الكويت تنعي عميد أسرة آل الصباح الشيخ سالم العلي الصباح
نعى الديوان الأميري في دولة الكويت اليوم الاثنين، عميد أسرة "آل الصباح"، رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي السالم الصباح، عن عمر ناهز الـ98 عاماً، ووفقا لبيان الديوان الرسمي فإن جثمان الشيخ سالم العلي سيُوارى بعد صلاة المغرب.
كما نعى نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ فيصل نواف الأحمد الصباح ووكيل الحرس الوطني الفريق الركن مهندس هاشم الرفاعي والقادة والقوات، الشيخ سالم العلي، واستذكر الحرس الوطني في بيان صحفي المسيرة الحافلة والبصمات المضيئة للشيخ سالم العلي السالم الصباح في تأسيس الحرس الوطني الكويتي وبناء دولة المؤسسات داعيا الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته.
نبذة عن الشيخ سالم العلي الصباح
الشيخ سالم العلي الصباح، المولود في العام 1926، في حي الشيوخ وسط العاصمة الكويت، تلقى تعليمه الأساسي في حي الخميس، على يد الملا حمادة ثم الملا مرشد محمد السليمان، قبل أن ينتقل إلى مدرسة المباركية، وهي أول مدرسة في تاريخ الكويت، ثم منها أكمل دراسته في المدرسة الأحمدية، ثاني مدرسة نظامية في البلاد.
بداية نشاط الشيخ سالم العلي الصباح العام
بدأ الشيخ سالم العلي الصباح نشاطه العام نائباً لرئيسي دائرة الأشغال العامة ودائرة البلدية عام 1959، قبل تشكّل مؤسسات الدولة الحديثة بعدها بعامين إثر استقلال البلاد، ثم رئيساً لمجلس الإنشاء عام 1961، ضمن سياسة أمير الكويت آنذاك، الشيخ عبد الله السالم الصباح، في تصعيد الطبقة الشابة من شيوخ الأسرة الحاكمة وتعيينهم في المناصب العامة.
وبعد استقلال الكويت عن معاهدة الحماية البريطانية عام 1961، دخل الشيخ سالم العلي الصباح في أول حكومة كويتية بعد الاستقلال مطلع العام 1962. وكانت مهمة الحكومة إجراء انتخابات المجلس التأسيسي وصياغة مسودة الدستور الكويتي مع المجلس المُنتخب، والذي رأى النور في العام ذاته، وشغل فيها منصب وزير الأشغال العامة، وأُعيد تكليفه بالوزارة عام 1963 بعد إجراء أول انتخابات لمجلس الأمة (البرلمان) في تاريخ البلاد، وحتى استقالته من المنصب أواخر عام 1964، وغادر المناصب الوزارية منذ ذلك الحين.
الشيخ سالم العلي الصباح استلم قيادة الحرس الوطني عام 1967
بعد استقالة الشيخ سالم العلي الصباح من المنصب الوزاري، عُيّن عضواً في مجلس الدفاع الأعلى. وعُيّن عام 1967 رئيساً للحرس الوطني، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى وفاته.
وجاء هذا التعيين بعد انتهاء طموحات أخيه غير الشقيق، الشيخ جابر العلي الصباح، في الوصول إلى الحكم، والذي كان يُعدّ قطباً من أقطاب الأسرة الحاكمة آنذاك؛ على إثر تعيين أمير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح، بعد تولّيه مقاليد الحكم، الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح وليّاً للعهد عام 1966. وكان انتقال الإمارة تاريخياً اقتصر منذ وفاة الشيخ مبارك الصباح عام 1915، على فرعي "السالم" و"الجابر" من أبنائه، بحيث حاز الفرع الأخير منذ عام 1977 الحكم، بتولّي أربعة منهم إمارة البلاد، باستثناء حاكم الكويت الشيخ سعد العبد الله الصباح، الذي دام حكمه لأيام فقط، بسبب تعذّر أدائه اليمين الدستورية أمام البرلمان لتدهور حالته الصحية. وهذا الانحصار بين الفرعين انتهى أخيراً بتعيين الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، وليّاً للعهد في يونيو الماضي، وانتقال الحكم إلى فرع جديد هو فرع "الحمد".
دور الشيخ سالم العلي في حل أزمة انتقال الحكم 2006
ولعب الشيخ سالم العلي الصباح دوراً في أزمة انتقال الحكم عام 2006، بعد تمسّك ابن عمه وليّ العهد آنذاك، الشيخ سعد العبد الله الصباح بتنصيبه حاكماً على الرغم من حالته الصحية، حيث عُقد لقاءٌ شهير في "قصر البدع" الذي يعود إلى الشيخ سالم العلي، جمعه مع رئيس مجلس الوزراء حينها، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في الليلة التي سبقت تصويت البرلمان بالإجماع على عزل الشيخ سعد العبد الله، وتنصيب الشيخ صباح الأحمد حاكماً للبلاد.