هند سبتي لـ "هي": عطور whind تلخيص للفخامة المستوحاة من التراث الثقافي المغربي الغني
تُجسّد دار "ويند" Whind عالما جماليّا حسيّا ذا رؤية فريدة ومتنوّعة للجمال. وهي دار فاخرة تُكرّم مناهج الجمال في العالم العربي. أبصرت "ويند" النور على يد رائدة الأعمال المغربية "هند سبتي"، المتجذّرة في التراث العربي الغني، وشملت العلامة مستحضرات العناية بالبشرة التي تعكس بشكل مثالي لمسات الدفء والإشراق. واليوم، تُقدّم أسلوبا جديدا لفهم الحكايات الإبداعيّة والعاطفيّة التي ينسجها المغرب، بلد "هند" الثمين، والاستمتاع بها، وذلك من خلال مجموعة من العطور الفاخرة والمعاصرة والمليئة بروح المغامرة والغموض. وفي حوار حصري لي مع "هند"، شاركتني وقارئات "هي" أبرز محطات مسيرتها المهنية، والخفايا الكامنة وراء مجموعة عطور "إليكسير" Elixir الجديدة.
حوار: "ماري الديب" Mari Aldib
أخبرينا عن بدايتك في عالم الجمال؟
لقد ولدت وترعرعت في المغرب، حيث يكمن الجمال في جميع زواياه، من المناظر الطبيعية، إلى الهندسة المعمارية والحرف اليدوية. هذا إلى جانب طقوس الجمال المتوارثة من أجدادنا الذين قاموا بتجربتها واختبارها. لقد تعلّمت أنّ الجمال جزء من إنسانيتنا، لأنه يُجسّد المشاعر في المقام الأوّل. عندما أُهدي إلي وعاء فضي للحمام المغربي مزوّد بالنقوش، أدركت بأنّني أريد أن أصبح جزءا من هذا العالم. لذلك بعد أن حصلت على شهادة في الهندسة، سعيت للعمل في إحدى دور الجمال البارزة، وكنت محظوظة جدّا لأنني تمكّنت من إيجاد وظيفة لدى شركة "بروكتر أند غامبل" Procter and Gamble. وهكذا بدأت مسيرتي المهنيّة الرائعة في مجال الجمال.
أخبرينا القليل عن "ويند" Whind. وما الذي ألهمك لإطلاق العلامة؟
حلمت في البداية بإنشاء علامة من شأنها أن تُحدث تغييرا جذريّا في عالم الجمال، حيث تجد المرأة نفسها دائما أمام خيارَين: اللجوء إلى المستحضرات التي تتّسم بأدائها الفائق، ولكن تُقدّم تجربة غير مرضية نسبيا، أو تلك التي تزوّدها بتجربة حسية، ولكن من دون توفير نتائج ملحوظة وفعالة. ما أردته أنا والكثير من المستهلكات مثلي هو الحصول على مستحضرات للعناية بالبشرة لا تساوم على الأداء أو التجربة. لذلك، ابتكرت مستحضرات فعالة بقدر ما هي ممتعة، مدعومة بما أسميته "التركيبة الكيميائية لإضفاء التألق" التي تدمج العناصر النشطة العالية الأداء في البنيات الحسيّة المذهلة والروائح المثيرة للعواطف. "ويند" تسعى إلى تحقيق ما هو أبعد من بيع المستحضرات فحسب، فمصدر الوحي الحقيقي وراء إطلاق الماركة يكمن في توسيع نطاق نظرة العالم للجمال وتسليط الضوء على تراث الجمال العربي المتميّز بطابعه الغني والدافئ بشكل فريد. في اللغة العربية، نسمّي ذلك "أصالة ومعاصرة"، وهو كل ما يرمز إلى الحضارات، التراث، المعاصرة والحداثة.
ما أول ذكرى عطرية لديك؟
زهر البرتقال. حين أتذكر المرّة الأولى التي شممتُ فيها هذه الرائحة الآسرة، أعود بالزمن إلى حديقة جدتي. إنّها تستحضر رؤية خاصّة بالاستكشاف، والغموض، والدفء والسعادة. بعد أن عاشت عائلتي فترة طويلة في إحدى المدن القديمة التقليدية، انتقلت في الخمسينيات من القرن الماضي إلى "لا فيل نوفيل" La Ville Nouvelle، وهي حي فرنسي جديد في المدينة. كان لمنزل جدتي مدخلان، المدخل الرئيس مُخصّص للضيوف، ويتيح لهم الوصول المباشر إلى قاعة الاستقبال المزخرفة، في حين أنّ المدخل الآخر كان في الناحية الخلفية للمنزل، ويؤدّي إلى ساحة ومطبخ، حيث كانت العائلة تمضي أوقاتها، وتمارس النشاطات اليومية. للوصول إلى هذا المدخل، كان لا بدّ أوّلا من عبور حديقة أشبه بمتاهة، تبرز فيها شجرة برتقال. تُضفي رائحتها المدهشة الدفء والإشراق، كما حملت هذه الشجرة المزهرة وعدا بقدوم ربيع معتدل وصيف حار وممتع في الوقت نفسه. كان ذلك يُذكّرني ببهجة البشرة المجرّدة التي تداعبها أشعة الشمس.
ما مصدر الوحي وراء مجموعة عطور "إليكسير" Elixir وعملية ابتكارها؟
نؤمن في "ويند" whind بأنّ الجمال هو تجسيد للمشاعر في المقام الأوّل. ولا شيء يعبّر عن المشاعر مثل العطور. فهي تنقلنا بصورة فوريّة إلى شخص ما، أو مكان ما، أو زمان ما. أما المصدر الذي نستمدّ منه الوحي، فهو بلادي المغرب. ابتكرت الكثير من دور العطور تفسيرات مختلفة لرائحة المغرب. ولكن على الرغم من المحاولات الكثيرة لفهم جوهر المغرب، لم يكن هناك امرأة مغربيّة عربيّة تقدّم صورة حقيقية وأصيلة عن بلدها المحبوب من منظورها الشخصي. لذلك، أردتُ تأدية هذا الدور بنفسي، وتقديم نظرة غير مسبوقة للعالم عن حكايات الروائح الرائعة لبلدي الجميل، وذلك بالاستناد إلى تجاربي الشخصية ومعرفتي العميقة بالمغرب. العطور هي فن بحدّ ذاته، ولهذا السبب، لم أستطع ابتكار عطور تتماشى مع تطلعات ورؤية دار "ويند" whind وتكون بمنزلة رسالة حب إلى المغرب بنفسي. لذلك، كنت محظوظة للغاية بالتعاون مع اثنين من العطارين المبدعين، وهما "روجر شميد" و"جيروم إبينيت"، اللذين حولا حكاياتي وذكرياتي ومشاعري إلى روائح ساحرة وفريدة. مجموعة عطور "إليكسير" Elixir هي رحلة عبر الزمن إلى التراث المغربي الذهبي المفعم بالدفء والتألق.
هل بإمكانك أن تخبرينا المزيد حول المكونات الرئيسة في مجموعة عطور "إليكسير" Elixir؟
المكون الأول هو المشاعر وسرد الحكايات وجمال المغرب الذي لا مثيل له. أطلقنا على المجموعة اسم "إليكسير" Elixir، لأننا شعرنا بأنها ليست مجرّد عطور عاديّة، بل إنّها تجربة حسيّة غامرة تداعب الحواس، وتنقل من يضع منها إلى مكان آخر. وتُعتبر المكوّنات التي أسهمت في سرد هذه القصص بمنزلة تكريم للمغرب ولأناقتها وحسيّتها من خلال الروائح المحببة مثل الورد، وزهر البرتقال، واليوسفي والعود. ويتم مزج هذه المكونات بمهارة مع مكونات فريدة أخرى، على غرار الزعفران الكشميري والبخور الصومالي، اللذين يُجلبان إلى المغرب بواسطة القوافل الأسطورية على طول طريق الحرير.
برأيك، ما الذي يميّز عطور "ويند" whind؟
تُشيد عطور "ويند" whind بإرث الجمال في العالم العربي من خلال عيون امرأة عربية. إنّ مجموعة "إليكسير" Elixir متجذّرة في الروائح المحلية المحبوبة للغاية، وقد أعيد تفسيرها من خلال إضفاء لمسة عصرية لافتة مع التركيز على الأصالة والوفاء لهوية المنطقة. تروي عطور "ويند" قصصا عن التجارب المغربية وجاذبيتها اللامتناهية، مُحتفلة بالروائح المحلية الأيقونيّة مثل زهرة البرتقال والورد والعود.
صفي لنا كل عطر ببعض الكلمات.
عطر "عود دافانا" Oud Davana: يبرز فيه طابع العود المغري الذي يدمج الدرجات الدافئة والفائقة الحسية بعبير التوابل لتحفيز الثقة الجذابة.
عطر "سافرون روز" Saffron Rose ملكة الورود الصحراوية. وردة مخفية في متاهة تعبق بعبير التوابل.
عطر "نيرولي برونزي" Néroli Bronzé يجسّد الساعة الذهبية في المغرب. إنّه إكسير زهر البرتقال المشرق والمنعش الذي يلتمس دفء التوابل.
عطر "لالّا لا روز" Lalla La Rose انغماس في الأطعمة الشهية التركية. لقاء ما بين بتلات الورد السكرية ومزيج الحلويات اللذيذة. وطابعه أنثوي بامتياز.
"آمبر تانجرين"Amber Tangerine هو مغامرة بوهيمية مشبعة بروح منطقة البحر الأبيض المتوسّط. يعكس ساحة ممتعة مغمورة بعبير التوابل والحمضيّات.
عطر "بوميلو منت تي ليفز" Pomelo Mint Tea Leaves نفحة من جبال الأطلس التي تُبهج الروح وترفع المعنويّات، ويذكّر بشاي النعناع المغربي.
ماذا عن تصميم العطور وأسمائها؟
من خلال تصميم القارورة والعبوة، أردتُ الإشادة بالحرفية المغربية عالمية المستوى وإبراز جوهر "ويند" whind وروعة الساعة الذهبية. تتميز قواريرنا بلون التيراكوتا وطلاء العنبر، ويحاكي ملمسها الزجاج المنفوخ يدويا في أسواق مراكش، في حين يُشكّل الغطاء الذهبي المحفور والنافر تكريما لدفء بلادي وحرفتها الأزليّة. إنّها تلخيص للفخامة المتجذّرة في تقاليد عمرها قرون مستوحاة من التراث الثقافي الغني. كذلك، يحتفل الغلاف الخارجي المزيّن بالنقوش بجمال الهندسة وفن الحفر المغربيّين اللذين كانا مصدر فخر لعمارتنا على مدى قرون من الزمان. في حين اختير اسم العطور بشكل يبرز التباين ما بين المكونات والتجارب، ويحيي التنوع الذي يتميّز به المغرب.
ما المشاريع المستقبليّة لعطور "ويند" whind؟
سنطلق 6 مجموعات عطريّة أخرى تأتي في أعقاب المجموعة الجديدة الأولى، وفي حين أنّ عطور "إليكسير" Elixir الـ 6 الأولى متجذّرة بعمق في المغرب، فإن المجموعات القادمة ستكون مرتبطة ارتباطا وثيقا بالجذور العربية.
ما النصيحة الجمالية التي تقدّمينها لقرّاء مجلة "هي"؟
يتأثّر الجمال بالعوامل الداخليّة والخارجيّة. فمظهرنا الخارجي هو انعكاس لما نشعر به. لهذا السبب، وُجدت الطقوس منذ آلاف السنين في مختلف الحضارات؛ لأننا بحاجة إليها لتصفية ذهننا والتواصل مع أعماق ذاتنا الداخلية. أحب العناية بالبشرة لأنّ محورها "العناية" وهي تمثّل الوقت الذي أتطلّع إليه خلال اليوم للعناية ببشرتي وبنفسي أيضا. ابحثوا عن مستحضرات للعناية بالبشرة تحبونها حتى تتطلعوا إلى استخدامها بشكل يومي، على الأقل غسول رائع ينظف البشرة بعمق من دون أن يجرّدها من رطوبتها؛ وكريم نهاري وآخر ليلي لمعانقة بشرتكم وملئها بما تحتاج إليه، هذا إضافة إلى استخدام كريم الوقاية من الشمس.
هل كان لعائلتك أي دور أو تأثير في ابتكار مجموعة عطور "إليكسير" Elixir؟ وهل ثمّة روائح أو ذكريات من نشأتك ألهمتك أثناء تصنيع العطور؟
كانت التجربة برمتها رحلة ممتعة عبر الزمن، مرورا بالذكريات والحكايات. وكل رائحة مستوحاة من أماكن وذكريات طفولتي في المغرب، من ماء زهر البرتقال الذي كانت تحضّره جدتي يدويا في فناء منزلها، إلى رائحة الورد الآتية من رش ماء الورد على البشرة لإنعاشها، إضافة إلى روائح البخور والعود الآسرة في الأضرحة وحفلات الاستقبال. لقد كتبت قصصا لأصف هذه المشاعر في 6 عطور. والأروع من هذا كله هو رؤية رد فعل عائلتي تجاه العطور. ففي صيف عام 2021، ذهبت في نزهة بالسيارة إلى مراكش مع والدي استمرّت لمدّة 3 ساعات. في طريق العودة، قال لي: «هند.. قد يبدو سؤالي غريبا بعض الشيء، ولكن ما هو العطر الذي تضعينه؟»، لم يسبق لوالدي أن سألني عن العطور التي أستخدمها من قبل، وفي ذلك الوقت، كنت أضع من عطر "عود دافانا" Oud Davana. لقد أهديته المجموعة المؤلّفة من 6 عطور، وقد أصبح مولعا بها منذ ذلك الحين. عندما شم ابني العطر، قال لي: «تشبه رائحته المغرب والعائلة». أعتقد أنه كان يقصد "الوطن". إنّ هاتين الحكايتين تملآن قلبي سعادة، لأن whind تتمحور حول التراث والحداثة المتوارثة. هل من طريقة أفضل لتوضيح معنى وأهمية هذه العطور أكثر من والدي وابني؟.
