تعرفي على قصة بداية حكم عائلة برنادوت للسويد
على العكس من الاعتقاد الشائع، فإن أفراد العائلات الملكية الأوروبية، نادرا ما يستخدم ألقابهم الملكية في غير المناسبات الرسمية الهامة، خاصة الأفراد غير الرئيسيين منهم، وعادة ما يستخدمون أسمائهم المجردة أو أسمائهم الأولى إلى جانب أسماء عائلاتهم في تعاملاتهم اليومية العادية، كما اعتادت أن تفعل الأميرة مادلين Princess Madeleine، وهي الابنة الصغرى للملك كارل السادس عشر غوستاف ملك السويد، حيث عادة ما تستخدم اسم مادلين برنادوت Bernadotte، وليس الأميرة مادلين، في معظم الوقت، بالرغم من أنها لا تزال تقوم بمهمات رسمية بالنيابة عن العائلة المالكة السويدية، من حين لآخر، حتى أنها اختارت أن يوضع على اسم كتابها الشهير Stella och hemligheten أو "ستيلا والسر" Stella and the Secret (وهو قصة أطفال قامت بكتابتها لدعم مؤسسة World Childhood Foundation الخيرية التي أسستها والدتها الملكة سيلفيا Queen Silvia في عام 1999) اسم مادلين برنادوت وليس الأميرة مادلين، وبرنادوت هو اسم العائلة النبيلة التي تحكم السويد وينتمي إليها جميع أفراد العائلة المالكة السويدية الحالية.
كيف بدأ حكم عائلة برنادوت للسويد
بدأ حكم عائلة برنادوت لمملكة السويد لأول مرة في عام 1818 بوصول الملك كارل الرابع عشر يوهان King Karl XIV Johan والمعروف أيضا باسم تشارلز الرابع عشر جون King Charles XIV John، إلى عرش السويد، وكان أيضا في ذلك الوقت ملكا للنرويج، وقبل ذلك كان أمير بونتيكورفو في جنوب إيطاليا (خلال الفترة ما بين عامي 1806، 1810)، وولد الملك كارل الرابع عشر يوهان في يوم 26 يناير 1763 في فرنسا، باسم جان برنادوت Jean Bernadotte، وفي عام 1810، تم اختياره بشكل غير متوقع وريثا لملك السويد تشارلز الثالث عشر King Charles XIII of Sweden بينما كان يستعد لدوره الجديد كحاكم لروما.
الملك تشارلز الثالث عشر ينتمي إلى الفرع السويدي من عائلة هولشتاين جوتورب House of Holstein-Gottorp الملكية النبيلة، والتي كانت تحكم السويد قبل وصول الملك كارل الرابع عشر يوهان إلى عرش السويد، إلا أن حكم عائلة هولشتاين جوتورب للسويد وصل إلى نهاية مع انتهاء حكم الملك تشارلز الثالث عشر للسويد، لأنه وزوجته الملكة شارلوت Queen Charlotte لم يكن لديهما ورثة للعرش بعد وفاة طفليهما في سن الطفولة، وكان تشارلز قد تبنى أيضا أميرا دنماركيا وهو تشارلز أغسطس ليكون وريثه، إلا أن تشارلز أغسطس Charles August توفي فجأة بسبب سكتة دماغية عام 1818 عن عمر يناهز 41 عام.
اختير جان برنادوت ليكون وريث عرش السويد في ذلك الوقت لعدة أسباب، أهمها أن الجيش السويدي أراد أن يكون وريث العرش السويدي الجديد قائد عسكري يتمتع بخبرة في الحروب والمعارك العسكرية، تحسبا لحدوث نزاع مسلح مع روسيا في المستقبل، ولذلك قام أحد الرجال النافذين في البلاط الملكي السويدي، وهو أحد النبلاء ويدعى البارون كارل أوتو مورنر Baron Karl Otto Mörner بتقديم عرض لجان برنادوت ليكون وريث لعرش السويد.
كيف انتخب جان برنادوت كوريث لعرش السويد
فور تلقي جان برنادوت العرض من البارون كارل أوتو مورنر Baron Karl Otto Mörner ليكون وريث العرش السويدي، قام جان برنادوت بإبلاغ إمبراطور فرنسا نابليون بونابرت Napoleon، بالعرض والذي وصفه نابليون بأنه "عرض سخيف"، ومع ذلك فإن نابليون لم يعارض أو يقبل فكرة العرض المقدم لجان برنادوت، وفي النهاية، أخبر جان، كارل أوتو مورنر أنه سيقبل المنصب إذا ما تم انتخابه من قبل الريكسداغ Riksdag (مجلس الشعب السويدي).
وفي يوم 21 أغسطس 1810، انتخب الريكسداغ جان برنادوت وليا لعهد السويد، وبعدها بفترة وجيزة طلب نابليون من جان برنادوت أن يتعهد بعدم قتال أو محاربة فرنسا لأي سبب في المستقبل، وهو الأمر الذي رفضه جان برنادوت، وفي النهاية وقع نابليون مرسوم ملكي يقتضي بتحرير جان برنادوت الفرنسي الأصل من التبعية لفرنسا.
وصول جان برنادوت إلى السويد وتسلمه منصب ولي عهد السويد
وفي يوم 2 نوفمبر 1810، وصل جان برنادوت إلى العاصمة السويدية ستوكهولم وهناك تبناه تشارلز رسميا واختار له اسم كارل جوهان (تشارلز جون)، واتباعا للقواعد الملكية السويدية في ذلك الوقت، تحول جان برنادوت من الطائفة الكاثوليكية الرومانية إلى اللوثرية، وبعدها بثماني سنوات قضاها في منصب ولي عهد السويد، وتحديدا في عام 1818، وصل جان برنادوت إلى عرش السويد وأصبح يعرف منذ ذلك الحين باسم الملك كارل الرابع عشر يوهان ملك السويد والنرويج.
كيف بدأت وانتهت معارضة ملوك أوروبا لحكم عائلة برنادوت للسويد والنرويج
ملوك أوروبا الآخرين لم يتقبلوا وصول جان برنادوت إلى عرش السويد، لكونه لا ينتمي بالميلاد إلى عائلة ملكية أوروبية وبسبب علاقته الوثيقة بنابليون، ولذلك لم يعترف ملوك أوروبا بشرعية حكم عائلة برنادوت للسويد، إلا بعد زواج الأمير أوسكار ولي عهد السويد Crown Prince Oscar وقتها وابن الملك كارل يوهان والملكة ديزيريه Queen Désirée من وجوزفين من لوشتنبرغ Joséphine of Leuchtenberg في عام 1823.
كيف أصبحت عائلة برنادوت ترتبط ارتباطا وثيقا بالعائلات الملكية الأوروبية الأخرى
بزواج الأمير اوسكار من وجوزفين من لوشتنبرغ أصبحت عائلة برنادوت الحاكمة للسويد، ترتبط بعائلات ملكية أوروبية أخرى، وخاصة العائلة المالكة الدنماركية، كما يرتبطون أيضا بصلة قرابة مع العائلة المالكة البريطانية من خلال الملكة فيكتوريا (Queen Victoria).
حكم عائلة برنادوت للنرويج
عند وصول الملك كارل الرابع عشر يوهان إلى عرش السويد، أصبح أيضا ملكا للنرويج بسبب اتحاد الدولتين في ذلك الوقت، واستمر الأمر كذلك حتى أنهى البلدان اتحادهما في عام 1905، وبذلك أصبح الملك أوسكار الثاني، والذي وصل إلى عرش السويد خلفا للملك كارل الرابع عشر يوهان، هو آخر فرد من عائلة برنادوت يحمل لقب ملك النرويج.
الملك الحالي للسويد هو كارل السادس عشر غوستاف وهو حفيد حفيد الملك كارل الرابع عشر يوهان ملك السويد والنرويج، وابنته الكبرى الأميرة فيكتوريا، هي ولية عهد السويد وملكة السويد المستقبلية، وبوصولها إلى العرش ستصبح أول امرأة تشغل منصب الملكة الحاكمة للسويد من سلالة عائلة برنادوت.