المصممة السعودية ريم فيصل لـ "هي": احرص على طلّة متكاملة للعروس في يوم زفافها
قصة نجاح مميّزة سطّرتها المصمّمة السعودية ريم فيصل في عالم الأزياء؛ ناهيك عن كونها صانعة أزياء استراتيجية، هي أول كوتش متخصص بالأزياء في المملكة ورائدة أعمال حاصلة على بكالوریوس في تصمیم الأزیاء بدرجة تفّوق من جامعة ماري ماونت في ولایة فیرجینیا، في الولايات المتحدة الأميركية، مع شھادة فرعیة في إدارة الأعمال.
أسّست ريم فيصل 5 منشآت خاصة بالتفصیل الفردي والكمّي للأزیاء في السعودیة وأطلقت منصة تعلیمیة في ریادة مشاریع الأزیاء في الشرق الأوسط؛ كما شاركت كمستشارة للمشتركین في برنامج الأزیاء الأشھر في العالم العربي "رانوي بروجكت ميدل إيست".
في ما يتعلّق بالعروس، تنظر ريم فيصل إلى لغة الجسد كعنصر أساسي في إبراز الطلّة، فتراقب سلوك العروس وتحرّكاتها كي تطلقها بطريقة تعبّر عنها لتضفي سحراً على يوم الزفاف. عن هذه المواضيع وغيرها، كان لا بدّ من إجراء حوار معها، لنعود بهذه المعلومات القيّمة.
- ريم فيصل صانعة أزياء استراتيجية، هل من الممكن شرح ماذا يعني هذا اللقب؟
يعمل المصمّم الاستراتيجي على كافة الأمور التي تتعلّق بعالم الأزياء، كما يصمّم السياسات المطلوب اتباعها في صناعة الأزياء ويبتكر الحلول لكلّ المشاكل المترقبة. من أهم مهمات صانع الأزياء الاستراتيجي هي وضع الحلول الحقيقية لأي تعقيدات قد يواجهها الانتاج في هذا القطاع؛ وهذا ما أقوم به فعلياً، كي أضمن طلّة متكاملة للعروس في يوم زفافها.
- ماذا أضفت للمتسابقين من خلال دورك كمستشارة في "بروجكت رانوي ميدل ايست" وماذا أضافت لك المشاركة؟
مشاركتي في برنامج "بروجكت رانوي ميدل إيست" كانت محطة لافتة، تخلّلها شعور كبير بالمسؤولية من خلال الإشراف والنقد والعمل على التحسين. شعرت حينها وكأنّني متسابقة مثل المشاركين، أخوض التحدي مثلهم، وأحزن عندما يغادر أحدهم رغم تمتعهم بالكفاءات والموهبة. أتمنى أن أكون قد أضفت لهم خبرتي في اجتياز واقع التحديات ضمن البرنامج، إذ نويت فعلاً أن أدعمهم تقنياً، فنياً، ومعنوياً.
بالمقابل، تعلمت من المتسابقين القوّة في تحمّل الضغوطات والحرص على تقديم الأفضل من خلال العمل بشغف.
- تقومين بمتابعة كافة أمور العروس حتى لغة الجسد. إلى أي مدى تؤثر لغة الجسد في إبراز العروس؟
أنظر إلى لغة جسد العروس كلوحة تحكّم في ما يتعلّق بإبراز فستان الزفاف؛ فلها دور أساسي في إظهاره بشكل مبهر، أو على العكس قد تساهم لغة الجسد في التقليل من جمال الإطلالة.
لذا، أحرص خلال وقت التحضيرات مع العروس أن أراقب طريقة تحرّكها، سيرها، وجلوسها، بهدف تفادي أي موقف محرج في يوم الزفاف.
- أخبرينا عن Fashion The Mentor الذي تتولين إدارته وأهميته في صناعة الأزياء.
منصة دا فاشن منتور هي منصة متكاملة تطرح حلولاً جذرية، من خلال التمكين الإداري والمالي عند القيام بمشاريع تتعلّق بالأزياء، بالإضافة إلى الاهتمام بجوانب الإنتاج بكفاءة عالية تضاهي معايير المنافسة في سوق الملابس.
تقدم منصتنا جلسات استشارية وجلسات حول التطوير المهني للأفراد والمؤسسات التي تُعنى بقطاع الأزياء، ناهيك عن أنّها دار إنتاج تحت إشراف سعودي بالمطلق.
- ما هي المعايير التي تنصحين بها العروس عند اختيار فستان زفافها؟
من الضروري أن تمثّل العروس نفسها عند اختيار فستان الزفاف، حيث تترك انطباعاً عن شخصيتها وطبعها وعاداتها. أنصحها أن تبحث دائماً عن فستان يجسّدها بالكامل، ويكون خالداً مدى العمر. ليس من الضروري أن تتبع العروس اتجاهات الموضة، بل من الأفضل أن ترتدي فستاناً كلاسيكياً يمكنها مشاركته مسقبلاً من خلال الصور، مع أبنائها وأحفادها في ما بعد.
- مع التطوّر الحاصل هل تأثر مزاج العروس وذوقها في اختيار طلتها برأيك؟
بظلّ الانفتاح الحاصل من خلال مواقع التواصل، أصبح لكل عروس خيارات متنوعة وعصرية. كما نشهد لوطننا الانفتاح اللافت في كافة الأمور الحياتية؛ لذا، من الطبيعي أن تتأثر العروس السعودية، شأنها شأن أي مواطن، بالاتجاهات والموضة؛ لكنها لا تزال تحافظ على عادات المملكة، وهذا أمر يسرّني. فالحفاظ على عاداتنا وثراتنا سمة تحمل في معانيها الكثير من عناصر الوفاء والفخر.
- ما هي الجهود التي يحتاج إليها قطاع الأزياء السعودي كي ينهض لمستوى مثمر من العائد المادي لاقتصاد الوطن؟
يُستحسن من القادة في قطاع الأزياء بذل الجهود الكافية لتحديد التخصّصات في صناعة الأزياء التي تتماشى مع ثرواتنا، من مهارات كوادر، وإمكانيات هندسية وصناعية، وثروات وموارد طبيعية. إذ لا يعقل أن نمكّن الممارسين وأصحاب المشاريع في نفس الاتجاهات الموجودة في العالم، دون التميّز وتركيز الجهود وتلقي الدعم الحكومي في تخصصات معينة.
على سبيل المثال، بدلاً من تمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة في تفصيل الأزياء حسب الطلب، الأجدر الاستثمار من خلال تمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة في تقنية طباعة الأقمشة وصناعة الخامات بما يتناسب مع مصادرنا الطبيعية في المملكة، وذلك بهدف التخفيف من استيراد الموارد من ناحية، ولتمييز المنتجات السعودية القادرة على تصدير المنتج للخارج من ناحية أخرى.
- نلاحظ تركيزك على الكاب. هل تنصحين به العروس؟ وماذا يضفي من أناقة؟
الكاب يضفي طلّة متفرّدة على العروس، وأراه يليق بالعروس الكلاسيكية المحافظة. أنصح به العروس لا سيّما إذا تضمن تطريزات عصرية.
- كونك أول كوتش متخصص في الأزياء بالمملكة، ما هي الأخطاء التي تنصحين العروس بتجنبها في يوم زفافها؟
أنصح العروس باستشارة محترفين فيما يخصّ إطلالتها في يوم الزفاف، كي يساعدوها في تحضير كافة المتطلبات والعناصر المطلوبة في اليوم الكبير، من جلسة التصوير وكيفية التصرف والزينة وغيرها؛ كما لا بدّ من استشارة من يدعمها في الظهور من خلال التركيز على لغة الجسد والمقوّمات المطلوبة لإطلالة ناجحة.
- طبعات الورود حاضرة في تصاميمك لفساتين الزفاف. ما هو التصميم الأقرب إلى قلبك؟
كل فستان أصممه يكون الأفضل بالنسبة لي، لكن من الفساتين الأقرب إلى قلبي هو فستان شقيقتي شهرزاد، إذ تميّزت بإطلالة ملكية وملائكية، كاسمها تماماً. فستان زفافها أتى مرصّعاً بـ 8000 حبة كريستال صُنعت في النمسا، كما تخلل عناصر من خيوط ذهبية.