كيف عادت أفلام "شارلي شابلن" إلى قاعات السينما في العالم مرة أخرى ؟
صيف 2021...أثناء مُشاهدة جمهور دور السينما عروض الأفلام الجديدة؛ مثل A Quiet Place 2 "مكان هادىء 2"، و F9"سريع الجزء 9"، و Cruella "كوريلا"، والجزء الجديد من The Conjuring "شعوذة"، يظهر فجأة إعلان فيلم كوميدي صامت بالأبيض والأسود سيُعرض قريباً بعنوان The kid "الطفل"، وهو من إنتاج عام 1921، ومن بطولة أسطورة السينما "شارلي شابلن"، وتتوالى إعلانات أفلام أخرى له تحت عنوان كبير ومُدهش هو: coming soon.
عودة شارلي شابلن!
المسألة ليست عروض ثقافية محدودة للخاصة من المعجبين بأفلام "شارلي شابلن"، وليست وقائع إحتفالية بمهرجان سينمائي للمُتخصصين من أهل السينما، ولكنها عُروض جماهيرية تُجارية عامة، تبدأ في قاعات العرض في أوروبا وشرق أسيا وأمريكا وتنتقل إلى قاعات العرض السينمائي في جميع أنحاء العالم.
إنه "شارلي شابلن" يعود من جديد! مع إعلانات وبوسترات جديدة لأفلامه القديمة!
مشاهدة الإعلان الترويجي الجديد لسلسلة أفلام "شارلي شابلن" المُزمع عرضها قريباً يُثير كثير من مشاعر الدهشة والبهجة؛ إذا تبدو حتى لمن شاهدها من قبل أعمال مُعاصرة لم تفقد تأثيرها الآخاذ مع الزمن، ولا تزال تتمتع بروح مرحة ومُبهجة، ولا زالت مشاهدها حية وجذابة، وحكاياتها إنسانية ومملوءة بالشجن والمرح، وبعد تعديل صورتها من أثار وخدوش القِدم والزمن أصبحت نقية ومًجسدة كأن تصويرها تم قبل شهور وليس قبل مائة عام أو أقل قليلاً.
"شارلي شابلن" (1889-1977) قدم للسينما الكثير، وما يحدث حالياً ليس مجرد إحتفال بمرور قرن على عرض فيلم "الطفل"، وهو أول عمل طويل يخرجه "شابلن"، وما يحدث يتجاوز فكرة عملية تكريم لفنان عظيم له دور بارز في تأسيس صناعة السينما في بدايات القرن الماضي؛ بل إعادة إستمتاع بأعمال فنية خالدة، وتأكيد أن إبداع "شابلن" لا زال حياً وصالحاً في زمن سينما الخدع والمؤثرات والسيت كوم والمنصات، وأن أفلامه تستحق العودة من جديد لتُنير شاشات السينما الكبيرة، ليُشاهدها جمهور الألفية الجديدة كما شاهدها جمهور بدايات القرن العشرين، في قاعات العرض وليس من خلال المنصات الرقمية أو الأقراص المُدمجة.
شارلي شابلن 4k!
عكفت قبل فترة شركة mk2 films الفرنسية على مشروع ترميم وتحسين جودة الأفلام القديمة لشارلي شابلن، وبدأت بواحد من أشهر أعماله، وهو فيلم The kid "الطفل" الصامت، وحولته إلى جودة 4k وهى جودة سُتعيد إحياء صور الفيلم بتفاصيل دقيقة تتفوق على أى نُسخ مُرممة سابقة لنفس الفيلم، ويأتي هذا بمُناسبة مرور مائة عام على الفيلم الذي كان أحد علامات موهبة وعبقرية "شابلن"؛ فهو أول فيلم طويل يُخرجه، بعد مجموعة كبيرة أخرجها من الأفلام الصامتة القصيرة.
الفيلم يُكرس لأسلوب "شابلن" ومدرسته التي تجمع بين الكوميديا والميلودراما، وتمكن من توظيف موهبة الطفل "جاكي كوجان" بشكل إستثنائي في الفيلم الذي يحكي قصة المتشرد "شارلي" الذي يجد طفلاً رضيعاً مُلقى بالشارع، ويُشفق عليه ويقوم بتربيته، ويساعده الطفل حينما يكبر قليلاً على العمل، من خلال أساليب ملتوية ومُضحكة، وحينما تكتشف السلطات أن المتشرد "شارلي" بلا عمل تسعى للقبض على الطفل، وإيداعه مركز رعاية، والقصة تتلامس بشكل ما مع طفولة "شارلي شابلن" نفسه.
الفيلم تأليف وإنتاج وإخراج "شابلن"، وقام بعمل مونتاج وموسيقى الفيلم بنفسه، وقد بلغ إهتمامه بهذا العمل حد قيامه بإعادة مونتاج الفيلم عام 1972، وأضاف له موسيقى تصويرية جديدة من تأليفه، وحظى الفيلم بعرض إفتتاحي جديد في إبريل 1972 بنيويورك، وحضر "شابلن" العرض بنفسه وكان عمره 83 عاماً وقتها.
بوسترات ودعاية مُعاصرة!
الشركة الفرنسية mk2 لم تكتف بترميم وتحسين صورة فيلم "الطفل" فقط؛ بل إختارت عدد من أهم أفلامه وقسمتها إلى مجموعتين؛ الأولى سلسلة من الأفلام الصامتة، منها:
A Woman of Paris 1923 "إمرأة من باريس".
The Circus 1928"السيرك".
Modern Times 1936 "الأزمنة الحديثة".
وجميعا ستُعرض بترتيبها الزمني للإنتاج خلال شهور صيف عام 2021، والقسم الثاني يضم عدد من أهم أعمال مرحلة أفلامه الناطقة؛ وتضم أفلام مثل:
The Great Dictator 1940 "الديكتاتور العظيم".
The Gold Rush 1942 "حمى الذهب".
Monsieur Verdoux 1947 "السيد فيردو".
A King in New York 1957 "ملك في نيويورك".
وستُعرض جميعها خلال عام 2022، ويصل إجمالي الأفلام المُخطط عرضها في قاعات السينما خلال العام الحالي والعام القادم عشرة أفلام، وربما يكون المشروع بداية لترميم وتحسين صور مجموعات أخرى من أفلام حقبة السينما الصامتة.
المشروع تم بالتعاون مع شركة الإنتاج والتوزيع Piece of Magic Entertainment التي قامت بالتخطيط لحملة تسويق كبيرة لإعادة أفلام "شارلي شابلن" للسينما كما لو كانت تُعرض للمرة الأولى؛ وبدأت بتصميم عدد من البوسترات الجديدة التي تعتمد على لقطات من الفيلم، وقامت أيضاً بعمل إعلانات ترويجية جديدة للأفلام؛ لعرضها داخل قاعات العرض للجمهور، وتم مونتاج الإعلانات وتصميم الأفيشات بأُسلوب حداثي يحمل روح العصر، ويُخاطب الثقافة البصرية للجمهور المُعاصر، ولم يكن الأمر صعباً؛ فكوميديا "شابلن" لا زالت تحمل روح معاصرة مُلهمة رغم مرور قرن على بعضها.
مصادر الصور.. الموقع الرسمي للشركة الموزعة Piece of Magic Entertainment ولقطات ثابتة من تريلر عروض أفلام شابلن الجديدة.