي يبلغ ارتفاعها ما بين 4-14 متراً بينما تم وضع الأعشاب في المقدمة لتكون نباتات الحديقة الإسلامية واضحة ومتناسقة ولا تخطئها أعين الزائرين.
أنواع مختلفة من النباتات
ويوجد في الحديقة الإسلامية 50 نباتاً مختلفاً ذكرت في القرآن الكريم منها الأثل، والسدر، والنخيل، والرمان، والعنب، والتين، والزيتون، والريحان، والكافور والزنجبيل وبالنسبة للنباتات التي ذكرت في السنة النبوية وهي 42 نباتاً مختلفاً وجميعها تعرض في الحديقة الإسلامية مثل الحبة السوداء، والأراك، والزعفران، والصبار والخردل، بالإضافة إلى تصنيفاتها واستخداماتها الطبية، باستثناء نبتتين تم ذكرهما في القرآن والسنة وهما الزقوم وهي شجرة في جهنم وشجرة الغرقد التي لا تزرع إلا في فلسطين.
شاشة ذكية
وتتوافر في الحديقة شاشة ذكية تعرض أسماء الأشجار والنباتات المتوفرة وفوائدها واستخدامات كل شجرة كما توفر الحديقة الإسلامية الفرصة أمام الزوار لرؤية إحدى الأشجار النادرة وهي شجرة العود ويستخلص من خشب العود أفضل المواد العطرية والخلطات الزكية.
وفي الحديقة أيضاً شجرة الكافور التي يستفاد منها كاملة في استخدامات عدة وترتكز فلسفة نظام الحديقة الإسلامية على احتضانها لرؤية إسلامية جوهرية وهي التدبر والتأمل في الآيات القرآنية والتفكر فيما تضمه الآيات من نباتات وربطها بالعلوم الحديثة.