خاص لـ"هي": هؤلاء هم الفائزون بجائزة كيرينغ للأجيال × هيئة الأزياء.. مشاريع سعودية ترسم ملامح الاستدامة في الأزياء

في مشهد مهيب يعكس طموحات المملكة العربية السعودية، اختُتمت فعاليات النسخة الأولى من "جائزة كيرينغ للأجيال × هيئة الأزياء" في العاصمة الرياض. الحدث الذي نظمته هيئة الأزياء بالتعاون مع مجموعة كيرينغ العالمية للمنتجات الفاخرة، تم تكريم ثلاث شركات ناشئة مبتكرة وضعت الاستدامة في قلب نماذجها التجارية، مؤكدة قدرة المملكة على أن تصبح مركزاً عالمياً للأزياء المستدامة.

يتحدث بشكل حصري مجلة "هي" كل من الفائزين الثلاثة بجائزة "كيرينغ للأجيال × هيئة الأزياء" إلى جانب أبرز قادة الصناعة: بوراك شاكماك، الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء، ماري كلير دافو، رئيسة الاستدامة والشؤون المؤسسية في كيرينغ، وميرال يوسف، رئيسة كيرينغ في الشرق الأوسط، كاشفة عن الرؤى والطموحات التي تقود السعودية نحو موقع ريادي في عالم الاستدامة في الأزياء.

الفائزون: نماذج ملهمة للتغيير

- AMUSED: أول منصة سعودية تجمع بين الرفاهية والاستدامة، تقدم المنتجات الفاخرة المستعملة بضمانات جودة وأصالة. تحدثت مؤسستها سارة تيمور لـ"هي" قائلاً: "كانت ولا تزال الاستدامة جزءاً من قيمنا العائلية منذ الصغر، حيث كنا نشارك الملابس ونحرص على إطالة عمرها."

وتضيف: "تعكس AMUSED هذه القيم بلمسة حديثة تضمن الجودة والأصالة، ما يجعل المنتجات الفاخرة تدوم أطول، و ما يلهمني هو رؤية السعودية تضع الاستدامة كأولوية منذ البداية، مما يفتح الباب أمام مستقبل مليء بالابتكار والمسؤولية."

- Darah Solutions Lab: شركة مبتكرة تعيد تعريف تدوير المنسوجات، حيث تحول الملابس المهملة إلى إبداعات جديدة.  تحدث مؤسستها روان لـ"هي" قائلاً: "بدأت الفكرة من الحاجة الشخصية، حيث قمت ببيع مقتنياتي لتغطية نفقاتي. لاحقاً، طورت الفكرة إلى مشروع يعالج قضية نفايات المنسوجات بشكل شامل. خطتنا تشمل إنشاء مصانع لإعادة التدوير والإنتاج المحلي، مما يسهم في دعم الاقتصاد الدائري داخل المملكة."

- ASTERI: علامة تجميل تقدم حلولاً مستدامة للبيئة الصحراوية، باستخدام مواد معاد تدويرها ومكونات محلية. أشاد الخبراء بقدرتها على المزج بين الجودة العالية والابتكار البيئي.

جلسة نقاش ملهمة

تخللت الأمسية جلسة نقاش بعنوان "الابتكار المستدام في الأزياء: تشكيل مستقبل الصناعة"، بمشاركة كل من: ماري كلير دافو، رئيسة الاستدامة والشؤون المؤسسية في "كيرينغ" التي أشادت بالنضج والوعي الكبير الذي أظهرت المشاريع المتأهلة متطلعة إلى المزيد من التعاون لنقل هذا الإبداع إلى الساحة العالمية

ومن جانبها سلطت كارولين وايس من "Plug and Play" الضوء على أهمية دعم الشركات الناشئة في بناء نماذج مستدامة، أدارت الجلسة ريتشيل سيرنانسكي، خبيرة الاستدامة والصحفية، التي نوهت بالدور الريادي للمملكة في الجمع بين التراث والابتكار.

نحو منظومة أزياء مستدامة ومبتكرة

خلال الحفل، تحدث بوراك شاكماك، الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء، بشكل حصري إلى مجلة "هي" عن أهمية الجائزة في إلهام المصممين والشركات الناشئة لتبني الاستدامة في أعمالهم. وأكد أن هذه الجائزة تركز على الشركات التي لا تبني فقط علامات تجارية، بل تبتكر نماذج أعمال جديدة. وأشار إلى نجاح مشاريع مثل "AMUSED"، التي تسعى إلى إطالة عمر المنتجات من خلال توفير سوق للمنتجات الفاخرة المستعملة، و"Darah Solutions Lab"، التي تقدم حلولًا مبتكرة لإعادة تدوير النفايات النسيجية. وأضاف: "نتطلع إلى رؤية المزيد من الأفكار التي تُحدث تأثيرًا حقيقيًا في الصناعة وتدعم الاقتصاد الدائري."

وتابع شاكماك بالحديث عن الإمكانيات التي كشفت عنها الجائزة، مشيرًا إلى أن مستوى المشاركات يعكس استعداد المملكة للريادة عالميًا في مجال الأزياء المستدامة. وأوضح أن رؤية 2030 تضع الاستدامة في صميم خططها، مما يشجع الشركات والمبتكرين على تبني هذا النهج لتحقيق تأثير إيجابي على البيئة والمجتمع.

كيرينغ والاستدامة: شراكة تعزز الابتكار

من جانبها، أكدت ماري كلير دافو، رئيسة الاستدامة والشؤون المؤسسية في كيرينغ، بشكل حصري لمجلة "هي" على أن الاستدامة تمثل جوهر استراتيجية المجموعة منذ أكثر من 15 عامًا. وأشارت إلى أن رؤية السعودية 2030، التي تضع الاستدامة كأولوية، كانت دافعًا كبيرًا لتعاون كيرينغ مع هيئة الأزياء وقالت: "المشاريع الفائزة أظهرت مستوى عاليًا من النضج والابتكار، وخاصة مع تمثيل مميز للمرأة السعودية، وهو ما يعزز مكانة المملكة كمركز للابتكار المستدام."

كما تحدثت دافو عن تأثير الشركات السعودية الناشئة على السرد العالمي للأزياء المستدامة، مؤكدة أن هذه المشاريع يمكن أن تلعب دورًا رياديًا في إثبات أن الاستدامة ليست خيارًا، بل ضرورة للنمو. وأوضحت أن مشاركة الفائزين في منصات عالمية ستمنحهم الفرصة لتصدير أفكارهم وابتكاراتهم إلى الأسواق الدولية.

وفيما يتعلق بدور كيرينغ في دعم هذه المشاريع، أشارت دافو إلى أن المجموعة ستقدم إرشادات متخصصة خلال برامجها في باريس، حيث ستحظى الشركات الفائزة بفرصة الاستفادة من خبراء الصناعة والتواصل مع شبكة علاقات عالمية تعزز مكانتهم في السوق الدولية.

السعودية في طليعة الابتكار المستدام

بدورها، أشارت ميرال يوسف، رئيسة كيرينغ في الشرق الأوسط، بشكل حصري لمجلة "هي" إلى أن الجائزة تعكس الإمكانيات الهائلة للمملكة كمركز للابتكار المستدام في الأزياء. وأوضحت أن المشاريع الفائزة تميزت بدمجها بين العناصر الثقافية المحلية والرؤية العالمية، حيث قدمت حلولًا فريدة تلبي احتياجات السوق المحلي مع الحفاظ على طابعها المبتكر. وأضافت: "هذا يعكس التزام المملكة برؤية 2030 التي تهدف إلى تعزيز الاستدامة في كافة القطاعات."

وفي حديثها عن مستقبل التعاون، أكدت ميرال أن كيرينغ ستواصل بناء شراكات مع المواهب السعودية ودعم المشاريع المستدامة، مع التركيز على تعزيز الوعي العالمي بالإبداع السعودي. كما أعربت عن تفاؤلها برؤية المزيد من المشاريع السعودية الناشئة التي تعيد تعريف صناعة الأزياء من خلال الابتكار والاستدامة.