توازن الهرمونات لصحة مثالية للعروس

هي: جمانة الصباغ
 
في ظل نمط الحياة السريعة العصرية التي نعيشها، تتفاقم يوماً بعد يوم مشاكل الإنسان الصحية خصوصاً تلك المتعلقة بزيادة الوزن التي قد تؤدي في معظم الأحيان إلى ظهور أمراض مستعصية يصعب التغلب عليها بسهولة. وهو هاجسٌ يسيطر على كل سيدة تتحضر للزواج وبدء حياة عائلية تخوض فيها تجربة الحمل والولادة كذلك الأمر مما يترتب عليه تغيراً في جسمها بصورة متواصلة.
 
تقول لورا سميث، أخصائية التغذية لدى "كي كال" للوجبات الصحية السريعة، أن هذا الأمر يمكن تفاديه في حال اتباع نظام غذائي مدروس، معتبرةً أن جسم الإنسان معقدٌ جداً. إذ يؤكد الباحثون والأكاديميون سنة تلو الأخرى أن الهرمونات قد تلعب دوراً رئيساً في نقصان وزيادة الوزن وأن تركيبة الجسم تتغير أكثر مما كان يُتوقع في السابق. 
 
وقد تزعّم شارلز بوليكوين هذه الثورة وقاد هذا التوجه. وشارلز هو مدرب ألعاب قوى كندي طوّر نظاماً يُعرف بإسم "الإمضاء البيولوجي" (BioSIgnature). ويركز هذا النموذج على تحقيق تخفيض الدهون في مناطق محددة من الجسم، من خلال توازن الهرمونات، ويشدَد على النظام الغذائي للفرد والمكمَلات وبرامج تدريب ألعاب القوى.     
 
وتضيف سميث أن بوليكوين يعتقد أن تراكم الدهون في مناطق محددة من الجسم يتعلق بهرمونات معينة قد تكون مرتفعة أو منخفضة جداً. مثالٌ على ذلك، تقترح الدراسات أن الدهون المخزَنة حول منطقة المعدة مرتبطةٌ مباشرة بزيادة إنتاج هرمونات الضغوط المعروفة بإسم "كورتيزول" (cortisol). 
 
وتتساءل أخصائية التغذية لدى "كي كال": إذاً، إلى أين نتجه من هنا؟ وهل هذا يعني أنه لا يمكن حرق الوحدات الحرارية بنفس بساطة إكتسابها؟
 
بالنسبة لسميث، فإن هذه الدراسة قد تكون خطوة إيجابية لجميع الأفراد الذين يعانون من دهون صعبة في مناطق معينة، والتي يبدو أنهم لا يستطيعون التخلص منها. وعبر تحديد الأماكن التي يخزَن بها الأفراد الدهون، يمكن للبرامج الغذائية والتمرينات الرياضية المخصَصة أن تحرق الدهون المخزَنة في الجسم. وهنا بعض الإرشادات التي تسهم في تحقيق ذلك: 
 
إستقرار الهرمونات:
1- التقليل من تناول السكريات:
المشكلة مع المأكولات الغنية بالنشويات المكرَرة مثل الخبز الأبيض والحلويات والمعجنات البيضاء، هي أنها تدخل بسرعة إلى الدم، مسبَبة إرتفاعاً حاداً في مستويات الجلوكوز وإنتاج الإنسولين. ومع الوقت، يؤدي هذا الأمر إلى تخزين إضافي للدهون حول منطقة المعدة، وبالتالي من الأفضل تجنَب تناول السكريات العادية. 
 
2- زيادة تناول الحمض الدهني أوميغا 3:
إن زيادة تناول الدهون المتعددة غير المشبَعة (أوميغا 3) هو أمرٌ رائعٌ لتوازن الهرمونات. إبحثي عن هذه الزيادة في تناول مكمَلات زيت السمك، بالإضافة إلى زيادة تناول بذور الكتان وبذور الشيّا والجوز في النظام الغذائي.
 
3- الحد من الكافيين:
لدى الكافيين القدرة على تغيير توازن الهرمونات بسبب فعاليته المحفّزة للجسم، وهو ما يؤدي إلى الإضرار بالغدد الصمَاء وزيادة هرمونات الضغوط المعروفة بـ"كورتيزول" ويبطء عمل الغدد. وهذا الأمر يتضاعف مع وجود عوامل أخرى مثل الحمية الغذائية الضعيفة والحمل والسموم والضغوط النفسية. لذا تناولي الكافيين بحكمة، وخذّي معه دهوناً جيدة مثل الزبدة العضوية أو زيت جوز الهند وتجنّبي تناوله بعد الثالثة من بعد الظهر وبعد ممارسة الرياضة.  
 
4- إضافة التوابل:
تقترح الدراسات أن المنكَهات مثل القرفة، تستطيع المساعدة في المحافظة على توازن مستويات السكريات في الدم، وبالتالي تجنّب زيادة إنتاج الإنسولين ومخاطر تطوير مقاومته. ويُنصح بإضافة القرفة والشوفان والبطاطا الحلوة من أجل إبطاء حركة الجلوكوز لغاية 35%.  
 
5-مساعدتك على الهضم:
إذا كان جهازك الهضمي لا يعمل بشكل صحيح، إذاَ، من الأرجح أن الهرمونات لا تعمل بشكل صحيح أيضاً. وقد يؤدي الخلل في الجهاز الهضمي إلى زيادة غير ضرورية في هرمونات الكورتيزول. وأفضل وسيلة لتجنب هذا الأمر هو تفادي المأكولات المعروفة بتسبَبها للإلتهابات والحساسية المفرطة مثل الألبان والغلوتين والصويا والزيوت النباتية والدهون المتحولة وزيت الكانولا. لذا ننصحك بتناول أنواع من المأكولات يمكنها أن تساعد جهازك الهضمي، مثل مكمَلات البروبيوتك والمزيلة للسموم.  
 
6- حافظي على رشاقتك:
وقت الراحة، هو الوقت الذي ينظَم فيه جسمك الهرمونات. لذا، فإن اتباع العادات الجيدة هو أفضل طريقة لكي تتمكني من تنظيم الهرمونات. حاولي النوم ما بين 7 و8 ساعات خلال الليل بشكل متواصل. وإذا كنت غير قادرة على النوم بشكل منتظم والإستيقاظ بشكل متكرر، فإن مستويات هرمونات الضغوط سوف تزداد. 
 
وقد تبيّن أيضاً أن نوعية النوم الرديئة تلعب دوراً مهماً في خفض مستويات اللبتين. واللبتين هو الهرمون المسؤول عن الإحساس بالجوع وتنظيم عملية الأيض (metabolism)، وبالتالي تؤدي قلّة النوم إلى الإحساس بالجوع وإبطاء عملية الأيض. وعند وجود مشاكل في النوم سوف تساعدك مكمَلات المغنزيوم فهي رائعة لاسترخاء العضلات وهو ما يؤدي إلى نوم أفضل ويجعل الهرمونات متوازنة. 
 
7-عادات منتظمة لتناول الطعام:
تناولي دائماً وجبة الفطور، وبحسب أهدافك تناولي الطعام ما بين 5 و7 مرات في اليوم بمعدل ما بين 2 إلى 3 ساعات. ومن خلال تناول الطعام بانتظام، سوف تتوفر للجسم إمكانية تنظيم مستوى السكر في الدم وتجنب الإفراط في الطعام والشراهة. 
 
8- تناول الدهون الجيدة:
إن تناول مصادر صحية من الدهون المشبَعة مثل تلك الموجودة في زيت جوز الهند والأفوكادو أظهر أنه يعزَز التوستستيرون والهرمونات الأنثوية.  
 
9- الألياف:
وفّري المزيد من الألياف لجسمك من خلال تناول الفواكه والخضروات.
 
10-التمارين:
هل صحيح أن مقولة "أي تمرين هو أفضل من عدم التمرين على الإطلاق"؟ حسناً، إذا كان لديك أي قلق من عدم توازن الهرمونات أو قد تكون تمارين القلب الطويلة والمكثَفة لا توفر لك المساعدة، أو قد تكون أيضاً غير مفيدة لك، فإن التمارين الطويلة والثابتة لمدة 45 دقيقة أو أكثر أظهرت زيادةً في هرمونات الكورتيزول، كما أنها تؤدي إلى إبطاء عمل الغدد الدرقية، وبالتالي تكون النتيجة عكسية وليست لصالحك. لذلك، جرّبي إستبدال الـ 45 دقيقة من الجري بتمارين مكثّفة ومتنوعة.  
 
كذلك أظهرت تمارين ألعاب القوى أنها تحرَك الهرمونات الجيدة، بدلاً من زيادة هرمونات الضغوط.