من البدلة العسكرية إلى العباءة فالكاب... هكذا تطورّت فساتين الزفاف عبر الزمن
لن تصدّقي كيف تطوّرت فساتين الزفاف منذ قرون مضت. هذا الفستان "الحلم" لم يكن يشبه الأحلام دائماً، بل كان يمكن تشبيهه بعباءة عادية في بعض الأحيان؛ ليتحوّل في ما بعد إلى بدلة رسمية أو ثوب بمثابة حديقة ورود حرفياً. لكن هذا لا ينفي حقيقة تألّق عرائس اعتمدن الفساتين الفكتورية، أو القماش الساتان الذي جعلهن يسرن في بريق ساحر. تابعي القراءة كي تسافري معنا في رحلة توثيق لافتة، من خلال جولة على فساتين الزفاف تنطلق من حقبات الزمن الغابر إلى اليوم.
فساتين بالأبيض في منتصف القرن التاسع عشر
ظهرت فساتين الزفاف البيضاء بشكل حقيقي في منتصف القرن التاسع عشر، توازياً مع قماش الحرير المطرّز والدانتيل والتفاصيل الزهرية. وقد ساد تناقض حول هوية السيدة التي ارتدت الفستان الأبيض للمرة الأولى؛ فتحدثت مصادر عن أنّه_ على عكس المتداول، لم تكن الملكة فيكتوريا أول من ارتدت فستانًا أبيض يوم زفافها، ولم تكن حتى أول سيدة ملكية تعتمده (ماري، ملكة اسكتلندا ارتدت الأبيض في يوم زفافها عام 1558)، لكنها كانت بالتأكيد الأكثر تأثيرًا. فسرعان ما أصبحت فساتين الزفاف البيضاء هي القاعدة، وليس الإستثناء، بعد عرس فيكتوريا.
بالمقابل، لفتت مصادر أخرى إلى أنّ أول حالة موثقة لأميرة كانت ترتدي فستان زفاف أبيض في حفل زفاف ملكي هي تلك الخاصة بفيليبا من إنجلترا، حيث ارتدت سترة مع عباءة من الحرير الأبيض يحدّها السنجاب والجزر في عام 1406.
إلاّ أنّ الفضل يعود إلى الملكة فيكتوريا في الترويج لفستان الزفاف الأبيض بعد أن ارتدت ثوبًا حريريًا عاجيًا عام 1840. إذ بعد فترة وجيزة من زواجها، تم نسخ ستايل زفاف الملكة من قبل كبار الخياطين.
للفساتين الواسعة 1900 حقبة
مع اقتراب نمط العصر الإدواردي، واجهت فساتين الزفاف فترة انتقالية؛ فجأة، أصبحت المقاسات الفضفاضة والأقمشة الرقيقة مثل الدانتيل رائجة، فيما كانت الرقبة مغطاة بالكامل مع أكمام طويلة في فساتين يملؤها الكشكش.
1920 حقبة الطرحة
خلال عشرينيات القرن الماضي، شهدت أزياء الزفاف تحوّلاً لافتاً، حيث باشرت النساء باعتماد الطرحة الطويلة وفساتين زفاف بخصر ضيق. في الفترة نفسها، ارتدت العرائس الفستان القصير الذي وصل طوله إلى الركبة.
1930 حقبة الساتان والحرير
بدأت العرائس تعتمد أقمشة الساتان والحرير، وعادة ما كنّ يخترن أنماط فساتين طويلة الأكمام مع ذيل صغير وتصميمات زخرفية بسيطة، مثل التطريز؛ كما تم اعتماد بوكيه العروس خلال هذه السنوات.
العروس بالبدلة في حقبة 1940
شهد هذا العام اندلاع الحرب العالمية الثانية، فأتت فساتين العرائس عبارة عن بدلات تشبه البدلات العسكرية، باللون الرمادي. حسناً، هذه البدلة لا تمثل فرحة الزفاف ولا فستانه.
حقبة الخمسينات للفساتين الأنثوية
سجّلت هذه الحقبة توجها لافتاً في فساتين الأعراس نحو الطابع الرومانسي والأنثوي. في هذه الفترة بدأت فساتين الزفاف تسطّر صفحات جديدة حالمة لليوم الكبير. أبرز من ظهر بفستان أنثوي بقالب عصري هي جاكلين كينيدي التي ارتدت فستاناً مميزاً تمت خياطته بتصميم خاص للأكتاف والخصر وتم تزيينه بالقفازات القصيرة. هذا، وتوّجت كينيدي طلتها من خلال بوكيه من الزهور الطبيعية.
الستّينات حقبة الثورة في الموضة
في ذلك الوقت، شهدت فساتين الزفاف ثورة في التصاميم؛ وأصبحت الموضة السائدة عبارة عن فساتين تعبّر عن شخصية العروس التي تحرّرت حينها من قوالب نمطية تحكمها في يوم زفافها. بدأت الموضة تتطوّر من خلال طرحة التول القصيرة والناعمة، أو القبعة الصغيرة مع الشبك، مع فساتين قصيرة بعيدة عن النمط الأسطوري لفستان الزفاف، الذي تم تصميمه بطول لا يتخطى الركبة بأقمشة الساتان والتول، كما بدأت تنتشر الفساتين الملوّنة كالبيج والوردي الفاتح.
حقبة السبعينات للفستان البوهيمي
كان النمط البوهيمي أحد السمات المميزة لفساتين الزفاف في السبعينات، بأكمام طويلة تتدلى من أسفل الساعد، في نمط ناعم، أنثوي، كلاسيكي، ورومانسي.
فستان الطبقات في حقبة الثمانينات
الفستان بطبقات كان موضوع إطلالات الزفاف في الثمانينات، بالأكمام المنتفخة والتنانير الضخمة، مع ياقات عصرية؛ وذلك بفضل حفل زفاف الأميرة ديانا الملكي بقماش الدانتيل المزيّن بالخرز. كما برزت فساتين بأكمام الكاب، والكشكشة من الأورجانزا.
حقبة التسعينات امتداد للستّينات
من ناحية الموضة، كانت فترة التسعينات فريدة وانتقائية، وكان هناك تجديد واضح لإتجاهات الستّينات الشعبية، من الصور الظلية ذات الأكمام الجورسية إلى المطبوعات وتفاصيل القوام الرائع. اللافت في هذه الحقبة هو ظهور بارز للعقد على رقبة العروس من خلال ستايل التشوكر الدانتيل.
حقبة الألفين للفساتين المكشوفة
فساتين زفاف رائعة بدأت بالظهور في هذه الفترة، بقماش التافتا والساتان. كما درجت موضة الفساتين دون أكتاف مع اعتماد الحزام على الخصر في كثير من الأحيان؛ الفساتين أتت طويلة وضخمة ولكن بطريقة ناعمة، كما تكاثرت أنماط الفساتين الجريئة والمكشوفة.
فساتين زفاف 2010 الجريئة
فساتين زفاف 2010 أتت بتصاميم مزخرفة بأقمشة التافتا والتول والساتان مع طابع فكتوري في بعضها. لكن، هذا لم يمنع ظهور الفساتين القصيرة الناعمة، والطرحات الفانكي. كما بدأنا نلاحظ توجهاً لافتاً نحو الفساتين الملوّنة التي ظهرت على مدرجات أسابيع الموضة حينها.
فساتين زفاف 2020 بنغمات إبداعية
فساتين زفاف 2020 أصبحت تشبه الأعمال الفنية، من الصور الظلية الكلاسيكية، إلى الجريئة والترندي. وتعدّدت التصاميم من الفساتين المحتشمة إلى فساتين بالظهر العاري، والأكتاف المزيّنة بشرائط التي خلقت تأثيرًا لافتاً. استحوذت الصيحات البسيطة على فساتين الزفاف لهذه الحقبة، بينما قدمت تجربة أنيقة حقًا كشفت أنامل مبدعة في موضة فساتين الأعراس: من طبعات الورود إلى الكاب الأنيق والزخرفة عند الصدر وتفصيل القوام، كلها عوامل جعلت العروس تبرز بمظهر عصري نخبوي.