خاص بـ "هي": قصة نجاح مطورة الألعاب "رفيف كلنتن" أول سعودية تفوز بجائزة يوغو بافتا في فئة الألعاب
تعد مطورة الألعاب السعودية المبدعة "رفيف كلنتن" نموذجا ملهما للشابات السعوديات الطموحات.. حيث قادها شغفها وطموحها وإبداعها اللا محدود في عالم تصميم وإنتاج الألعاب، لتسجل إسمها في سجل إنجازات السعوديات على مستوى عالمي، بحصادها عدة جوائز عالمية مرموقة، من أبرزها كونها أول سعودية قد حصدت جائزة يوغو بافتا في فئة الألعاب، وهي الجائزة التي تحتفي بالجيل القادم من صانعي الأفلام والمبدعين الموهوبين والمبتكرين من جميع أنحاء العالم.. لنتعرف على قصة النجاح المتميزة لمطورة الألعاب السعودية "رفيف كلنتن" من خلال هذا الحوار الحصري معها:
عرفينا عن نفسكِ.
رفيف كلنتن مطورة ألعاب سعودية، متخصصة في تصميم الألعاب والتصميم السردي وإنتاج الألعاب وعملت مع عدة استديوهات لتطوير الألعاب في السعودية والمملكة المتحدة، بعد حصولي على شهادة البكالوريس في علوم الحاسب وعملي كمطورة تفاعلية لمدة ثلاث سنوات، درست درجة الماجستير في تطوير وتصميم الألعاب في المملكة المتحدة بدعم كامل من نيوم، ولله الحمد حصلت خلال مسيرتي على عدة جوائز عالمية.
ما هي أبرز الجوائز العالمية التي حصلتي عليها خلال هذه المسيرة؟
ولله الحمد حصلت خلال العاميين الماضيين على عدة جوائز مرموقة، منها جائزة 30 تحت الثلاثين من مجلة MCV/DEVELOP البريطانية، وجائزة Ensemble من مهرجان لندن للألعاب، وجائزة البافتا (BAFTA) للطلاب للعبة "Eros Xavier’s Love Solutions" فكنت أول شخص يحصل على هذه الجائزة في مسار الألعاب من خارج أوروبا، ومؤخراً، حصدت لعبة "كان يا مكان في بيت" من إخراج ود الحجاجي ومن إنتاجي جائزة بافتا للطلاب، فأصبحت الجائزة في مسار الألعاب محصودة من طالبتين سعوديتين لسنتين على التوالي.
تستعدين لإطلاق مبادرة جديدة في مجال تطوير الألعاب.. حدثينا عن ذلك.
بالإضافة إلى عملي على تطوير الألعاب، أسعى لجعل المجال متاحاً أكثر للجميع فقررت بدء مبادرة مع المطور أشرف أبي سعيد باسم "مبادرة تطوير الألعاب للجنوب العالمي" أو "Gamedev Initiative for the Global South" أو GIGS.
وتسعى المبادرة على المدى الطويل لجعل مجال تطوير الألعاب في متناول الجميع في الجنوب العالمي من خلال دورات وبرامج إرشادية، ويعمل الفريق في الوقت الحالي على إطلاق المبادرة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال هذا العام.
إلي أي مدى يمكن أن تسهم مبادرتكم في دعم وتمكين المواهب السعودية؟
المبادرة تسهم لدعم وتمكين المواهب السعودية بل والإقليمية بشكل شامل في مجال صناعة وتطوير الألعاب حيث نعمل على توفير برامج إرشادية ودورات تدريبية لتطوير هذه المواهب وتوفير لوحة إعلانات افتراضية للوظائف المحلية لمساعدة تلك المواهب على إيجاد الوظائف الملائمة، ونسعى لتوفير المزيد من الحلول مستقبلاً لتقديم المزيد من الدعم لمطورينا.
بناء على تجربتكِ.. كيف تقيمين هذا المجال في السعودية حاليا؟ وما هي رؤيتكِ المستقبلية حول ذلك؟
يمر مجال تطوير وصناعة الألعاب في السعودية حالياً بنقلة نوعية عملاقة ففي حين الاضطرابات التي تمر بها الصناعة في باقي مناطق العالم لاتزال الصناعة تزدهر في السعودية من خلال الرغبة الاستثمارية والوظائف المتاحة والاهتمام في برامج التدريب والدعم للقطاع.. وفي حال استمرار هذا الاهتمام بالقطاع ستصبح السعودية محوراً رئيسياً لصناعة الألعاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأحد أهم المراكز عالمياً، كما وسنتمكن كصناع ألعاب من تطوير ألعاب تمثلنا كسعودين وعرب بشكل أفضل وتسليط الضوء على قصصنا وتجاربنا بعيداً عن الصورة النمطية الخاطئة التي رسمها عنا الإعلام الغربي.
يتوافق تخصصكِ مع كوننا في عصر تمكين المرأة وفق رؤية المملكة 2030 .. كيف تصفين الأثر الذي خلّفه تمكين المرأة في ازدهار هذا القطاع في المملكة؟
قطاع صناعة الألعاب يدمج بشكل خاص مجال التقنية ومجال الإبداع ولطالما اعتدنا حضور المرأة في المجالات الإبداعية في العالم بأكمله، ولكن كانت ولم تزل المرأة تعاني في مجال التقنية في الخارج بينما نجد حضور المرأة في مجال التقنية في السعودية زاهر ومشرق، فلقد تعدت نسبة الحضور العالية من النساء في المحافل والفعاليات العلمية التقنية حتى أني صُدمت من كون تلك النسب أقل كثيراً في الغرب!
أما في مجال تطوير الألعاب بشكل خاص فيمكنكِ إيجاد العديد من المطورات الموهوبات عند بحثكِ عن أي استوديو ألعاب سعودي، بل وأن أغلب الاستوديوهات السعودية بها امرأة في مركز قيادي كرئيسة تنفيذية، مخرجة فنية، مخرجة ابداعية، وغيره الكثير! ..هذا في رأيي من أقوى الدلائل على شدة أثر تمكين وتشجيع المرأة على الدخول في مجالات التقنية وتطوير الألعاب.
ما هي نصائحكِ للسعوديات الشغوفات في هذا المجال؟
أهم نصائحي هي أن تتواصلن مع المطورات والمطورين في هذا المجال إن رغبتن بالمساعدة أو الإرشاد! الغالبية العظمى ممن في هذا المجال يودون مساعدة من يهتمون في الدخول في صناعة الألعاب أو العثور على من قد يساعدكم بشكل أفضل.. نصيحتي الأخرى هي النظر لمختلف البرامج والمبادرات التي تهدف لتطوير وتحسين المهارات الخاصة بصناعة الألعاب.
ما هي طموحاتكِ المستقبلية؟
طموحي الحالي هو إطلاق مبادرتي GIGS بنجاح إن شاء الله ومساعدة القطاع في الوطن العربي وشمال أفريقيا ومستقبلاً في الجنوب العالمي بأتمه، كما أطمح لأن أسس استوديو تطوير ألعاب بعد عدة سنوات يركز على إنتاج ألعاب ذات قصص مؤثرة وعميقة.
كلمة أخيرة ..
أشكر أسرة مجلة "هي" على اهتمامهم في الحديث عن مجال تطوير الألعاب.. ولقد شرفني أن كنت لكم نافذة للمجال.. أتمنى أن يستمر هذا الاهتمام والدعم من الإعلام وحكومتنا الرشيدة، راجيةً من الله عز وجل التوفيق لزميلاتي وزملائي والعالمين.
الصور تم استلامها من مطورة الالعاب رفيف كالنتن.