38
قدّم المصمم إيلي صعب مجموعته الجديدة للهوت كوتور لموسم خريف وشتاء 2020-2021، من خلال فيديو ترويجي بعنوان " بيروت: المنبع المقدّس". وجاءت هذه المجموعة بمثابة رسالة تكريمية مفعمة بالحبّ والوفاء وجّهها المصمم إلى بيروت في أعقاب تفجير الرابع من آب.
من قلب طبيعة لبنان الخضراء الخلابة، أطلق إيلي صعب مجموعة الهوت كوتور والتي جاءت مفعمة بالأناقة والرقيّ وبتصاميم ساحرة لكل إمرأة تسعى لأن تخطف الأنظار بإطلالتها.
وكتب صعب في ملاحظات العرض الافتراضي، "بيروت يا اجمل الملكات، يغسل البحر اقدامك ذهابا وايابا لأن بك يليق التكريم وكل طقوس الفن والجمال. انت الاقوى انت الاحلى انت العراقة التي الهمتنا دوما، كيف لا نمسك بيدك وننقلك الى العالم الذي تستحقين، الى الضوء الى القوة الى الاصرار على الحياة دوما. وهل غير الفن والابداع يداويانآلآمك ومصابك يا عروسة المتوسط؟"
قلبه ينبض على ايقاع مدينته الساحرة، ابداعاته من حيويتها، وسحر الوانه الهادئة الجميلة من سمائها وبحرها وشمسها، هي الملهمة والحبيبة والانيقة التي لا يليق بها الّا كل انواع الفرح والزهو، كيف لا وهي نبع الحياة!
إيلي صعب جذوره في لبنانه واغصانه المثمرة بثمر اللذة الشغوفة، ظللت اطياف الجمال وامتدت الى العالم. غير ان شغفه بيروت ملهمته، واليوم اكثر من كل يوم مضى، زاده تعلقا واصرارا والتزاما بمدينته الدائمة الاشراق، المشعّة المتألقة المتلألئة، بمعدنها الاصيل الذي لا تزيده نار الاحزان والدمار الّا صلابة، ومُضي.
مجموعته من لبنان الى العالم اختزلت الفصول كاملة، من الجذور انطلقت نشيد فرح وحولت مسارها لتعكس تعلقه ببيروته القوية الجميلة، فأبعد ركام الواقع ووجعها على ابنائها ليحل مكانه تحدٍ شجاع وفساتين من الازياء الراقية، تخطت الزمان والمكان غاصت في سحر الطبيعة الناعمة وهدوئها الفرح كالعودة الى نبع الحياة الذي لا ينضب، لتبقى بيروت قصيدة حب وردية، ملهمة دائمة للنفس التائقة للجمال والاصالة.
فساتين حالمة في كل منها قطعة من بيروت، وعرائس نور احيت مَجدا قديما بثوب جديد، مؤكدة على التشبث بالحياة في مدينة شجاعة نفضت عنها غبار الحزن. قوة حبه لبلده وتعلقه به وبمدينته، الذي تزيده السنين بحلوها ومرّها توهجا، ربط اسمه بهما فاصبح العالم يرى لبناننا بعينيه الحالمتين المليئتين بالامل وقلبه الشجاع وعنفوان محبته، فاصبح هو رمزا لوطنه لايعرف كيف يتوقف عن العطاء، وصورته الجميلة في زوايا الارض الاربع.
أناقته البسيطة وفساتينه الفخمة البرّاقة حوّلت الجميع الى ملكات طالعات من الجذور، لعبة الضوء وانعكاس الماء بصفائه أخذا حورياته الى مشهد كأنه انطباع حلم، أجمل منه واقع ملون بالاصفر التِبني، وازرق السماء عند بزوغ الفجر كأننا نعيش زمنا اخر قيَّمه الجمال والقوة وعظمة تتجلى بكل تفصيل من هذه التصاميم الخلّابة.للشفافية باعماله مكان كبير جمالها برقّتها وبُعدها عن الضوضاء تشعر معها، وكأنك دخلت الى حرمة هيكل الجمال الحالم.
في حلمه، تلاقٍ وهذا ما يمثله لبنانه لقاء جامع وسلام لمحيطه، وانعكاسات مشعّة كانعكاس ارواحنا المتمردة، تولد من أنامله بتلك البساطة المزركشة بكل الوان الحياة الحالمة، ينهل من خضار الطبيعة ولون شمسها بكل تموجاته. البساطة عنده مع الاناقة هما الترف السهل الممتنع.
مع كل مجموعة يحلق عاليا، فتعود طبيعته الاصيلة لتشده الى الجذور الى طبيعتنا الخلابة فيستعين بالوان فجر كل يوم جديد يأخذ الهدوء والصفاء وفخامة بسيطة حتى بفستان عروسته الزهري التموّج والذهبي اللمعة، كأنه به يقول: البساطة لا تلغي الفخامة. ورود كثيرة تملا الاماكن يفوح منها عطر الاناقة المميز يحيك لنا عالماً منالجمال والكثير من ريش عصفور بسط جناحيه بفسحات من الحرية حملنا بخفته الى بلاد الاساطير البهية، واقمشة تنساب وتتحول الى سيمفونيات من الجمال حين يمسها سحر انامله.
مجموعته الرائعة التي تؤكد إصراره على القيامة والحياة والحب والفرح، ودور بيروت كأنها تنادي المدينة وتقول لها: اختالي كحلم وانسابي كالحرير، انت رمز الانبعاث وعودة الروح التي تليق بك.عودي يا مدينة الاناقة لترفلي بثوب الفرح، واصنعي من نبع الحياة المتدفق حبات لؤلؤ تزينين بها صفحات الدهور.