رائدة الأعمال عبير دهلوي في حديث خاص لـ "هي" حول رحلة تأسيسها لـ 3 مشاريع فنية وثقافية
مركز ميوز للفنون والثقافة والترفيه و"نادي العود" و"نادي الدراما".. 3 مشاريع فنية وثقافية بدأت بأحلام وتحولت إلى واقع.. بفضل شغف واجتهاد رائدة الأعمال السعودية "عبير دهلوي" كمالكة ومؤسِسة لهذه المشاريع الريادية، وطموحها لأن تكون إحدى الشخصيات المُساهمة في المشهد الثقافي الفني السعودي والذي يعد من أجمل المشاهد في مسيرة رؤية 2030.. للتعرف على رحلة تأسيس هذه المشاريع الفنية الثقافية المتميزة ولإلقاء الضوء حول هذه المسيرة المُلهمة المليئة بالإنجازات والنجاحات والتجارب، التقت "هي" برائدة الأعمال السعودية "عبير دهلوي" في حديث خاص، وكان لنا معها هذا الحوار الممتع والشيَق:
عرفينا عن نفسكِ.
عبير عبدالرحمن دهلوي، عمري 42 سنة، من مدينة جدة، حاصلة على بكالوريوس أحياء دقيقة من جامعة الملك عبدالعزيز بمرتبة الشرف، وأقوم حاليا بتحضير الماجستير في إدارة الاعمال من كلية جدة العالمية.
أعشق التحديات والتجارب الجديدة.. أتجنب الروتين القاتل وهذا ما دفعني الى تغيير مساري المهني من إدارة المدارس وقيادتها إلى خوض تجربة ريادة الأعمال .
شغوفة بالقراءة (3 كتب كل شهر) وأنقل خبرتي مع كل كتاب عن طريق فيديو تشويقي أشاركه مع الآخرين عبر قناتي في اليوتيوب (مكتبة عبير الثقافية) .
طفولتي جميلة.. مراهقتي صامتة.. نضوجي مليء بالتجارب التي أفخر بأني فشلت في بعضها لأنها كانت بداية الانطلاقة لنجاحات كثيرة.. الحمدالله .
حدثينا عن أهم وأبرز المحطات خلال مشواركِ العملي.
كوني تخرجت من كلية علمية وبالأخص تخصص عملي في المختبرات الطبية فلقد عملت جاهدة للحصول على وظيفة في أحد مختبرات المستشفيات الراقية بجدة كون مجال دراستي كان يترجم شغفي بمادة الاحياء والمجاهر والمختبرات، فتدربت في مستشفى الملك فهد العام لمدة عام ونصف وتنقلت بين كل الأقسام في المختبر انتهاءً ببنك الدم، ولظروف المجتمع في ذلك الوقت لم أتمكن من إكمال طريقي في ذلك المجال .
وفي إطار رغبتي في الإتجاه إلى الملاذ الآمن لكل الفتيات (المدارس) تقدمت بشهادتي وتقديري الممتاز إلى المدرسة القريبة من منزلي لأعمل فيها كجليسة في الحضانة بوظيفة متواضعة وراتب متواضع بدون أي اعتراض، ليتم ترقيتي في العام الذي يليه إلى مشرفة قسم، وانتقلت بمسمى وكيلة إلى مدرسة أخرى، وبعد 3 سنوات كمديرة في مدرسة أخرى (جسر التعليم العالمية) والتي أفتخر بأني قمت بتأسيسها من الصفر لينتهي مشواري فيها بعد 5 سنوات .
خلال الثلاث السنوات التي تلتها عملت جاهدة على تحقيق حلمي الصغير الذي كبر مع الأيام والسنين وبدأت مشروعي الخاص، إلى ان قامت وزارة التعليم باستقطابي مرة أخرى كمديرة مدرسة لإحدى المدارس الكبرى بجدة، ولأن مشروعي الصغير بدأ يكبر ويحتاج إلى تفرغ مني قررت ترك العمل في المدرسة الأخيرة بعد عام، لأهب كل وقتي وجهدي وطاقتي لهذا المشروع .
كيف بدأ شغفكِ بالفنون والثقافة؟
بدأ بالصدفة البحتة.. بدأت أحلم وأنا على كرسي الإدارة في المدرسة.. وأتساءل عن الخطوة القادمة؟ ما هو الإنجاز القادم يا عبير؟ ماذا بعد لقب مديرة مدرسة؟ كل تلك التساؤلات اجابت عليها بنود الرؤية 2030..
وبالذات برنامج جودة الحياة الذي ألهمني كثيرا لأن أكون عضو فعال في هذا المجتمع، وأغراني توجه المملكة الريادي في مجالات الفنون والثقافة بالتحديد، فطورت بعض مهاراتي الفنية، تعلمت العزف على آلة العود، وصقلت بعض مهارات التمثيل وشاركت في بعض المشاهد، وقدمت العديد من ورش العمل ونظمت الكثير من الفعاليات الترفيهية الثقافية الراقية، لأتمكن والحمدالله من دعم الكثير من المواهب الشابة والشغوفين والطموحين لإظهار ذلك الجانب الجميل من الحياة .
حدثينا عن فكرة تأسيس مركز "ميوز" وأهدافه، وماهي الرسالة التي يحملها المركز؟
مركز ميوز ذلك الحلم الصغير.. انطلقت فكرته كما ذكرت مع بواكير انطلاق الرؤية.. بدأت بتنظيم الأمسيات الراقية مرة شهريا لأتفاجأ بتعطش الجمهور لمثل هذه الأنشطة، الأمر الذي شجعني لأتوسع وأبدأ بتفعيل أنشطة مختلفة تخدم قطاع الفنون والثقافة الترفيه .
مركز ميوز مركز فني، ثقافي، ترفيهي.. مصمم لكل العائلة.. منصة لإحتضان المواهب وأصحاب الشغف في هذه المجالات الثلاثة، يخدم شريحة كبيرة في جدة من سن 15 سنة فما فوق .
ومن أهم أهدافه هي إتاحة الفرصة لجميع الأشخاص بدون قيد أو شرط لممارسة الهوايات والشغف، لتجديد الطاقة والانطلاق، للبحث واكتشاف لكل ما هو جديد، لتقديم خدمة مجتمعية راقية برسوم رمزية في متناول الجميع (مع العلم بأنه توجد لدينا الكثير من المبادرات المجانية).
رسالة ميوز (أن يصبح هذا المركز هو المنصة الأولى على مستوى المملكة في احتضان المواهب).. رسالة ملهمة وصعبة في نفس الوقت، ولكن عندما انظر خلفي وأشاهد كل الدعم من عائلتي وبلدي وأتذكر مقولة سمو الأمير محمد بن سلمان (همة الشعب السعودي مثل جبال طويق ...) تلمع هذه الرسالة في نظري وأسعى لتحقيقها.
كيف تجدين إقبال الشباب والفتيات على تعلم الموسيقى؟ وماهي الآلات الموسيقية المفضلة بالنسبة لهم؟
الإقبال كان مبهرا في البدايات، على جميع الآلات بلا استثناء ابتداءً بآلة العود وهي المفضلة لدى الجميع، وانتهاءً بأكثر الآلات صعوبة وتعقيدا آلة الكمان .
شعور جميل جدا بأن تستمع إلى عزف أصغر طالبة كانت لدينا بعمر 6 سنوات والتي انضمت لصف لتعليم البيانو، وشاركت بالعزف امام الجمهور في إحدى فعالياتنا الموسيقية.. لكم أن تتخيلوا الأثر الذي تركته هذه التجربة في نفسية هذه الطفلة.. هنا تكمن رسالة وهدف مركز ميوز .
كان لمركز ميوز العديد من المبادرات الثقافية والشراكات المجتمعية.. حدثينا عن أبرز هذه المبادرات؟
بكل فخر شاركنا في العديد من الفعاليات المجتمعية وبدون مقابل لنخدم هدف ورسالة المركز، ومن أبرزها :
- مشاركتنا في عدة فعاليات احتفالية للغرفة التجارية بجدة .
- قدمنا ملف ترفيهي متكامل لإدارة موسم جدة العام الماضي .
- قدمت شخصيا وعلى مدار سنتين برنامج مجاني (كيف نبدأ حياتنا المهنية؟) يستهدف الطلاب ورواد الاعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة .
- قدمنا عروض مخفضة للطلاب على دروس الموسيقى .
- شاركنا وبشكل فعال مع هيئة المسرح والفنون الادائية لتقديم عدة مسرحيات مثَل فيها موهوبين حصلوا على تدريبهم لدينا في نادي الدراما (أحد مشاريع مركز ميوز) .
ماهي أبرز التحديات والصعوبات التي واجهتكم في مركز "ميوز"؟
مثل أي مجال جديد في المجتمع يواجه صعوبات في التقبل من الناس.. ضعف الثقافة والوعي لدى الجمهور شكل أحيانا حائط صد.. لكن الحمدالله تم التغلب عليها بتكثيف اللقاءات الثقافية والإستعانة بخبراء من المجال .
العود تلك الآلة الموسيقية الراقية.. حدثينا عن رحلة تأسيس "نادي العود"؟
أجمل سؤال شكرا لكم.. لأن مشروع نادي العود هو الأحب والأقرب إلى قلبي بعد ميوز وهو أحد المشاريع المتفرعة من المشروع الرئيسي والذي أفخر فيه كونه فريد من نوعه حيث لا توجد فكرة مشابهه له في المملكة حاليا.. انطلق المشروع من رغبتنا وحرصنا على احتضان كل المواهب التي قمنا بتدريسها على آلة العود في المركز ورغبتنا في استمرارهم وتقديمهم للمجتمع الفني وتمكينهم لخوض تجاربهم الفنية والأدائية، حيث وفرنا لهم هذا النادي حتى يتمكنوا من تبادل الخبرات، تعلم تقنيات جديدة، مواجهة الجمهور من خلال المشاركة في حفلات وأمسيات طربية.. والحمد لله أصبح نادي العود الآن كيان منفصل بسجل تجاري وعلامة تجارية مسجلة وبكل فخر واعتزاز يرعى المشروع الآن الكثير من الأمسيات الطربية في أماكن مختلفة.
تنوعت خبراتكِ الفنية والثقافية.. فأسستي مركز ميوز وكذلك نادي العود ونادي الدراما.. كيف تمكنتي من إدارة عدة أعمال في الوقت نفسه؟
توفيق من الله ولا أنسب لنفسي شيء قبل ذلك.. دعوات الوالدين ودعمهما.. قدم والدي لي المبنى لأسس فيه أول احلامي.. ثقة وولاء شركائي.. فلولاهم بعد الله ماكنت لأتمكن من إدارة هذه المشاريع وبإتزان ليأخذ كل مشروع حقه من الإنتشار وتحقيق الأهداف .
ماهي الرسالة التي توجهينها لرائدات الأعمال السعوديات؟
حان الوقت.. إن كانت السنوات السابقة قامعة لنا ومُظلمة إلا أنها الآن تُنير بربيع مشرق وزاهر ..
انتنَ تحت ظل دولة معطاءة.. تؤمن بكل ما هو مستحيل.. استغللنَ هذه الفرص وكنَ ذكيات في اختيار المشاريع.. تسلحنَ بالطموح والشغف واجعلوه المحرك الأساسي لكنَ.. أدخلنَ كل ما هو جديد لسوق العمل وكنَ جريئات لا تستسلمنَ .. واحملنَ معكنَ في هذا الطريق الطويل أصدقاء أوفياء ليرعينكنَ في هذه المسيرة الطويلة والشاقة مع الكثير من الصبر .
ماهي نصائحكِ للموهوبات السعوديات الراغبات في تنمية مواهبهن الموسيقية؟
الشغف والموهبة نعمة من الله.. وكل نعمة واجب علينا شكرها.. ومن باب شكر هذه النعمة أنصحكم بتنمية هذا الشغف.. واعملوا بمقولة (اعرف كل شيء عن شيء ، واعرف شيء عن كل شيء) لا تغلقوا الأبواب عند أول إخفاق.. أنا وزملائي أصحاب المراكز الثقافية ننتظركم لإظهار إبداعكم اللامتناهي.. آمنوا بهذه المواهب طوروها لتصبحوا فيما بعد سفراء لها .
كيف تقيمين المشهد الثقافي الفني السعودي خلال السنوات الأخيرة؟ وما هي تطلعاتكِ المستقبلية حول ذلك؟
من أجمل المشاهد في مسيرة هذه الرؤية 2030.. الحراك الثقافي الفعال على جميع الأصعدة مدعاة للفخر والاعتزاز.. فعلى سبيل المثال المعرض الفني الثقافي (بينالي الفنون الإسلامية) الذي أقيم على مدار أربعة اشهر، كل الخدمات الثقافية والفنية التي زخر بها وبشكل مجاني للجمهور، ليصبح مزارا للقاصدين من داخل وخارج جدة وحتى الرؤساء والملوك.. ماذا أصف اكثر من ذلك؟..
أتمنى أن تتحرك عجلة الزمن سريعا لأشهد افتتاح الاكاديميات الفنية والثقافية الأولى بالمملكة.. دور الاوبرا والمسارح.. المكتبات العامة، اشاهد مادة الموسيقى في جداول اختبارات الطلاب في المدارس، مسابقات ومهرجانات المسرح المدرسي على مستوى المملكة.. قريبا ان شاء الله .
ماهي طموحاتكِ المستقبلية؟
أطمح لأن يكون لمركز ميوز فروع متعددة حول المملكة.. وأن أتمكن من الوصول إلى كل موهوب وموهوبة.
تبقت سبع سنوات على قطف أولى ثمار الرؤية.. سعيدة لأني شاركت وساهمت ولو بجزء بسيط فيها وسيكون لي نصيب من هذه الثمار.
كلمة أخيرة..
أتمنى أن أكون بهذه الكلمات قد أثرت ولو بشكل بسيط على من كل رواد الأعمال والشغوفين والموهوبين .. وانتهز الفرصة لأقدم جزيل شكري وامتناني لوالدي.. صديقي وشريكي أ. أحمد المندوه.. صديقتي وشريكتي أ. سارة أحمد.. وباقي شركاء النجاح الذين لولاهم بعد الله ما ذقت طعم وحلاوة هذا الإنجاز.. والقادم مذهل أكثر .
وأخيرا ..
أشكر القائمين على مجلة "هي" لإتاحة فرصة مشاركتي معكم هذا الإنجاز والنجاح والتجارب.
حساب مركز ميوز Muse على الانستجرام .
https://www.instagram.com/muse.saudi
الصور تم استلامها من قِبل رائدة الأعمال "عبير دهلوي".