خاص "هي": معرض الرياض الدولي للكتاب منصة خاصة لإبداعات الأديبات السعوديات.. تعرفوا على تجربة "بشرى الحافظ"
تحت شعار "الرياض تقرأ".. تحتضن العاصمة السعودية معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، بمشاركة أكثر من 2000 دار نشر، من أكثر من 30 دولة، موزعة على أكثر من 800 جناح، إضافة إلى مشاركة هيئات ومؤسسات ثقافية سعودية وعربية ودولية، حيث يُعد المعرض منصًة رئيسًة للناشرين وللتبادل الفكري والثقافي، وملتقى للأدباء والمفكرين وصنّاع الثقافة والمعرفة وعشاق الكتاب من دخل المملكة وخارجها.. هذا وتكتظ جنبات المعرض بالكثير من المؤلفات والإصدارات بأنامل الأديبات والمؤلفات السعوديات حيث يعد المعرض منصة خاصة لإظهار إبداعاتهن الأدبية المتنوعة، ومنهن الأديبة والمؤلفة السعودية "بشرى الحافظ" والتي تشارك بثلاثة كتب في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024.. فلنتعرف على تجربتها الثرية من خلال هذا الحوار الممتع معها..
عرفينا عن نفسكِ.
كانت القراءة والكتابة منفذًا وملاذًا آمنًا من بعد الدعاء، ولأحقق وعدي الذي قطعته لأمي الحبيبة الراحلة -رحمها الله- بأن أصبح كاتبة ومؤلفة وشخصية إعلامية مرموقة، فقد نثرتُ إبداع حرفي بين دفتي كتابي "أمي ومدينة الحب"، ثم سردتُ قصصًا ملهمة في كتابي "لثام قلم"، بعدها سردت بأسلوب إبداعي أحداث رواية "غُصَص" المستوحاة من وقائع حقيقة.
ذاع صيت حرفي المخملي فأصبحتُ كاتبة محتوى إبداعي مُبهر يُقرأ في المقالات الصحفية والمدونات، وحساباتي في وسائل التواصل الاجتماعي، وبمشاركاتي الأدبية في مسابقات محلية مختلفة، وتم اختيار نصوصي المتميزة لتكون بين مجموعة من الأدباء في كُتب متعددة منها: كتاب "فوح" من مسابقة القهوة بعيون سعودية، وكتاب "خواطر" من أمسيات حبر، وسلسلة كتب "أقلام نابضة"، كما شاركت في مسابقة مسك القيم لمؤسسة محمد بن سلمان، وانضممتُ إلى أندية أدبية، وإلى جمعية الثقافة والفنون لتصل براعة ما أكتب إلى كل متذوق للأدب الرفيع، كما أنني عضو نادي مبدعون الأدبي في المدينة المنورة، وهو أحد أندية منصة هاوي وهي إحدى مبادرات برنامج جودة الحياة من قبل 12 جهة حكومية.
وبحمد الله وفضله عليّ قررتُ أن أفيد الآخرين مما تعلمته في مساري المهني، فأصبحت مدربة لتعليم فنون ومهارات الكتابة الإبداعية وفي التنمية البشرية، ومقدمة لقاءات أدبية، حاصلة على الشهادة المهنية للإعلاميين في جميع المجالات التي تخصصتُ فيها، وأقدم خدمات الاستلهام الإبداعي في الكتابة والتأليف، التدريب الشخصي وورش العمل، التصميم الجرافيكي، الكتب الإلكترونية.
كانت البداية مع كتاب "أمي ومدينة الحب".. كيف نشأت فكرة الكتاب؟
وفقني الله بأن أبدأ في الكتابة منذ الصغر في مشاركات أدبية في مراحلي الدراسية، وكان طموح تأليف كتاب يحمل اسمي هو ما كنت أسعى لبلوغه، وأوصتني أمي الحبيبة حينها أن أُضمن بين دفتيه كتابات عن حب المدينة المنورة، ثم دعت لي بالتوفيق وأن يبلغ حرفي آفاق الدنيا.. اختار الله إلى جواره حبي الوحيد أمي، ثم وفقني أن أحقق الحلم الذي رسمناه معًا، فقررتُ أن يكون الإهداء لروحها الطاهرة طيب الله ثراها.
أطلقتُ عليه اسم أمي حبًا لها، واسميتُ المدينة مدينة الحب، لأنها حبي ووطني وتحمل في قلبها أمي، أصدرت هذا الكتاب في عام 2019، وحمل بين صفحاته مشاعري عن حب أمي وفقدها رحمها الله، وعن حب المدينة، وأبيات عن معجزات الحبيب صلى الله عليه وسلم، والملاذ الآمن.. أما بقية فصوله فكانت رسالة عن كافة المشاعر التي قد تنتاب أي منا، كي يجد القاريء نصًا إبداعيًّا يلامسه ويتحدث عن شعوره، والذي يتواجد الآن في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 في جناح سقف رقم C123.
وفي يومٍ عظيم استجاب الله دعوات أمي الراحلة ليتألق حرفي في معرض المدينة المنورة للكتاب 2024؛ في ركن المؤلف السعودي والذي يعد ضمن مبادرات هيئة الأدب والنشر والترجمة لدعم نتاج المؤلفين السعوديين، حيث شرفنا صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل نائب أمير منطقة المدينة المنورة حفظه الله، وبفضل الله تعالى عليّ، شرفني سموه الكريم بدعمه لي، فنلتُ وكتابي "أمي ومدينة الحب"، شرف المثول بين يديه الكريمتين، وشرف وفخر إهداء نسخة موقعة منه.
حدثينا عن فكرة كتاب "لثام قلم".
للحرف حكايات يخفيها بين الصفحات، فيبكيها الحبر أو يرويها المطر.. عن قصص كتبتها ذات شعور، فبقيت أحداثها بين عقلي وقلمي.
"لثام قلم" مجموعة قصصية حوت مشاركتي في مسابقة القصة القصيرة مسك القيم لمؤسسة محمد بن سلمان.. أعد كل قارئ لها بإذن الله بالتغيير بعد قراءتها، لأنها ستجعلك تجوب الحياة بين دفتي كتابي، وستنقل مشاعرك نحو الكثير من تأملاتها بقلمي.. تم إصدار الطبعة الثانية من "لثام قلم" في عام 2023، وتتواجد الآن في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 في جناح دار تكوين رقم C144.
كيف تلخصين فكرة رواية "غُصَص عودة من الغيبوبة"؟
رواية مستوحاة من أحداث حقيقية، كُتبت على هيئة مذكرات.. حيث تتحدث عن الدكتور سامي والذي أوكلت إليه مهمة الإشراف على قسم العناية المركزة بعد اشتراكه وترشحه للفوز في مسابقة مستشفى الماء حياة.. ولكن سقوط المريض رقم (21) في غيبوبة غير مجرى الأحداث.. هي من إصدار عام 2024 وتتواجد الآن في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 في جناح دار تكوين رقم C144.
ما هي توقعاتكِ حول مستقبل الكاتبات السعوديات؟
إن الكاتبة السعودية تمثل رسالة المرأة ودورها المجتمعي البارز في الحياة مذ بدء الخليقة، وما تملكه من مواهب وإمكانيات في مجال الأدب تُساهم به في بناء أمجاد الوطن.. فهي حرف مضيء كنجمة يُزين سماءه برقي فكرها، وسمو أخلاقها وتمسكها بتعاليم دينها، ورسم صورة مشرقة له، تسعى لتثري الأدب السعودي بما يخدم الأجيال.. فقد أثبتت أنها ركيزة قوية للصعود بالأمة، من خلال إبراز دورها في الكتابة كي تنهض بالوطن نحو المعالي.. فكانت لها بصمتها المختلفة والتي تشير إلى ما تحمله من فكر تربوي راقي، بالسعي لبلوغ أهداف تساهم في بناء المجتمع، فتكتب في المجالات التي تُبدع فيها لتواكب التطور دون أن تفقد هويتها الإسلامية والعربية.
كيف تلخصين قراءاتكِ للمشهد الثقافي في السعودية حاليا؟
تشهد المملكة العربية السعودية نموا حضاريًا في الاهتمام بالثقافة والأدب ورفعة الفكر، من خلال وزارة الثقافة متمثلة بوزير الثقافة سمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود -حفظه الله-، وتسعى للتحول الوطني الطموح بإقامة معارض الكتاب للحفاظ على ديمومة استقطاب الفكر نحو الأدب والقراءة، لأنهما من مقومات جودة الحياة لمواكبة رؤية الوطن 2030.
كل ذلك يصنع مشاهدًا تليق بمكانتها وإرث أرض أمة اقرأ.. ويبعث رسالة ملهمة للأجيال لتمضي قدمًا في إعمار الوعي ليليق برؤية الوطن، ونحو إبراز الصورة العظيمة لدينٍ كان الكتاب والسنة أول وأسمى رمزين فيه للدعوة للعلم والقراءة.
كيف تصفين تطلعاتكِ المستقبلية بخصوص ذلك؟
إن بلادنا العزيزة المملكة العربية السعودية متمثلة بوزارة الثقافة تسعى في تطلعاتها نحو مبادرات تُؤكد حرص قادتنا وحكامنا وولاة أمرنا -حفظهم الله-، على دعم الحراك الثقافي والأدب والتأليف والسعي نحو جودة المخرجات.
يظهر ذلك في إنشاء ديوانية القلم الذهبي والتي تم تدشين فكرتها العظيمة من قبل معالي المستشار تركي آل الشيخ، في المؤتمر الصحفي لجائزة القلم الذهبي، ونحن بانتظار أن يكون لها مقر في جميع مدن وطننا الحبيب، لتكون محفزة للأدباء والمهتمين، وجاذبة للجيل لحضور المحافل واللقاءات والاجتماعات الأدبية، وتدشين الكتب ما يشجع لديهم رغبة احتراف الكتابة وتطويرها وحب القراءة وانتقاء القيم منها، والتعرف على الأدباء عن كثب والاستفادة من خبراتهم وإرشاداتهم.
ما هي نصائحكِ للسعوديات الراغبات في خوض مجال التأليف والكتابة؟
من خلال مسيرتي الأدبية المشرقة في مجال التأليف والكتابة بحمد الله وتوفيقه وفضله، أنصح كل سعودية ترغب في خوض هذا المجال المتميز بأن تطلق العنان لإبداعها بقلم يحمل رسالة ورؤى واضحة في محتوى يهدف إلى تقديم قيمة مضافة لكل قاريء، وأن تحسن صناعة الكلمات، وتبرع في غرس قيم ومفاهيم نبيلة مصدرها ديننا الإسلامي الحنيف، ترقى بالفكر وتغذي الروح، فالقلم سلاح ذو حدين ويليق بنا أن نحسن توظيفه فيما يستحق النشر ويعود علينا بالخير والأجر.
ما هي طموحاتكِ المستقبلية؟
أسعى لنيل شرف أن أكون صورة متألقة مشرفة للأدباء السعوديين فأكون أديبة ومؤلفة سعودية بارزة تمثل وطنها في جميع المحافل الأدبية، وجزءًا من وزارة الثقافة.
وأن أمتلك منصة أدبية تعلم الأجيال أسس الكتابة الإبداعية، لأساهم في استمرار تطور الحراك الثقافي السعودي، وأترك أثرًا عظيمًا جميلًا من خلفي يبقى حجة لي في الدنيا والآخرة.
كلمة أخيرة..
أحمد الله تعالى أولًا وأخيرًا على فضله وتوفيقه، ثم أتقدم بخالص الشكر والتقدير والامتنان والتحية والإجلال والدعاء لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظهما الله- لنا ذخرًا وعزًا.
ثم أشكر وامتن لكل من قدم لي الدعم في مسيرتي الأدبية ابتداء من عائلتي ووزارة الثقافة وجميع الأشخاص الذين ساندوني، وصولًا لكم مجلة "هي" على الدعم والمبادرة الكريمة في استضافتي كأديبة سعودية متألقة ليفخر بي الوطن كما أفخر به.
الصور تم استلامها من الاديبة والمؤلفة بشرى الحافظ.