الحب والسلام والمسامحة

الحب والسلام والمسامحة

جويل مردنيان
18 مايو 2023

أتذكر أنني حين كنت طفلة، كنت دائما أفكر فيمن ليس لديهم ما يكفي من الطعام أو التدفئة أو الملابس التي تقي من البرد، أو فيمن هم بلا منزل، أو في الحالة الأسوأ على الإطلاق أي من كان بلا والدين. في تلك اللحظات، كنت أشعر حقا بأنني أعيش في نعمة وبركة.

عشت وأنا أقدّر قيمة كل شيء في حياتي، وحين بلغت سن المراهقة بدأت أتطوع لأساعد الآخرين بشكل أساسي من خلال جمع التبرعات في المدرسة للنشاطات الخيرية.

اليوم أنا محظوظة بأنني أساهم في نشر الحب، والسلام، والمسامحة، ولأقدّم دعمي من دون توقع أي شيء بالمقابل، والأهم أن أكون قدوة في الإنسانية وأشجّع غيري على أن يسلك هذا السبيل.

ذات مرة اصطحبــــــت معي إحـــدى صديقاتي لزيارة مخيم للاجئين، فعادت وهي متأثرة جدا ومتعبة ومرهقة من قوّة الحب الذي بذلته أثناء وجودها في المخيم، وهي تلعب مع الأطفال، وتتحدث إلى الأمهات. وعادت مندهشة بمدى السعادة التي بدت على وجوه الأطفال، وبمدى قوّة الأمهات اللواتي يحافظن على تماسك عائلاتهن بفعل الصمود والقوة والأمل.

علينا جميعا أن نفكّر في الآخرين وفيمن هم أقل حظا، كي ندرك النعمة التي نعيش فيها ونعرف كم يجب أن نكون ممتنين. حينها، سنفهم أن بعض الأشياء التي تحزننا وتزعجنا وتقلقنا بلا معنى وتافهة، عند مقارنتها بالمشكلات الحقيقية التي يواجهها الآخرون.

ترعرعت مع والدين ذكّراني دوما بأنني محظوظة وبأن كثيرين غيري لا يملكون ما أملكه، على الرغم من أنه كان لدي خلال نشأتي أقل بكثير مما لدي اليوم.

أنا ممتنة للطريقة التي ربّياني فيها، والآن أنا أزرع بذور الإنسانية في أولادي.

كنت دائما متّزنة وثابتة القدمين، وسأكون دائما متّزنة وثابتة القدمين، لأنني أعرف كيف أكون شاكرة على كل ما أملكه اليوم.

Credits

    جويل مردنيان joelle mardinian

    إعلامية وخبيرة تجميل