ماذا تفعلين في جدة التاريخية في عيد الأضحى.. تجربة ممتعة في أحضان التراث والتاريخ
تقدم لكم عروس البحر الأحمر جدة العديد من التجارب التراثية الساحرة وسط نسمات البحر العليل لتضمن لكم جرعة من السعادة لا مثيل لها.
وفي تقريرنا اليوم نصحبكم جولة فاتنة تستكشفون فيها منطقة البلد المُدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، حيث تم تحويل المنازل القديمة إلى معارض فنية ومقاهي متخصصة لكي تستمتعوا بتجربة لا تنسى في عيد الأضحى المبارك.
أكتشفوا في جدة البلد سحر المنطقة والهندسة المعمارية الأصيلة للرواشين الخشبية في الأعلى، وتقع المنطقة التراثية الساحرة على بعد عشرين دقيقة فقط من أفضل وجهات التسوق والمطاعم العالمية.
بُنيت منطقة البلد "جدة التاريخية" على أرض ساحلية جذابة، جعلتها مركزًا بشريًا يضم العديد من الثقافات عبر السنين ليضمن لزوارها تجربة فريدة من نوعها.
تكشف لك هذه المنطقة الستار عن تراث إنساني، قاومت أسواره العوامل التاريخية بثمانية بوابات عُرفت بقصصها التاريخية، إلى جانب أكثر من 10 بيوت أثرية يُشاد بتصاميمها المميزة وأسماء أسرها العريقة، هذا هو المكان الذي ستحصلين فيه على أفضل صور دافئة.
أبواب سور جدة الشامخة
عند وصولك ستلاحظين أن لمنطقة جدة التاريخية أبوابًا عدة، فقد أحاط حارات جدة قديمًا سور بثمانية أبواب، كانت تغلق قبيل الليل لحمايتهم وتأمين أسواقهم، ولكل جهة تقريبًا باب، أشهرها من الشرق: " باب جديد"، حيث بُني هذا الباب بداية الأربعينات الميلادية في العهد السعودي ويعتبر آخر الأبواب لهذا السور، يليه في الأهمية "باب مكة" من الجهة الشرقية المقابلة لسوق البدو، ويعد محصنًا لأسواقهم وحلقات بيعهم ومعبرًا أيضًا، ثم "باب شريف" من المنطقة الجنوبية، حيث يستخدمه أهالي هذه الحارات كثيرًا للتنزه والزيارات للأسواق الخارجية، مثل: "حراج العصر" واليوم تحول لسوق كبير شعبي.
نسمات التاريخ الأصيل في بيت نصيف
خوضي رحلة مذهلة في منازل التاريخ المذهل لمنطقة البلد، وأبدأي ببيت نصيف، حيث ستقفين على أرضية أول نموذج لبيت عربي أنشئ على الطراز الشرقي في مدينة جدة، واستخدم على مر السنين مستقرًا لضيافة الملوك والعلماء، يحوي 40 غرفة بمساحات واسعة وأسقف رفيعة، وتحولت أدواره إلى معارض فنية ومقاهٍ مليئة بالألفة، تستطيعين من خلاله الاستمتاع برفقة عائلتك أو أصدقائك بقضاء أمسيات مليئة بالقصص والبهجة المحيطة.
تفاصيل الزمن الجميل في بيت المتبولي
يعد بيت المتبولي أحد أجمل البيوت التراثية في جدة التاريخية، حيث يشبه متحفًا تراثيًا يحتفظ منذ إنشائه بكل مقومات الجمال المعماري، فكل ما يضمه يمثل لوحة فنية، يعود تاريخ بناء هذه التحفة إلى قرابة 420 عامًا، شُيدت جدرانه بتفاصيل دقيقة تساهم في خفض درجات الحرارة وتحافظ على مناخ معتدل لطيف، من خلال المزج بين الخامات المحلية والفنون المعمارية الشرقية، والاستفادة من ثقافات بلاد ما وراء البحر في التأثيث الداخلي، حيث استُورد الخشب من شرق آسيا، والأحجار المنقبية من مياه البحر الأحمر.
مسجد الشافعي
بُني مسجد الشافعي العتيق المسجل كتراث عالمي في منظمة اليونسكو، في عهد خلافة عمر بن الخطاب، وبلغ عمر أعمدته الرخامية وأحجاره المنقبية نحو 1400 عام، ومئذنته نحو 850 عامًا، إذ إن المساجد قديمًا لم تبنى بمآذن فكانت هذه المئذنة إضافة لاحقة للمسجد، دُرّس فيه المذهب الشافعي وسمي نسبة إليه، وبالقرب منه يقف مبنى قديم عرف بـ "وقف الشافعي"، يتميز بنوافذه الخارجية المسماة "رواشين"، وهو محطة توقف رائعة لتتأمل قليلًا العمارة الحجازية وأثر الزمن عليها.
رباط الخنجي
يعتبر رباط الخنجي أحد أبرز نماذج العمارة الإسلامية بمنطقة البلد، ولأكثر من 200 عام كان هذا البيت مساحة إنسانية واجتماعية للنساء الطاعنات في السن والوحيدات وعابرات السبيل، يقف هذا المبنى ذو التاريخ الكبير، والذي بناه محمد الخنجي في عام 1813م، وكأنه يلقي أحاديثًا دائمة في حارة الشام داخل منطقة جدة التاريخية.
مسجد المعمار وعين فرج يسر
يعد مسجد المعمار ثاني أقدم مساجد جدة الأثرية، مزين بالنقوش الشرقية والآيات المنحوتة على جدرانه، وترتبط به بئر تاريخية كانت قديمًا توفر الماء للمسجد، مطوية هذه البئر بحجر المنقب المستخرج من ساحل البحر الأحمر، وتصب "عين فرج يُسر" الماء له في حال شح ماء البئر داخله، يصلي فيه الزوار ويقصدونه لمكانته التاريخية وللتمتع بالفن المعماري فيه.
حُفرت عين فرج يسر ذات التاريخ الطويل، من أجل سقيا " حارة المظلوم وحارة اليمن" قديمًا في جدة التاريخية، واستمرت تجود بالماء طوال تلك العقود حتى جفت تمامًا عام 1304هـ. واليوم تبدو في مشهد متكامل مع تاريخها الثمين في استقبال الزوار والمهتمين بالآثار والتراث المحلي بحسب روح السعودية.
تفاصيل معمارية مدهشة في بيت الشربتلي
بيت الشربتلي يعتبر أحد أقدم وأشهر البيوت في منطقة جدة التاريخية، بني عام 1916م على يد الشريف عبد الله العبدلي، وظل صامدًا بأعمدته البيضاء الناصعة، ونوافذه وشرفاته الخشبية المميزة، التي تطل على أبرز معالم المنطقة، وكل قطعة بلاط فيه اختيرت بعناية لتصبح بعد مرور الزمن قطعة أثرية، كُتب عليها "صنع الحجاز – جدة"
كل هذه التفاصيل المعمارية المدهشة لن تأخذك بعيدًا عن تاريخه الفريد، فهو مقر سابق للسفارة المصرية في المملكة العربية السعودية، ضجّت أدواره الأربعة سابقًا بلقاءات حافلة ومحنكة، وتحول الآن إلى مركز ثقافي ووجهة مفضلة، لافتتاح معرض فني أو إقامة احتفالية ثقافية.
يمكنك التجول بين صالاته وغرفه القديمة، ولا تفوت زيارته في نهاية النهار، لتقف على إحدى الشرفات الخشبية المصنوعة بدقة لا مثيل لها، وتتأمل جمال البيوت الأثرية المحيطة به تحت سحر الغروب.
تجربة تسوق مثالية لمحبي القطع التذكارية
تضم منطقة جدة التاريخية أعرق الأسواق الشعبية عبر الأزمنة، وتمثل وجهة مفضلة لمحبي التراث والقطع التذكارية، وللباحثين عن أصحاب الحِرف والصنعة والعروض التي لا يمكن تفويتها.
يستقبلك في منطقة البلد "سوق علوي"، الممتد على شارع قابل ببهجة أصيلة ما بين الملبوسات التراثية والثياب الشرقية والحجازية والأحجار الكريمة المعروضة داخل هذه الأسواق، حتى يفضي بك إلى نهايته على "سوق البدو" المتقد حيويةٍ دومًا، هذا المكان الذي انطلق منه معظم التجار البارزين في المشهد المحلي اليوم. تنزهك في ساحاته الثرية ثقافيًا مع لفتات الودّ والبساطة من أهله تجربة لا يماثلها شيء في جدة.
وفي انتقالك بالمنطقة نفسها إلى "برحة الشجرة"، تمتد أسواق متفردة بـ "الخاسكية" يوزع أهل الصنعة به منتجات أصلية وقطع ثمينة مُعدة يدويًا، كما تحتفظ مراكز بيع الجملة المتفرقة داخله بكل ما يمكن لك السؤال عنه.
"سوق الندى" خيار آخر ممتع، ممتد في منطقة جدة التاريخية بين المباني القديمة وأكشاك الوجبات الخفيفة، يحوي خيارات شاملة وعديدة في صبغة شعبية محلية تجعل زيارتها تجربة مثيرة، وتحيي في رأسك العديد من المشاريع الصغيرة بحسب روح السعودية.
وفي نهاية تسوقك لا تنسى أن تمر على متجري تذكار البلد وتذكار جدة واقتناء بعض القطع الجميلة، مثل: المجسمات الصغيرة للبيوت الأثرية في منطقة البلد، وستكتشف المزيد من الهدايا المبتكرة، التي ستذكرك دائمًا بهذه الزيارة الفريدة.