خاص لـ"هي": مبادرة باكورة بهاء السعودية تقدم أول عرض أزياء لذوي الاحتياجات يحتفي بالشمولية

رهف القنيبط

10 ديسمبر 2024

في عالم تسعى فيه الأزياء للتعبير عن الهوية والجمال، تتجاوز مبادرة "باكورة بهاء" الحدود التقليدية لتصنع مساحة جديدة تُلهم وتُمكّن. تحت شعارها الطموح "نحو شمولية أكبر في الأزياء" قدمت أول عرض أزياء يحتفي بالشمولية بمشاركة عارضين من ذوي الإعاقة كما قدمت المبادرة جلسة حوار تسلط الضوى على أهمية الأزياء الشاملة في تحقيق الأثر الاجتماعي.

وخلال عرض الأزياء، تعاونت المبادرة مع نخبة من المصممين السعوديين مثل NAN By Afnan وLomar وAF By Amira وMH By Maha لتقديم مجموعة تصاميم تلبي احتياجات الأفراد ذوي الإعاقة، لتكون هذه الملابس أكثر من مجرد قطع أنيقة؛ بل أدوات تمكين تفتح آفاقًا جديدة لتقبل المجتمع.

كما حضر العرض عدد من الشخصيات البارزة مثل: الأمير عبدالإله بن عبدالرحمن بن ناصر آل سعود والأميرة نورة بنت محمد العبدالله الفيصل. تؤمن "باكورة بهاء" بقوة الإلهام التي تُحدثها النماذج الواقعية، من خلال مشاركة شخصيات مثل يوسف القحطاني والفنانة أمجاد المطيري، الذين يُظهرون إمكانيات وطاقات لا حدود لها عند توافر الدعم الصحيح.

تجربة الحضور: خطوة ملهمة نحو التمكين والشمولية

شهد عرض "باكورة بهاء" للأزياء تفاعلًا استثنائيًا من الحضور، خصوصًا من الأشخاص ذوي الإعاقة. تحدث عبد الله الشمري، رائد الأعمال وعارض الأزياء، عن تجربته لـ"هي" قائلاً: "قبل سنتين تحدثت مع الدكتورة أحلام عن معاناتي مع اللبس، وفوجئت بأن الملاحظات التي قدمتها حينها تم تطبيقها في التصميم المخصص لي. كانت تجربة فريدة أثبتت أن المشروع يهتم بأدق التفاصيل، وهذه خطوة لم يسبق لها مثيل في تلبية احتياجاتنا."

كما عبرت ندى الحداد، والدة أحد المشاركين في العرض، عن فرحتها: "كنت أبكي من السعادة لرؤية حماس الحضور وردود أفعالهم، إنها لحظة تاريخية لأطفالنا."

من جانبها، عبّرت إحدى المشاركات من ذوي الإعاقة عن شعورها بالفخر قائلة: "هذه التجربة ليست مجرد تصميم ملابس، بل رسالة تقدير لاحتياجاتنا. رؤية تصاميم تُلبس بفخر في عرض أزياء عالمي كان شعورًا لا يوصف."

شاهد أيضًا: أول عرض أزياء في الشرق الأوسط لذوي الإعاقة في الرياض

رسائل دعم وتقدير من مختلف الأطراف

شاركت الدكتورة براء مازي، طبيبة نفسية، مع "هي" تأثرها بالعرض قائلة: "كان مشهدهم وهم يسيرون بكل فخر واعتزاز مشهدًا مؤثرًا، خصوصًا نظرات السعادة في عيون الأمهات."

من جانبه، قال اسكندر هوام، المستثمر وداعم الشركات الناشئة لـ"هي": "التصاميم جمعت بين الجمال والعملية، ومشاركة الأطفال ذوي الإعاقة كعارضي أزياء أضافت لمسة إنسانية لا تُنسى."

تحديات التنظيم: روح التعاون والمجتمع الداعم

واجه الفريق تحديات في التنظيم، لكن الدعم المجتمعي كان حاضرًا بقوة. أوضحت مؤسسة المبادرة الدكتورة أحلام كلنتن لـ"هي": "كنا محظوظين بدعم المتطوعين والخدمات الإلكترونية التي سهلت الحصول على التصاريح. التحدي الأكبر كان الاعتذار عن استقبال المزيد من الداعمين الذين أرادوا المساهمة."

آفاق التوسع: شمولية تمتد إلى أبعد الحدود

تسعى "باكورة بهاء" إلى توسيع نطاق تصاميمها لتشمل فئات أوسع مثل كبار السن والمصابين بعد العمليات الجراحية. كما تعمل المبادرة على تطوير منتجاتها لتشمل المجوهرات والأحذية والحقائب، مع إطلاق منسق الملابس الذكي لتوفير تجربة تسوق سهلة ومريحة من المنزل.

كما تقدم المبادرة الملابس المبتكرة المتكيفة التي تخدم احتياجات ذوي الإعاقة بشكل أنيق ومناسب للطابع السعودي. حيث أكدت د كلنتن لـ"هي": "نهدف إلى نشر الطابع السعودي عالميًا كرمز للأناقة والشمولية، وما رأيناه من ردود أفعال إيجابية يعطينا أملًا بمستقبل أكثر شمولية."

رسالة المبادرة: نحو أزياء شاملة للجميع

تضع المبادرة السعودية على عاتقها مهمة كسر الحواجز المجتمعية من خلال تقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، مع الحفاظ على معايير الأناقة والجمال، وعلى ذلك تطمح "باكورة بهاء" إلى أن تصبح الملابس الشاملة جزءًا من جميع العلامات التجارية. أوضحت رحاب الأحمدي، مديرة المشروع، لـ"هي" قائلة: "اليوم، نجحنا في تحقيق الشمولية مع خمس علامات سعودية متميزة. نأمل أن يبدأ كل براند في تخصيص مجموعة موائمة لاحتياجات ذوي الإعاقة، لنضمن لهم حياة مليئة بالأناقة والراحة."

بقيادة المؤسس الدكتورة أحلام كلنتن، والمديرة التنفيذية أميرة كلنتن، ومديرة المشروع رحاب الأحمدي، تسعى المبادرة إلى تحويل "باكورة بهاء" إلى منصة شاملة تجمع بين الجمال، الابتكار، والشمولية في عالم الأزياء.