بمناسبة اليوم الوطني السعودي.. حوار وجلسة تصويرية خاصة بـ"هي" مع الأميرة الشابة لولوة آل سعود

بمناسبة اليوم الوطني السعودي ال 92 ، نحتفي بمواهب الشباب السعودي وإنجازاته التي يروي بها أرض المستقبل، الأرض الواعدة التي تنغرس فيها اليوم جذور الإبداع والريادة، لتمد أغصانها نحو فضاء فيه مكان لكل هدف وطموح وحلم. الأميرة لولوة بنت يزيد آل سعود، ابنة الثلاثة والعشرين ربيعا، تخصصت في الحقوق، وتمسّكت بقيم العمل والاجتهاد والمثابرة التي زُرعت في قلبها خلال سنوات الطفولة، فحققت إنجازات كثيرة ملهمة. أسست وهي لا تزال على مقاعد الدراسة شركة التجارة الإلكترونية "غو تريند" Gotrend، وعيّنت مستشارة لهيئة الأزياء السعودية، ورئيسة تنفيذية لقمة "رايز أب" RiseUp لريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية. تلمع الأميرة لولوة بنت يزيد آل سعود على غلاف عددنا الاحتفالي مع بعض أروع مجوهرات دار "بولغري" Bulgari، وتتحدث إلينا في لقاء حصري عن مسيرتها المهنية ومشاريعها المختلفة وهواياتها ونشاطاتها الخيرية، وعن أهمية العطاء ودعم المواهب الإبداعية والريادية المحلية ومساعدتها على تحقيق إمكاناتها وطموحاتها.

1
أقراط أذن من الذهب الوردي مع حجري يشم وماسات بقطع مختلفة وأحجار ياقوت وحبات روبليت إجاصية. وعقد من الذهب الوردي مع أحجار زمرد وماسات بقطع مختلف، وأحجار اسبينل وزمرد، وساعة “سربنتي” Serpenti من الذهب، وأحجار ماس، وحبة ترمالين، وأحجار ترمالين مستطيلية، وزمردتين.
جميع المجوهرات من مجموعة مجوهرات “بولغري” Bulgari الراقية.
الفستان من “آشي ستوديو هوت كوتور” Ashi Studio Haute Couture.

تنسيق: "روبيرتا ريستا" Roberta Resta

تصوير: "جيوفاني سكواتريتي" Giovanni Squatriti

تصميم الماكياج: "جولي جيكوبز" Julie Jacobs

تصفيف الشعر: "إرنيستو مونتينوفو" Ernesto Montenovo

تصميم الأظافر: "نيكول ويليامز" Nichole Williams

تصميم فني لخلفيات الصور: "نورة العنقري" Nora Al Anqari

1
أقراط أذن من البلاتين مع ماستين وأحجار زمرد إجاصي، دائرية، وماسات بقصات مختلفة، والعقد من البلاتين مع زمردة بقصة مثمنة، وماسات بقصات مختلفة، وخاتم من الذهب الوردي مع زمرد وماسات مرصوفة، وساعة “ديفا” Diva من الذهب الأبيض مع ماس وزمرد.
جميع المجوهرات من مجموعة مجوهرات “بولغري” Bulgari الراقية.
الفستان من “فالنتينو هوت كوتور” Valentino Haute Couture.

دعينا أولا نتعرف إليك، وإلى دراستك، ومسيرتك المهنية حتى اليوم.

أولا اسمي لولوة بنت يزيد آل سعود، وأنا في الثالثة والعشرين من العمر. درست الحقوق بين عامي 2018 و2022، وليس في سجلي الأكاديمي أي أمر يتعلق بإدارة الأعمال أو عالم الموضة. لكن الأزياء كانت دائما إحدى هواياتي التي لم أرَ فيها في السابق خيارا مهنيا. كانت معلماتي في المدرسة ينصحنني بدراسة الحقوق بسبب شخصيتي الجدلية، فاخترت هذا الاختصاص. أما مسيرتي المهنية، فانطلقت عام 2019 خلال دراستي الجامعية، حين بدأت العمل على مشروعي الشخصي والشركة الناشئة الخاصة بي التي أسستها في مصر بعنوان "غو تريند" Gotrend. ولدت فكرة "غو تريند" لأنني كنت أتردد بحكم عمل والدي إلى مصر، حيث وجدت نقصا في إمكانات شراء الأزياء عبر الإنترنت، وهو أمر اعتدت عليه في السعودية، حيث تنتشر التجارة الإلكترونية بشكل واسع. وهكذا قررت الاستثمار في هذا المجال، واغتنام هذه الفرصة المتاحة في السوق، خصوصا أنني كنت أرغب في أن أعمل بموازاة متابعتي الدراسة الجامعية.

التجارة الإلكترونية مجال تنافسي بامتياز، وتنشط فيه شركات عالمية ضخمة. كيف تجرّأت على خوض هذه المغامرة؟

في العالم العربي، يحتاج تنفيذ هذه الفكرة إلى شجاعة كبيرة في ظل وجود شركات ضخمة من الصعب اجتذاب عملائها، لأن وجودها راسخ منذ ما قبل عصر الإنترنت، كما أن أسماءها معروفة وموثوقة. لكنني وجدت أنه ما من منافس في مصر، حيث لا أزال أسيطر على السوق منذ سنتين ونصف. غياب المنافسين هو ما دفعني أكثر، وقد احتاجت الخطوة إلى جرأة مضاعفة، لأن الكثيرين في مصر لا يملكون هواتف ذكية.

1
أقراط من الذهب الوردي مع أحجار زمرد، واسبينل، وماسات. العقد من الذهب الوردي مع أحجار ترمالين بارايبا، وأحجار اسبينل وتنزانيت وماسات.
جميع المجوهرات من مجموعة مجوهرات “بولغري” Bulgari الراقية.
الجمبسوت من “إيلي صعب” Elie Saab.

هل تفكرين في توسيع عملك ليشمل منطقة الخليج عموما، والسعودية خصوصا؟

نخطط لدخول السوق السعودي، بإذن الله، في الربع الأول من عام 2023، وسنكون في الربع الثاني من السنة إن شاء الله في الإمارات.

هلا شرحت لنا أكثر عن منصةغو تريندوالميزة التفاضلية التي يقدّمها الموقع والتطبيق لجذب المتسوقين؟

لدينا موقع إلكتروني وتطبيق يمكن تنزيله على هواتف الآيفون والأندرويد. عملت مع فريق مهندسين رقميين بنوا التطبيق من الصفر. لم نشترِ تطبيقا جاهزا، ولم نتعاون مع منصةشوبيفاي، وهو ما ميّزنا وسمح لنا بالتحكم بمواصفات التطبيق. وأكثر ما استثمرنا فيه الخصائص التكنولوجية، مثل ميزةفيت أسيستالتي تدخلين من خلالها طولك ووزنك، فيقترح التطبيق عليك مقاسا لكل ماركة أزياء، أو الخدمة التي تستعين بتكنولوجيا الواقع المعزز لتريك كيف تبدو كل قطعة عليك.

بالنسبة إلى الماركات التي تتعاونون معها، هل هي عالمية فقط، أم يعرض موقعكم أيضا مجموعات من ماركات عربية إقليمية؟

لدينا حتى الآن ماركات عالمية فقط، لكننا نفكر في التعاون مع مصممين محليين وإقليميين. إن طريقة العمل مع الشركات الدولية عموما أسهل، وتتطلب فقط دمج أنظمة العمل بين الطرفين قبل بدء التعاون، الأمر الذي يتطلب جهدا أكبر لدى التعامل مع علامات تجارية إقليمية لا تملك أنظمة شبيهة.

1
أقراط من البلاتين مع ماسات بقصات مختلفة وأحجار زمرد، العقد من البلاتين مع زمرد بقصات مختلفة وماسات بقصات مختلفة.
سوار من الذهب الأبيض مع أحجار زمرد، وماسات بقصات مختلفة، . جميع المجوهرات من مجموعة مجوهرات “بولغري” Bulgari الراقية.
الفستان من “تمبرلي لندن” Temperley London.

إضافة إلى تأسيس شركتك الخاصة، تتولين اليوم مناصب استشارية وتنفيذية عدة. كيف أصبحت مستشارة للرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء السعودية؟

حين بدأت مشروعغو تريند، اتصلت بالرؤساء التنفيذيين للشركات التي أردت التعاون معها، وبنيت علاقات معهم، ومن بينهم الأستاذمروان مكرزلالرئيس التنفيذي لشركةفواز الحكيرللأزياء، إحدى أكبر شركات الأزياء في السعودية. تعرفت إليه بهدف ضم العلامات الموجودة تحت مظلة تلك الشركة إلى منصةغو تريند، أعجب بطريقة تفكيري وشخصيتي، وطلب مني أن أكون مستشارة له لشؤون العلاقات الحكومية، وحاولنا معا مثلا المشاركة في موسم الرياض والتعاون مع وزارة الثقافة. أحد المشاريع التي عملنا عليها معا كان ملف هيئة الأزياء التي أردنا أن نساعدها من خلال علاقاتنا مع أكبر العلامات العالمية، والتي أخبرنا القيمون عليها عن برنامج يسعى إلى دعم مئة علامة تجارية سعودية. طلب منّي حينها الأستاذمروانأن أهتم بهذا الملف، لكن هيئة الأزياء طلبت مني أن أعمل على هذا المشروع بصفة مستشارة لرئيس هيئة الأزياء. واليوم أنا أساعدهم بشكل أساسي في دعم المصممين المحليين، وإبراز مواهبهم وتصاميمهم عبر منصة عالمية، وإرشادهم من خلال إشراكهم في برامج تدريب في مصانع ومشاغل ومتاجر عالمية.

ما رأيك بالخطوات التي يخطوها القطاعان العام والخاص اليوم في سبيل تأسيس بنية تحتية صلبة لصناعة الأزياء في المنطقة؟ وما أهم التغييرات التي يجب أن تحصل من أجل ضمان مستقبل أكثر ازدهارا للقطاع؟

بدأت رحلة السعودية مع هذه الصناعة بشكل جدّي عام 2016، وهو ما يختلف عن مراكز الموضة العالمية مثل فرنسا وإيطاليا، حيث بنيت أسس صناعة الأزياء قبل عقود عدّة. لدينا في العالم العربي موهوبون، ومتعلمون، ومثقفون، كما نملك القدرات المالية والوقتية، ونتلقى دعما حكوميا جيدا. لكن أكثر ما نحن بحاجة إليه اليوم هو الاستثمار في تقوية أساس الموضة، وتنظيم برامج إرشاد ودعم للمواهب المحلية تسمح لها بأن تتولى أرفع المناصب في دور الأزياء العالمية، ونشر الوعي حول الموضوع، لأن الموضة أكثر بكثير من مجرد تنسيق قميص وسروال أنيقين. حين نصل إلى المستوى المطلوب من التوعية وإلى طريقة التفكير الصحيحة، سنتمكن من استضافة أهم فعاليات الموضة، وأن ننظم مثلا أسبوعا للموضة يكون عالمي المستوى.

هل العصر الذهبي للموضة السعودية آت؟

نعم، قريبا جدا جدا.

1
عقد من الذهب الوردي مع خرز روبليت، وخرز غارنيت وماسات دائرية ومرصوفة، وخاتم من الذهب الأصفر، معساعة “سربنتي” Serpenti من الذهب مع كوارتز، وماس، وزمرد، ومرجان أحمر.
جميع المجوهرات من مجموعة مجوهرات “بولغري” Bulgari الراقية.
الفستنان من “فالنتينو هوت كوتور” Valentino Haute Couture.

إلى جانب عملك في عالم الأزياء، أنت أيضا رئيسة تنفيذية لقمة ريادة أعمال. هلا أخبرتنا أكثر عن هذه القمة وفكرتها؟

اسمهارايز أب” RiseUp، وهي أكبر قمة لريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. تجمعني صداقة عائلية قديمة بأحد مؤسسيها، وشاركت شخصيا فيها في مصر من خلال حلقة نقاش حول صناعة الأزياء بدعم من شركتيغو تريندالتي أحضرنا من خلالها إلى القمة رؤساء تنفيذيين من شركات كبرى ومواهب مهمة في صناعة الأزياء العربية. وبعد أن لمس صديقي اهتماما من وزارة الثقافة ووزارة الاتصالات السعوديتين، طلب منّي أن أكون واجهة القمّة في السعودية، وأرادت الحكومة السعودية الأمر نفسه، طالبة منّي أن أكون الرئيسة التنفيذية لهذه القمة في السعودية. ترددت في البداية، وحين وافقت وباشرت المشروع، اعتبرته مجرد مبادرة أدعم من خلالها أخا وصديقا لي، لكنني انخرطت لاحقا فيه بشكل جدّي.

صارت شركةرايز أبالتي تنظم القمة وتنظم برامج مسرعة للشركات الناشئة، تتعاون بشكل رسمي مع الديوان الملكي السعودي ومختلف وزاراته في كل ما يتعلق بريادة الأعمال. توليت منصبي، وبدأت أعمل في نوفمبر 2021 على قمةرايز أبلريادة الأعمال في السعودية، وقد كانت أول قمة تقيمها الشركة خارج مصر، وقد دعمها الديوان الملكي، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، ووزارة الثقافة، وهيئة الأمن السيبراني.

أنا أحب السعودية أكثر من كثير، وأرغب في تقديم المساعدة لكل ما يخص بلدي، والتعاون مع أبنائه لتقديم شيء جميل يشرّف بلدنا. أحب الشابات والشباب السعوديين، وأنا منهم وأؤمن بهم وبأننا من الأفضل في العالم. حين فُتح لنا المجال وأُعطينا فرصة، أبدعنا. وأنا مقتنعة بأن الجيل الصاعد هو المستقبل.

كيف تساعد شركةرايز أبرواد الأعمال السعوديين الصاعدين في بدايات مسيراتهم؟

نتعاون فيرايز أبعلى مدار السنة مع مؤسسةمسك، وننظم معها برنامجا يخرّج 50 رائد أعمال من 150 مشاركا كل أربعة أشهر، ويؤمّن مستثمرين يقدّمون لهم الدعم المالي اللازم لتنفيذ أفكارهم. دورنا هو الوساطة بين رائد الأعمال والمستثمر، وتعليم المشاركين في البرنامج سبل تقديم أفكارهم لجذب المستثمرين. يعمل فريقي على دعم المشاركين، وتحضيرهم للمراحل الآتية، وتعريف المستثمرين إليهم. نحن لدينا العلاقات، وهم يملكون المواهب.

كيف تصفين شعورك عندما ترين رواد أعمال شاركوا في البرنامج ينجزون وينجحون؟

هو شعور أعتقد أنه يشبه شعور الأمومة، لأنني أرافقهم من الخطوة الأولى، منذ البداية حتى التخرج. ومن الرائع أن أراهم يثبتون مشاريعهم، ويرسخونها على قاعدة متينة، ويبدؤون العمل على أرض الواقع.

ماذا عن القمة الآتية التي تنظمونها في السعودية هذا الخريف؟

نحن في صدد تحضير قمّة ستقام، بإذن الله، في السعودية على مدى ثلاثة أيام في شهر أكتوبر، وستشمل ثلاثة مسارح: مسرح إبداعي، ومسرح لرأس المال مع مستثمرين من حول العالم سيتحدثون عن طرق الاستثمار في الشركات الناشئة وأهمية الاستثمار في الإنسان، ومسرح تكنولوجي لمناقشة عالم البرمجة، لأننا نركز في المقام الأول على ريادة الأعمال الرقمية. وفي كل يوم من أيام القمة الثلاثة، ستقام 50 ورشة عمل مع محترفين ومتخصصين في مجالات عدّة، وسيكون لكل رواد الأعمال الحاضرين فرصة المشاركة في ورش العمل المستمرة من العاشرة صباحا حتى الحادية عشرة ليلا.

1
أقراط من الذهب الوردي مع أحجار يشم وماسات بقصات مختلفة وأحجار ياقوت وحبات روبليت إجاصية، العقد من الذهب الأصفر مع أحجار ملونة وماسات مرصوفة، الخاتم من الذهب الأصفر مع حجر اسبينل بيضوي وأحجار ياقوت وماسات مرصوفة، ساعة “سربنتي إنكانتاتي” Serpenti Incantati من الذهب والكوارتز وأحجار الماس والغارنيت اليوسفي والاسبينل والتسافوريت.
الفستان “ألبيرتا فيريتي” Alberta Ferretti.
جميع المجوهرات من مجموعة مجوهرات “بولغري” Bulgari الراقية.

كيف أثر أفراد عائلتك في رغبتك في العمل ومساعدة الآخرين؟

والدي يعمل في مجال مختلف تماما عن كل ما أعمل فيه، لكنه كان يحرص دوما على أن يعتمد أولاده على ذواتهم وألا يعتمدوا عليه أبدا، وقد علّمنا ذلك من خلال مواقف مختلفة امتحنتنا فيها الحياة، وأجبرتنا على الاعتماد على أنفسنا. كما استثمر والدي كثيرا في تعليمنا، وشجّعنا على قراءة الكتب. في السفر مثلا، لم يكن يسمح لنا بالذهاب إلى مدينة الملاهي قبل أن نحفظ عشرة أبيات شعرية، وأتذكر كيف كان يحب تعليمنا الإلقاء وفن المخاطبة، لأنه كان يتمنى أن يرانا نلقي خطابات عامة.

كما تأثرت كثيرا بجدتي سميرة بنت عبدالله الفيصل النشيطة جدا في المجال الخيري في السعودية، إذ تملك بضع جمعيات. لقد ترعرعنا في بيئة يعمل فيها الرجال والنساء، وتعلّمنا أهمية العمل، ووجدنا دعما محفزا كبيرا من والدينا اللذين يقولان دائما لنا إن ما ينقذنا هو شهاداتنا وعملنا. بنيت مسيرتي المهنية بنفسي، وشققت دربي، بدعم من عائلتي عموما وأبي الذي ساندني كثيرا.

ذكرت أن جدّتك ناشطة خيرية مهمة. هل من نشاط خيري قدمته أو شاركت فيه شخصيا؟

منذ طفولتي، زرعت جدّتي في نفسي فكرة العطاء الخيري، وعلّمتني أن العطاء هو أهم شيء. هي قدوتي وملهمتي في هذا المجال، وأنا أتطوع منذ عام 2010 في جمعيتيها لأسر التوحد والفصام.

من مثالك الأعلى في عالم الأعمال؟

إيلون ماسكيلهمني، ولكن ليس لأنه في مجال التكنولوجيا، أو لأنه في المركز الذي هو فيه اليوم، بل لأنه فشل مرات كثيرة، ولم يحبط، بل أصر على المثابرة وإثبات ذاته.

أنت أيضا فارسة، وشاركت في سباقات وبطولات. كيف بدأت رحلتك في عالم الفروسية؟ ومن شجّعك على ممارسة هذه الرياضة؟

بدأت ركوب الخيل وأنا في الثالثة من عمري، حين أرسلنا والدانا لنجرّب هذا النشاط كتسلية فقط. بعدها، صارت أمي تشجعني على تعلم هذه الرياضة بشكل جدّي، وكانت المحفز الأول لي، لأن والدي كان يخاف علينا من المجازفة، على عكس والدتي الجريئة جدا، والتي أصرت على أن أتابع مشواري في عالم الفروسية. تدربت واشتريت حصانا، وصارت هوايتي التي أفرغ من خلالها طاقتي وتملؤني بالفرح. شاركت لاحقا في بطولات، وفزت بالمركز الأول في بطولات محلية، وما زلت حتى اليوم أركب الخيل كهواية فقط، لكنني توقفت عن المشاركة في البطولات.

كيف تصفين علاقتك بالحصان؟ وما الذي نمّته فيك هذه الهواية؟

حين أركب حصاني، أشعر أولا بأنني عربية، فالحصان يمثل العروبة والهدوء والوقار. كما أشعر ثانيا بانسجام بين الإنسان والحصان، لأن حصاني يعرفني وأنا أعرفه، ويضع رأسه على كتفي حالما يراني. ثالثا، نمّت هذه الرياضة ثقتي بنفسي، لأنها ليست سهلة أو بسيطة، بل تنطوي على خطورة عالية، وقد سقطت مثلا عن الحصان، وكسرت عنقي وبقيت في البيت بسبب إصابتي لمدة سنة. صحيح أنها خطرة، لكن من يركب الخيل لا يستطيع التوقف، لأن الفروسية تحتل مكانا مميزا في القلب، وتنبض بالهدوء والرقي. إن الرابط الذي يجمعني بالخيل قوي بالفعل.

كيف تنظرين إلى رؤية المملكة 2030، وخصوصا فيما تحققه من نهضة للمرأة السعودية في قطاع العمل؟

رؤية 2030 تلهمنا جميعا في السعودية، وقد دفعت بلدنا نحو تحول وتطور كبيرين. أما بالنسبة إلى المرأة السعودية تحديدا، فقد كانت دائما ملهمة وقائدة ورائدة في أي مجال يفتح لها بابه مثل الأعمال الخيرية، وكانت تبدع في كل نشاط تمارسه. إن النساء السعوديات مثقفات ومتعلمات وشغوفات، ويرغبن في العمل والإنجاز. حالما أعطيت المرأة السعودية فرصة، برعت ولمعت وحلّقت رافعة معها راية بلدها، فنراها اليوم نائبة لوزير السياحة، وسفيرة في الولايات المتحدة، ومندوبة في منظمة اليونسكو.

سيدي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، أعطى المرأة فرصة عظيمة، لأنه يؤمن بقدراتها، ويرى فيها ما لم يره الآخرون، وقد يكون الحافز الأكبر للمرأة السعودية أن الأبواب كانت مغلقة في وجهها سابقا، ولذلك تريد اليوم أن تثبت ذاتها، وتبرهن أنها امرأة تفتخر بهويتها وفكرها، وتضع أمامها هدفا تريد تحقيقه ورسالة ترغب في إيصالها إلى العالم أجمع.

1
أقراط من البلاتين مع ماسات بقصات مختلفة وأحجار زمرد، العقد من البلاتين مع زمرد بقصات مختلفة وماسات بقصات مختلفة.
سوار من الذهب الأبيض مع أحجار زمرد، وماسات بقصات مختلفة، . جميع المجوهرات من مجموعة مجوهرات “بولغري” Bulgari الراقية.
الفستان من “تمبرلي لندن” Temperley London.

في اليوم الوطني السعودي، هل من كلمة تحبين مشاركتنا إياها؟

لوطننا حق علينا كل يوم، وليس فقط في اليوم الوطني السعودي. هذا الوطن هو ثرى آبائنا وأجدادنا، وأكثر أرض لها حق علينا، وأطهر بقعة في الأرض، وأكبر حب. مهما فعلنا له، فلن نستطيع رد جميل هذا البلد الذي نعيش فيه.

أدعو الله أن يديم عز المملكة وأمنها وأمانها علينا، وأن يديم قيادتها. وأن يوفق كل النساء السعوديات والرجال السعوديين، متمنية أن أراهم إن شاء الله دائما ملهمين، وأن تكون السعودية ملهمة وقائدة على مستوى العالم في كل المجالات.

فلنتحدث عن جلسة التصوير التي جمعتك بمجلةهيوداربولغري”. كيف كانت تجربة التصوير؟ وما الذي تعنيه لك المجوهرات؟

أنا سعيدة جدا بهذه التجربة، وأريد أن أشكرك أستاذة مي، والأستاذ عدنان الكاتب لأنكما أتحتما لي فرصة المشاركة في هذا التصوير.

بطبيعتي، أنا أعشق المجوهرات، وأشعر دائما أنها صديقة المرأة. للمجوهرات معانٍ عميقة وقدرة على إبراز أنوثة المرأة التي تتزين بها، ولعلها الطريقة الأسهل للوصول إلى قلب أي امرأة. صياغة المجوهرات فن جميل وثمين وقيّم، وداربولغريتتفرد بتصاميمها البارزة وأحجارها النادرة، وإنني سعيدة وفخورة للغاية بأنني تعاونت مع هذه الدار العالمية بمناسبة اليوم الوطني السعودي.

حققت إنجازات كثيرة ملهمة في سن صغيرة، فما نصيحتك إلى الشابات السعوديات اللواتي يرغبن في تحقيق أهدافهن وأحلامهن المهنية؟

نصيحتي الأولى والأخيرة لكل شابة سعودية: ابدئي من الصفر لتصلي إلى القمة، واعملي بمثابرة واجتهدي، فالعمل ليس عيبا. القمة تتسع للجميع، ومجرد العمل على تحقيق هدفك هو إنجاز. أمام الجيل الشاب مجال وسنين لبناء دروب النجاح، فعلينا العمل والسعي والإبداع وبذل الجهود، والله سيساندنا، ويكون معنا. لا عيب في الخسارة أو الفشل؛ فأنا فشلت أربع مرات، لكنني نهضت وتابعت المضي قدما.

حين أطلقت منصتي للتجارة الالكترونية، أسست تحت جناحيها شركة توصيل ولوجستيات باسمغو إكسبرس، لكنني فشلت في إنجاحها على الرغم من أنني استثمرت فيها بشكل كبير. اعتقدت أنني سأستطيع العمل على المشروعين في الوقت نفسه، لكنني وجدت أنني لست قادرة على الاهتمام والتركيز على العملين. فشلت لأنني لم أعطِ الشركة الثانية الأهمية الكافية، وحزنت لكنني لم أحبط، بل قلت إنها تجربة عشتها، وقررت تسليم هذه الشركة إلى رئيس تنفيذي لأركز على عملي الآخر. من الممكن أن ننجح في نصف الفكرة، ونفشل في نصفها الآخر كما حصل معي حين نجحت منصة التجارة الإلكترونية وفشلت الشركة اللوجستية.

ما معادلة النجاح بالنسبة إليك؟

بالنسبة إلي، هي العطاء دائما دون انتظار أي مقابل في العمل، وفي أي شيء آخر في الحياة. طالما أنك تعطين من دون أن تنتظري مقابلا، ستكونين سعيدة.