كتاب جديد يكشف تفاصيل صادمة عن حياة العائلة المالكة البريطانية
الأشهر القليلة التي سبقت حفل زفاف الأمير هاري Prince Harry وزوجته ميغان ماركل Meghan Markle دوقة ساسيكس، والذي أقيم في كنيسة سانت جورج في قلعة وندسور في مايو ٢٠١٨، كانت مليئة بالتوتر، والمشادات الكلامية والردود القاسية المتبادلة، بين الأمير وليام ولي عهد بريطانيا وأمير ويلز William, Prince of Wales وشقيقه الأصغر الأمير هاري Prince Harry، وسط متابعة قلقة من جانب والدهما، الملك تشارلز الثالث King Charles III، وخيبة أمل من جانب جدتهما الملكة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II ملكة بريطانيا، وفي الأشهر التالية بعد حفل الزفاف ازاد الأمر سوء، خاصة بعد أن أصبح هاري وميغان على قناعة بأنه لا مكان لهما في الحياة الملكية، وأن الوقت قد حان للمغادرة، وعندما اتخاذا هذه الخطوة بالفعل، وقاما بعدها بالكشف عن تفاصيل شخصية وصادمة عن الفترة التي سبقت قرارهما الانسحاب من الحياة الملكية، فقد الأمير هاري غالبية مناصريه وداعميه في العائلة المالكة البريطانية، وعلى رأسهم والده تشارلز الثالث، الذي توقف عن تلقي مكالماته الهاتفية، ثم بعدها بفترة، دعم جدته بعد أن سئمت تماما من شكوى الأمير هاري المستمرة، وذلك وفقا لما ذكره الكاتب الصحفي والمذيع البريطاني الشهير روبرت جوبسون Robert Jobson، في كتابه الجديد Our King: Charles III — The Man And The Monarch Revealed (ملكنا: تشارلز الثالث - الكشف عن حقيقة الرجل والملك)، والذي بدأ موقع صحيفة ديلي ميل البريطانية، في نشره في صورة حلقات مسلسلة.
مقابلة ميغان ماركل الأولى مع الملكة
وفقا للكتاب فإن مقابلة ميغان ماركل مع الملكة إليزابيث الثانية قد خيم عليها بعض التوتر والقلق من جانب الأمير هاري، لأنه كان يخشى أن تقابل ميغان بالرفض من قبل عائلته وخاصة جدته الملكة التي يحبها كثيرا، بسبب أصول ميغان الإفريقية إلا أن مصدر من داخل القصر، ادعى أن الملكة لم تكن على علم في البداية-أو حتى تلاحظ- حقيقة أن ميغان من أصول مختلطة لأنه ببساطة لم يتم إعلامها بذلك خلال الفترة الوجيزة التي سبقت لقائها في موعد شاي في قصر باكنغهام مع ميغان ماركل، كما كان من المفترض أن يحدث، ذكر المصدر أيضا أن الملكة شعرت بدهشة من قلق وتوتر هاري من رفض العائلة المالكة لها بسبب أصولها الإفريقية.
أما ردة فعل الملكة عندما علمت برغبة هاري في الزواج من ميغان، فلقد تحدث الكتاب عن أن الملكة قد استقبلت الأنباء بالكثير من مشاعر الارتياح والسعادة، لأن هاري قد عثر أخيرا على شريكة لحياته، كما اعتقدت أيضا أن ميغان تتمتع بصفات ومميزات تجعلها إضافة جيدة للغاية للعائلة المالكة، تتضمن شخصيتها القوية الواثقة، وأصولها الإفريقية التي تجعلها خيار مثالي للعمل جنبا إلى جنب مع هاري كممثلي للعائلة المالكة في برنامج شباب الكومنولث الذي أسسته الملكة.
كيف استقبل تشارلز الثالث والأمير وليام إعلان الأمير هاري عن رغبته في الزواج من ميغان ماركل
وفقا للكتاب فإن الأمير وليام، وعلى العكس من الملكة، استقبل إعلان الأمير هاري عن رغبته في الزواج من ميغان ماركل، بالكثير من القلق، لاعتقاده أن الأمير هاري قد تسرع كثيرا في قراره ذلك، وحاول إثنائه عن الأمر، وتحدث الكتاب عن أن الأمير وليام قد قال للأمير هاري محاولا إقناعه بالتراجع عن قراره بالزواج من ميغان: "عليك أن تعيد التفكير مرة أخرى يا هنري (الاسم الحقيقي للأمير هاري)، إنها في النهاية، ممثلة أمريكية، كل شيء يمكن أن يحدث"، وهو التعليق الذي أغضب الأمير هاري وزاده تمسكا بميغان، كما ذكر الكتاب.
الكتاب تحدث أيضا عن أن الأمور لم تسر أيضا على ما يرام عندما أخبر والده تشارلز الثالث، اعتزامه الزواج من ميغان، فخلال حواره مع والده بخصوص ذلك الشأن، والذي كان في حضور شقيقه الأكبر وليام، سأله والده قائلا: "هل أنت واثق أنك تريد القيام بذلك يا هنري؟"، وعندما أجابه بالإيجاب، وأجابه تشارلز الثالث قائلا إنه لن يستطيع تحمل نفقات ميغان ماركل في المستقبل إلى جانب تحمله لنفقات الأمير وليام وعائلته، ووفقا للكتاب فإن الأمير هاري صدم من ذلك التعليق، وأصبح على قناعة منذ ذلك الحين بأن عائلته لا تنوي الترحيب بميغان كفرد في العائلة.
توتر في القصر خلال الأشهر القليلة التي سبقت زفاف هاري وميغان
وفقا للكتاب فإن الأمور سارت من سيء إلى أسوأ خلال الأشهر التي سبقت حفل الزفاف بسبب صعوبة تأقلم واندماج ميغان مع عائلة زوجها المستقبلي وقتها، بما في ذلك كاثرين أميرة ويلز Catherine, Princess of Wales والتي كانت وقتها حامل في طفلها الثاني حيث تحدث الكتاب عن أن ميغان اعتبرت كاثرين متعالية أكثر مما يجب، في حين اعتبر الأمير وليام ميغان، تفتقر إلى الذوق واللياقة وهو ما قاله صراحة للأمير هاري، مما تسبب في المزيد من المشادات بين وليام وهاري والتي تابعها بقلق والدهما، وتابعتها بخيبة أمل جدتهما.
قرار الأمير هاري وميغان الانسحاب من الحياة الملكية وتبعات ذلك القرار
وفقا للكتاب فإن الأمر ازداد سوء بالنسبة لهاري وميغان بعد زواجهما، وبعد أشهر قليلة من الزواج، بدا وكأن ميغان قد فقدت كل ثقتها في قدرتها على أن تكون جزء من العائلة المالكة البريطانية، والعمل جنبا إلى جنب مع بقية الأفراد الرئيسيين في العائلة المالكة، وفي النهاية قرر الاثنان الانسحاب من الحياة الملكية وأصدرا إعلان مفاجئ بخصوص ذلك الشأن، دون استشارة القصر أو حتى الملكة أو تشارلز الثالث والأمير وليام، وتسبب إعلان الأمير هاري في زيادة حدة الخلاف بين هاري والعائلة المالكة، خاصة بعد أن انتقد هاري وميغان العائلة المالكة أمام وسائل الإعلام.
وفقا للكتاب فإن واحدة من أهم تبعات إعلان هاري من جانب واحد، انسحابه من الحياة الملكية، هو فقدانه الفوري للدعم المادي المقدم له من عائلته، وتحدث الكتاب عن أن هاري قد أرسل عدة خطابات يطلب فيها من والده أن يقدم له دعم مالي لمساعدته وأسرته على بدء حياتهم الجديدة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وتحدث معه في عدة مكالمات هاتفية بخصوص ذلك الشأن وألح عليه في ذلك، مما جعل تشارلز الثالث يقرر التوقف عن الرد عن مكالمات هاري.
الكتاب تحدث أيضا عن أن الأمير هاري داوم على الاتصال بجدته الملكة من كاليفورنيا وتحدث معها في الجزء الأكبر من المكالمات التي جمعت بينهما خلال تلك الفترة عن استيائه من المعاملة السيئة التي تلقاها وزوجته من القصر وعن شعوره بأن عائلته قد خذلته ولم تقف بجواره، ويقول الكتاب إن الملكة سئمت بمرور الوقت من شكوى هاري، وأصبحت على قناعة أيضا بـأن حب هاري لزوجته جعله لا يتصرف بعقلانية أو يتخذ الخيارات الصائبة، ويقول الكتاب إنه بحلول الوقت الذي توفيت فيه الملكة، في سبتمبر ٢٠٢٢، كان الأمير هاري قد فقد غالبية داعميه في العائلة المالكة، ولم يعد هناك أمل في عودته وزوجته ليصبحا مرة أخرى جزء من العائلة المالكة البريطانية، بالرغم من محاولات القصر إقناع الرأي العام بخلاف ذلك، وتضمنت هذه المحاولات ظهور الأمير وليام وزوجته والأمير هاري وزوجته، أمام قلعة وندسور معا، بعد أيام قليلة من وفاة الملكة.
عودة الرباعي المذهل للظهور معا مرة واحدة أخيرة قبل جنازة الملكة
الكتاب تحدث أيضا وبالمزيد من التفصيل، عن ظهور الأمير وليام وزوجته كاثرين أميرة ويلز إلى جانب الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل دوقة ساسيكس أو الرباعي المذهل كما أطلقت عليهم وسائل إعلام بريطانية في الماضي، معا أمام قلعة وندسور بعد أيام قليلة من وفاة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، لتحية الحشود التي وقفت أمام قلعة وندسور (وهي مقر الإقامة الرسمي للملكة إليزابيث الثانية في السنوات الأخيرة من حياتها)، حدادا على الملكة الراحلة، ووفقا للكتاب فإن ظهور أربعتهم معا لم يكن بداية لمصالحة أو حتى هدنة مؤقتة بين الأمير هاري وزوجته والأمير وليام وزوجته وإنما كان مجرد تظاهر بذلك، بناء على توجيهات من الملك تشارلز الثالث لابنه الأكبر الأمير وليام، بسبب رغبة الملك في إعطاء انطباع عام بوحدة وتماسك العائلة المالكة البريطانية، في أعقاب وفاة الملكة، ووفقا للكتاب فإن كاثرين أميرة ويلز، اعترفت لأحد المقربين إليها بأن السير بجوار هاري وميغان في ذلك الوقت أمام قلعة وندسور "كان واحد من أكثر الأشياء صعوبة بالنسبة لها"، ووفقا لمؤلف الكتاب روبرت جوبسون فإن الأمير هاري وميغان شعرا بالأمر ذاته.