صناعة العطور في المملكة من حرفة تقليدية بسيطة إلى صناعة عالمية دقيقة
تطورت صناعة العطور في المملكة خلال السنوات الماضية من حرفة تقليدية بسيطة إلى صناعة عالمية دقيقة، وباتت صناعتها واحدة من أكثر القطاعات التجميلية نمواً وبعوائد سنوية بمليارات الدولارات.. وذلك انطلاقا من ارتباط هذه الصناعة بالماضي العريق والحياة السعودية منذ القدم، مرورا بنمو السوق السعودي كأكبر الأسواق استهلاكًا للعطور، ووصولا إلى إقامة المعارض المتخصصة التي أسهمت في تعزيز ريادة صناعة العطور السعودية.
ارتباط صناعة العطور بالماضي العريق
ارتبطت العطور العربية عموما والعود خصوصا بالماضي العريق في المملكة، حيث لا تكتمل زيارة السعودية من دون استنشاق رائحة العود، فيما يحتل كل من راتنج العود والزيت المقطر مكانة بارزة في الحياة السعودية منذ القدم، حيث يتواجد في كل منزل سعودي، ويعد من الهدايا الشائعة كهدايا حفلات الزفاف والخطوبة والعودة من الحج، ومن مراسم استقبال الزوار في المناسبات وخلال الأعياد.
علما بأن سوق العود السنوي يكسب حوالي 6 مليارات دولار أمريكي، ولهذا السبب يشار إليه أحيانًا باسم "الذهب السائل"، ولقد ذكرت فورتشن أن تكلفة الرطل الواحد قد تصل إلى 5000 دولار أمريكي، وفقا لموقع "روح السعودية".
السوق السعودي أكبر الأسواق استهلاكًا للعطور
يُعد السوق السعودي ضمن أكبر الأسواق استهلاكًا للعطور، حيث يستهلك الفرد في المملكة 2.5 لتر من العطر سنويًا، بمقابل 300 مل يستهلكها الفرد في أوروبا، بينما تمثل مبيعات الشرق الأوسط حوالي 70% من عوائد بعض شركات العطور العالمية، وهو ما يجعل صناعة العطور في المملكة واحدة من أهم الصناعات الواعدة.
وبحسب بحث لشركة "يورومونيتور إنترناشيونال" المتخصصة بأبحاث السوق في الربع الأخير من عام 2021 فقد بلغ حجم سوق العطور بالخليج 2.7 مليار دولار وتتصدره المملكة العربية السعودية، وبلغ حجمه عالميًا 53 مليار دولار، ويتوقع أن تصل إلى نحو 72 مليار دولار بنهاية 2024، وتشير الأبحاث المتعلقة بسوق العطور إلى أن معدل النمو السنوي يتفاوت بين 3% و7% حيث يتوقع أن يبلغ حجم سوق العطور في المملكة 9.9 مليار ريال في 2024، وفقا لمجلة رواد الأعمال.
المعارض المتخصصة تسهم في تعزيز ريادة صناعة العطور السعودية
أسهمت المعارض المتخصصة في تسويق وبيع العطور في تعزيز ريادة صناعة العطور السعودية في المنطقة والتي تواكب نمو حجم سوق العطورات وارتفاع استهلاك الفرد، خاصة مع ازدياد المعارض المتخصصة في تسويق العطور المحلية مؤخرا في المملكة، ومن أحدث هذه المعارض "معرض العطور" الذي أطلقه موسم الرياض 2022 ضمن فعالياته في منطقة واجهة الرياض، والذي يعد وجهةً لخبراء ومحبي العطور، وذلك بالتعاون مع "بوتيكات" الشركة الرائدة في عالم التجارة الرقمية على مستوى الخليج العربي والشرق الأوسط.
ويعد "معرض العطور" الحدث الأكبر في تجمع صناع ورواد العطور والعود في الشرق الأوسط، حيث يحتوي على أكثر من 150 براند للعطور والعود تحت سقف واحد، ويتيح الفرصة لرواد الاعمال في مجال العطور في المنطقة لعرض منتجاتهم والمشاركة بها، حيث يضم علامات تجارية متنوعة من أرقى العطور العربية والعالمية، ويجتذب أكبر الشركات والمصنعين في المجال تحت سقف واحد ويحظى بميزات ترفيهية عديدة، كما يستقطب المعرض أبرز مشاهير الوطن العربي والخبراء والمهتمين، ويتيح لكافة زائريه تجربة واقتناء العديد من الروائح المميزة التي تتنوع ما بين الشرقية والغربية، لمنحهم تجربة فريدة في التسوق ومحطة لاكتشاف الجديد من العطور.
ويمثل المعرض حدثًا ضخمًا متخصصا في العطور والبخور والمنتجات العطرية، ويندرج ضمن الفعاليات ذات الجماهيرية العالية التي ينظمها موسم الرياض 2022، خاصة وأنه قد حظي خلال المواسم السابقة بإقبال كبير من الزوار، وشهد انتشارًا واسعًا، حيث يحقق رغبة الباحثين عن أفضل المنتجات العطرية بتنوعها عبر جمعها في مكان واحد يقدم فيه كل جديد وحصري، مما يعزز قوته كتجربة استثنائية تنتظر زوار موسم الرياض 2022.