اكتئاب الخريف.. ما هي أسبابه وكيف يمكن علاجه
الإكتئاب هو اضطراب مزاجي يُسبَب الشعور الدائم بالحزن وفقدان الإهتمام. يُطلق عليه أيضًا تسمية "اضطراب اكتئابي رئيسي" أو "اكتئاب سريري" وفقاً لما جاء على موقع "مايو كلينك"، وهو يؤثر على المشاعر والتفكير والسلوكيات ويمكن أن يؤدي لمجموعة متنوعة من المشاكل العاطفية والجسدية. وبسبب الإكتئاب، قد تواجهك صعوبة في القيام بالأنشطة اليومية العادية مثلاً، وأحيانًا قد تشعرين كما لو أن الحياة لا تستحق العيش.
يُعتبر الإكتئاب أكثر من مجرد نوبة من الحالة المزاجية السيئة، فهو ليس نقطة ضعف ولا يمكن الخروج منه ببساطة. لذا قد يتطلب الإكتئاب العلاج على المدى الطويل، لكن من حسن الحظ أن الكثيرين ممن أصيبوا بالإكتئاب شهدوا تحسناً في حالتهم الصحية جراء العلاج بالأدوية أو العلاج النفسي أو كلاهما.
يمكن للإكتئاب أن يكون موسمياً كما هي الحال مع اكتئاب الخريف المرتبط بشكل أساسي بتغير الفصول وقدوم فصل الخريف الذي تبدأ فيه ساعات اليوم بالنقصان وتختفي فيه أشعة الشمس معظم الوقت، مع انخفاض درجات الحرارة والبرودة بشكل عام. ويمكن لهذا النوع من الإكتئاب أن يستمر حتى فصل الشتاء.
ويعاني الأشخاص المصابون باكتئاب الخريف، بحالة من اضطراب المزاج الحاد وفقدان الطاقة وعدم القدرة على القيام بأية أعمال. فلنتعرف سوياً وبشكل مفصَل أكثر في موضوعنا اليوم، على أسباب اكتئاب الخريف وكيفية علاجه.
ما هي أسباب اكتئاب الخريف
تختلف الآراء حول أسباب الإصابة باكتئاب الخريف، إذ يميل بعض العلماء للقول بأن الجسم يقوم بإفراز هرمونات معينة في أوقات محددة من كل عام، ينتج عنها بعض التغيرات النفسية، مثل الشعور بالاكتئاب.
فيما تُرجَح نظرية أخرى أن قلة التعرض لأشعة الشمس أثناء فصل الخريف وبعده الشتاء، قد تكون سبباً وراء الإصابة بالإكتئاب وذلك بسبب إفراز الجسم لهرمون السيروتونين بنسبة أقل. ويُعد السيروتونين من هرمونات السعادة المتعارف عليها ويقوم بشكل رئيسي بربط مسارات الخلايا المسؤولة عن التحكم بالمزاج؛ وفي حال حدوث خلل في أي من هذه المسارات التي تنقل السيالات العصبية في الدماغ، يحدث تغير في المزاج وظهور لأعراض الإكتئاب والتعب، فضلاً عن زيادة الوزن.
يمكن لاكتئاب الخريف أن يبدأ عند الإنسان في عمر صغير، فيما تحتل النساء صدارة الفئات الأكثر عرضة للإصابة به والذي ينجم عنه بعض الأعراض المتفاوتة بين الخفيفة والحادة، والتي يمكن أن تؤثر على حياتهم المهنية والإجتماعية وغيرها.
تجدر الإشارة إلى أن الدول المشمسة بالعموم يقل فيها اكتئاب الخريف، بعكس الدول التي تظهر فيها أشعة الشمس في أوقات نادرة خلال العام. ويمكن لاكتئاب الخريف أن يُسبَب الأعراض التالية:
- المزاج السيء لفترة طويلة.
- فقدان الإهتمام والمتعة عند القيام بالنشاطات اليومية.
- سرعة الإنفعال والعصبية.
- الشعور باليأس، والذنب، وعدم القيمة.
- فقدان الطاقة والرغبة في النوم طوال اليوم.
- النوم لساعات أطول ووجود صعوبة بالغة في الاستيقاظ صباحًا.
- تناول النشويات بكثرة وزيادة الوزن.
عوامل خطر تزيد من الإصابة باكتئاب الخريف
فضلاً عن الأسباب المذكورة بداية المقالة والمتمثلة بخلل إفراز الهرمونات وعدم التعرض الكافي للشمس، فإن هناك بعض عوامل الخطر التي قد تزيد من الإصابة باكتئاب الخريف.
ويذكرها موقع "ويب طب" على الشكل الآتي:
- التاريخ العائلي: يمكن للإكتئاب عموماً أن ينتقل من خلال الجينات المتوارثة في العائلة، وغالبًا ما يكون لدى الأشخاص المصابين باكتئاب الخريف أقارب مصابين بنفس الأعراض أو أنواع الإكتئاب الأخرى.
- إصابة سابقة بمرض الإكتئاب الرئيسي أو ثنائي القطب: تزداد أعراض اكتئاب الخريف حدة عندما يكون المريض مصاباً بأي من أنواع الإكتئاب المختلفة في مرحلة سابقة.
- الإقامة بعيدًا عن خط الإستواء: يشيع اكتئاب الخريف في مناطق أقصى الجنوب والشمال بالنسبة لخط الإستواء، والسبب في ذلك مرده لقلة أو انعدام أشعة الشمس خلال فصلي الخريف والشتاء، وطول مدة النهار في فصل الصيف في تلك المناطق.
كيفية علاج اكتئاب الخريف
تساعد التقنيات الدوائية والحياتية في علاج اكتئاب الخريف والتخفيف من حدته، وكذلك الوقاية منه. لذا بادري عزيزتي باتباع النصائح التالية لحمايتك وأحبتك من هذه المشكلة الصحية.
وتذكري أنه من الضروري استشارة الطبيب قبل البدء بأي من هذه النصائح التي أوردها موقع "ويب طب":
- طلب المساعدة: من المهم التحدث مع الأخصائيين عند الشعور بأي من أعراض اكتئاب الخريف لتقديم المشورة والمساعدة المناسبة. كما أن التحدث مع الإصدقاء والأهل يُخفَف من حدة الإكتئاب بصورة كبيرة.
- الخروج للطبيعة: تسهم النشاطات المختلفة في الخارج خصوصاً في الطبيعة، بتحسين الحالة المزاجية وتخفيف حدة اكتئاب الخريف بدرجة عالية. ويمكن لسكان المدن تحديداً ممن يعانون من قلة المناظر الطبيعية وتقلبات الطقس، الإستمتاع بالطبيعة في الأرياف والقرى والإستجمام في أجوائها الجميلة.
- العلاج بالضوء: أحد العلاجات التي يتم اللجوء إليها للتخلص من اكتئاب الخريف، ويتضمن العلاج بالضوء الجلوس أمام مصدر للضوء لمدة 30 إلى 45 دقيقة.
- ممارسة الرياضة: إن التمارين الرياضية بكافة أنواعها واختلافها، تُعدَ وسيلة ممتازة لتعديل الحالة المزاجية وعلاج اكتئاب الخريف وغيره من أنواع الإكتئاب. فلا تتوقفي عن ممارسة الرياضة التي تحبين حتى في أجواء الخريف والشتاء الباردة.
- أدوية الإكتئاب: المعروفة بمضادات الإكتئاب التي يصفها الطبيب حسب الحالة الصحية لكل مريض، وينبغي الإلتزام بها حسب الوصفة وعدم التوقف عن تناولها إلا بعد استشارة الطبيب.