الفنان جوني إيشو في جلسة تصوير حصرية لـ "هي": هدفي هوبناء إرث موسيقي يعبر عبر الأجيال
الفنان جوني إيشو أو كما يعرف بـ J.Esho، جعل من الموسيقى موطنًا له بعد أن ترعرع مابين أوتار الموسيقى التي يعزفها والده، وكلمات الأغاني التي لامست قلبه بصوت والدته. تعود أصول الفنان جوني إلى الجمهورية السورية، بعد أن اضطرت أسرته للذهاب إلى كندا، أتخذ من الموسيقى أرضًا ومن الفن إنتماء. في جلسة تصوير حصرية لـ "هي"، تعرفنا أكثر على تفاصيل رحلة جوني إيشو الفنية من البداية وحتى أصبح نجمًا محققًا لحلم والده الذي قدم عبّد له الطريق وأخذ بيده نحو النجاح.
عرفنا بنفسك ؟
أنا جوني إيشو، المعروف فنيًا بـ " J.Esho". مغني، موزع، ملحن ،عازف على آلات موسيقى متعددة وآلتي الرئيسية هي الغيتار. أنحدر من الحضارة الآشورية الممتدة لآلاف السنين عبر التاريخ. ولدت في بلدة تل تمر في سوريا وترعرت في عائلة موسيقية، حيث والدي كان يعزف في فرقة موسيقة ووالدتي كانت المغنية الرئيسية فيها، مما أثر بي وزرع في داخلي حب الموسيقى منذ الصغر. انتقلت للعيش في كندا منذ عمر الثالثة عشر ولا زلت أقيم و أمارس مهنتي الفنية في مدينة لندن الكندية.
ماذا تعني لك الموسيقى؟
قد يبدو هذا الجواب تقليدًا و مكررًا، ولكن في الحقيقة الموسيقى تعني لي كل شيء، أعني ذلك بكل ماتحمله الجملة من حرف. أنا أعيش في الموسيقى، أتنفس الموسيقى، وأنا أخطط كل حياتي تبعًا للموسيقى. لقد صقلت الموسيقى شخصيتي، علمتني كيف أتواصل مع الناس، سواءً كانوا حولي أو في بقعة جغرافية مختلفة دون حديث أو كلمات. بالاضافة إلى ذلك، اعتبر الموسيقى المنقذ لي، على سبيل المثال، كمراهق قد ترك بيته وأصدقائه ومدرسته وهاجر إلى بلدٍ جديد وحضارة مختلفة، كانت الموسيقى هي الصديق المنقذ الذي ساعدني على التكييف مع المجتمع الجديد.
ما هي قصة دخولك الى الموسيقى ؟
كما ذكرت مسبقًا أني قدت ولدت في عائلة موسيقى، إي أن الموسيقى قد احتضنتي منذ ان كنت صغيرًا في السن. في عيد ميلادي الثالث، كانت هديتي لعبة على شكل غيتار، وقد كنت مذهولًا بكونها تحديدًا غيتار أكثر من مجرد لعبة. أردت أن اعزف كما يعزف والدي. لقد كان ذلك كفيلًا ان يشعل في داخلي شغف الموسيقى. في عمر السابعة بدأت تعلم العزف على الغيتار باحترافية، وفي عمر الثانية عشر وفي أستوديو التسجيل الخاص بوالدي، حاولت تأليف وتوزيع وتسجيل أول أغنية موسيقية لي وكان ذلك حجر الاساس في مشواري الموسيقي.
ما هي أبرز النجاحات التي حققتها في هذا العالم الموسيقى؟
كفنان متمرس، قد قدمت العديد من الأغاني التي أثارت الاهتمام الطفيف ووضعت لي قاعدة لرحلتي الفنية. ومع ذلك، فإنني الآن أجد نفسي في لحظة حاسمة في مسيرتي المهنية بكامل حماسة. تمكّنت كفنان من دمج اللغات المختلفة والأنماط الموسيقية المتنوعة في أغنية واحدة تحديدا ما يعرف بال "mashup".
هذا المزيج المبتكر أحدث تأثيراً عميقاً لدى الجماهير، حيث أسرت قلوبهم و حركت مشاعرهم وأثارت الحماس لديهم. راقبت ردود الفعل والتفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، وأدركت أن هذا الاندماج الثقافي من خلال الموسيقى يشكل قوة جامحة تتخطى الحدود وتعزز التواصل بين الناس في جميع أنحاء العالم. إنها بمثابة دليل على لغة الموسيقى العالمية، وتوضح قدرتها على تجاوز الفجوات الثقافية وتشكيل شعور مشترك بالانتماء. إنني متحمس للغاية للشروع في هذا الفصل الجديد من رحلتي الفنية، حيث أكرس جهودي لخلق تجارب موسيقية متناغمة تجمع الناس معاً وتحتفل بنسيجنا العالمي المتنوع.
حديثنا عن أبرز الصعوبات التي واجهتها في بدايتك؟
لقد واجهت تحديات عديدة في رحلتي الفنية بعد هجرتي إلى كندا مع عائلتي. لقد كانت مهمة شاقة بلا شك أن أتكيف مع لغة وثقافة جديدة، خاصةً مع القيود المالية التي واجهناها. كوننا مهاجرين إلى بلد جديد، كنا عائلة متواضعة ولم نمتلك الوسائل اللازمة لشراء آلات موسيقية، مما صعّب علي متابعة شغفي. ومع ذلك، فإن الدعم الثابت من عائلتي، ولا سيما والدي، كان نقطة ضوء في طريقي. على الرغم من العمل الشاق، أخذ والدي بإخلاص ساعات إضافية في العمل وحتى وقع في ديون لشراء غيتار مستعمل، آلة الاورغ وحاسوب شخصي لي لأتمكن من مواصلة العزف و التعلم. هذه التضحيات هي التي أمنت لي استمراري بممارسة العزف و متابعة أحلامي في كندا. أنا مدين إلى والدي إلى الأبد لتفانيه وإيمانه بموهبتي. تضحيته كانت حافزًا قويًا، وأشعلت رغبتي في استغلال هذه الفرصة وملاحقة تطلعاتي الموسيقية. من خلال الثبات والعمل الجاد، تمكنت من تجاوز العقبات ونحت طريقي كفنان، معتنقًا التأثيرات الثقافية المتنوعة والتجارب التي شكلت هويتي الفنية. لقد علمتني هذه الرحلة قيمة الصمود والحنكة وقوة الموسيقى. أنا ممتن بشكل كبير للدعم والفرص التي ساهمت في دفعي قدمًا، وأتطلع بشغف إلى مواصلة هذه المغامرة الموسيقية.
ما الذي تسعى إليه من خلال الموسيقى ؟
هدفي الأساسي في عالم صناعة الموسيقى الدولية هو إيجاد تجارب مشتركة عبر الموسيقى، تتخطى حدود الزمان والمكان، وتعزّز الروابط بين البشر. أسعى إلى توحيد وتقريب الثقافات المختلفة في الموسيقى التي أقدمها، بهدف ترك أثر على الأرض وتذكر الناس إسمي كواحد من أعظم الفنانين على الإطلاق. أعتقد أن الموسيقى لديها قوة سحرية تعبر عن المشاعر العميقة وتعبّر عن روح الإنسانية، فهي لغة عالمية لا تحتاج إلى إي ترجمة، فالموسيقى ترسم الابتسامة على وجوه الجميع وتجمعهم بغض النظر عن جنسياتهم وثقافاتهم المختلفة. هدفي هو بناء إرث موسيقي يعبر عبر الأجيال، يستمر في إلهام الناس ويخلق تواصلًا عميقًا وجسورًا تجمع بين القلوب، محافظًا في الوقت نفسه على تاريخي الفني ومساهمتي في إثراء المشهد الثقافي الموسيقي.
أذكر لنا موقف لا ينسى في بداياتك ؟
عندما بدأت مسيرتي الموسيقية كمراهق، لقد كنت منطويًا و لم أكن اجتماعيًا كثيرًا في المدرسة، وكانت اللغة الإنجليزية صعبة بعض الشيء بالنسبة لي، مما جعل التواصل مع أصدقائي في المدرسة صعبًا. ولكن في إحدى الأيام، علم أحد معلمي أنني موسيقي، وقام بتنظيم عرض صغير يستمر لمدة ساعتين في صالة الألعاب الرياضية في المدرسة دون أن يخبرني عنه. أتذكر ذلك اليوم، عندما دقت الأجراس الساعة 12 ظهرًا وتم نقل الجميع إلى صالة الألعاب الرياضية في المدرسة، وأخذني المعلم هناك وأخبرني أن أصعد إلى المسرح. سردت خطواتي على المسرح ورأيت هناك غيتارًا، وقال لي أن أبدأ العزف أمام جميع الطلاب. لذا أمسكت بالغيتار وبدأت في عزف المقطوعات الموسيقية، وانبهر الجميع بما قدمته وأحبوه. لم يتوقعوا ذلك من طالب هادئ منطوي على نفسه. بعد ذلك، أصبح الجميع أصدقائي في المدرسة وأصبحت شخصية شهيرة بفضل عزفي الاحترافي في ذلك العمر. حتى أن المعلمين بدأوا يطلبون توقيعي وقالوا إنني سأصبح نجمًا كبيرًا في يوم من الأيام. هذا الدعم المعنوي لم يكسبني الثقة بنفسي فحسب، بل زاد من إصراري على مواصلة السعي نحو مسيرة موسيقية، وترك بصمة لا تنسى في رحلتي كفنان.
ما هي الأغنية الاقرب الى قلبك و لماذا اخترتها؟
لدي العديد من الأغاني المفضلة، ولكن الأغنية التي أثرت بشكل خاص على قلبي وتميّزت في نظري هي "STAY" من تتر فيلم "Interstellar"، والتي تم تلحينها من قبل أحد الملحنين المفضلين لدي، هانس زيمر. تحمل هذه التلحينة الكثير لي، إذ تذكرني بوالدي الذي بذل جهودًا كبيرة لكي يرى إبنه يحقق أحلامه في الواقع. الموسيقى في ذلك الفيلم أُنتجت بواسطة هانس وكأنه يكتب موسيقى عن حبه لإبنه. يتصل هذا بي بعدة طرق، تمامًا كما ترك والدي وطنه وتوقف عن ممارسة الموسيقى أو تحقيق أحلامه لأنه كان مضطرًا للتضحية بوقته والعمل في وظيفة عادية لكي يستطيع توفير الحياة لنا آمنة ومنزل. لذا، الآن أحمل هذا معي وأنا هنا لأتحمل وأكمل رحلة والدي كفنان يجمع العالم من خلال موسيقاه.
ما الذي يميز أعمالك الفنية؟
ما يميز موسيقاي ويجعلها مختلفة ومميزة عن الآخرين هو أنني دائمًا استمع وأتعلم العديد من أنواع الموسيقى لأطور من معرفتي الموسيقية حيث أنني أؤمن أن الانسان لا يمكن أن يتوقف عن التعلم، و هذا ما يجلعني أتمكن من تعلم كيف أدمج أنماطًا مختلفة من الموسيقى مع بعضها البعض. بالإضافة إلى ذلك، أعزف العديد من الآلات وألحن أغاني خاصة بي، مما يعني أن إبداعي لا يعرف حدودًا، يمكنني تأليف أي شيء أرغب فيه في غضون دقائق. أحوّل لحظاتٍ احتفظت بها في حياتي إلى موسيقى تسمعونها، كل ما تسمعونه مني هي لحظات عشتها و شهدتها في حياتي. وهذا ما يجعل موسيقاي ترتبط بالمستمعين، لأنني واثق من أنكم قد عشتم لحظات مماثلة. صنع موسيقى صوتية دولية أثناء الغناء بثلاثة أو أربع لغات مختلفة في أغنية واحدة، يمكن أن يجمع بين الكثير من الناس وهذا ما يجعل موسيقاي مميزة عن غيرها.