مصمم حفلات الزفاف محمد غياض لـ"هي": تميز فكرة التصاميم يكمن في تفاصيل هندستها وإيحاءاتها
لطالما تميز مصمم حفلات الزفاف اللبناني محمد غياض بإبداعاته الراقية والاستثنائية في تفاصيل الحفلات التي يعمل عليها في عدد كبير من البلاد، فلا يكتفي غياض بتحديد فكرة أسس حفل الزفاف بالنسبة للمكان والألوان وتنسيق الإكسسوارات وغيرها من اللمسات الأساسية، بل يحرص على إدخال عناصر تكنولوجية وفنية تضفي فخامة جعلت اسم Le Mariage Wedding Design Company يحلق عاليا في سماء عالم تصميم الأعراس. هذه الشركة التي أسسها غياض سنة 2009 انطلقت من بيروت إلى دبي، وتعمل على تنسيق أكبر حفلات الأعراس في العالم بأسلوبها الخاص، فتميزت من خلال عدد كبير من حفلات الزفاف الملوكية التي سطع اسمها في العالم، وأبرزها حفل زفاف نجل الملياردير الهندي موكيش أمباني في عام 2019 ، وحفل العائلة المالكة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد آل نهيان في أبوظبي في عام 2016 ، وكذلك حفل عائلات تامنس وأولكر التركية في أبوظبي، والمزيد من العملاء الراقين في جميع أنحاء العالم.
نفذت من خلال شركتك الخاصة Le Mariage عددا كبيرا من حفلات الزفاف الملكية، بماذا يتميز أسلوبك الخاص في تصميم حفلات الزفاف؟
من خلال خبرتي في مجال تصميم وتنفيذ الأفراح والمناسبات، اكتشفت أن هناك الكثير من النقاط التي يجب اتّباعها واعتمادها عند البدء بتصميم حفل الزفاف، وأبرزها عنصرا الدمج والإبهار. فمن الصعب دائما التوفيق بين هذين العنصرين على المستوى نفسه، ولكن الذي يريد التميز والابتكار لا بد أن يتبع ما هو أصعب. وبالنسبة لي تميز فكرة التصاميم يكمن في تفاصيل هندستها وإيحاءاتها، من هنا تميزت تصاميمنا بعناصر عدّة مثل: الابتكارات الفنية والتكنولوجيا، والرقي بالأفكار وغيرها من العوامل الهندسية، كما أن التكنولوجيا المرئية أخذت حيّزا خاصا ومميزا في قسم كبير من التصاميم التي ابتكرناها ونفذناها.
ما الأسس التي تعتمد عليها لابتكار فكرة الحفل التي تشبه العروسين؟
في الواقع هناك نوعان من العرائس، النوع الأول هن العرائس اللواتي ليس لديهن أدنى فكرة عن تصميم حفل زفافهن، أو حتى عن تفاصيل الأفكار التي يرغبن في اعتمادها خلال الفرح، وهنا يأتي دورنا في مساعدتهن من خلال التقرب من أذواقهن عبر طرح عدد من الأسئلة، وعرض مشاهد هندسية تساعدنا في تحديد اهتماماتهن، مثل الألوان التي تجذبهن، والمناظر الطبيعية المفضلة عندهن، والمشاهد اليومية التي تلفت انتباههن كالنجوم والحدائق والهندسة المعمارية وغيرها.. لندمج فيما بعد هذه الاختيارات ضمن تصميم يناسب اهتمامات العروس وفكرة الحلم. أما النوع الثاني، فهن العرائس اللواتي لديهن فكرة مسبقة عما يرغبن فيه في حفل الزفاف من الأفكار إلى الألوان والأشكال وغيرها من التفاصيل.. في هذه الحالة يأتي دورنا بتطوير هذه الأفكار إلى تصميم خاص، تتلاقى عوامله مع تخيلات وأفكار العروس.
ما الموضة العالمية التي تميل إليها حفلات الأعراس في هذا الموسم؟ وماذا عن التقنيات الجديدة؟
منذ بداية دخولي مجال تنظيم حفلات الأفراح، وأنا أعمل على تطوير عملي ونظرتي الخاصة لهذا المجال، فلا أقف عند حد معين، بل أسعى جاهدا لأنوِّع ما أقدمه لكل عروس في كل موسم. فلطالما كانت الأفراح التي نفذناها، والتي سوف ننفذها، مختلفة عن غيرها، من حيث اختيار المساحات الشاسعة والضخامة في الديكور والتنفيذ والإنتاج، إضافة إلى العوامل الفنية والتكنولوجية التي لم يسبق أن استُخدمت سابقا في مجال الأفراح.
عندما تكون لدينا مساحات شاسعة، نُدخل ما نسميه الهندسة العمرانية أو الهندسة الحضارية، إضافة إلى العوامل الضخمة التي نستخدمها، والتي في بعض الأحيان تدفعنا إلى التعامل مع شركات عالمية لتنفيذها على أرض الحفل.
أما بالنسبة للتقنيات الجديدة، فهناك الكثير من التقنيات التي يمكن استخدامها في هذا المجال، والتي تضيف لمسات إبداعية إلى الحفل. والجدير بالذكر هنا أن مجالنا هو مجال هندسي فني بامتياز، من هنا أستطيع القول: لا حدود للفن والابتكار فيه، فطالما هذا الكون ينبض بالحياة، فإن الأفكار والابتكارات الفنية لا نهاية لها.
بعد تفشي أزمة كورونا في العالم، هل من منحى جديد لحفلات الأعراس حاليا؟
بالطبع، ما حدث بسبب أزمة كورونا هو شيء لم يكن في الحسبان، وله تداعيات كثيرة، أقلّها على المدى القريب في مجال الأفراح، ولكن كما نعلم الحياة تستمر، وعلينا التأقلم مع هذا الوضع، وفق المعايير الصحية الضرورية حفاظا على سلامة الضيوف وأهل الفرح، وعلى سلامة المنظمين والعاملين في تنفيذ الحفل. فمن الآن وصاعدا وحتى الانتهاء من هذه الأزمة لا بد من الإبقاء على التباعد الاجتماعي السليم والمعايير الوقائية اللازمة لإتمام أي حفل نعمل عليه انطلاقا من تقليص عدد الضيوف، وتقليص عدد المقاعد على طاولات العشاء، وتباعد الطاولات فيما بينها، وتعقيمها قبل الحفل، وغير ذلك من الإجراءات الضرورية.
تعاملت مع كبار أسماء المتخصصين في مختلف المجالات لإبداع أجمل الأفكار لحفلات الزفاف، إلى أي مدى ترى أن هناك ضرورة أو فائدة في هذا التنوع؟
لقد تعاملنا مرارا مع كبار أسماء المتخصصين في جميع المجالات من الشركات والأفراد، سواء في مجال الأفراح أو في مجالات الخدمات الفنية والتكنولوجيا. وبالنسبة لي كل منهم يتميز بأسلوب أو نمط ما في طريقة التنفيذ، وهذا ما يضفي التنوع الذي تتحلّى به الأفراح التي نقدمها. فهناك كفاءات وخبرات عدة في الأشخاص، والأهم هو أن ندرك كيفية الاستفادة منها في المكان الصحيح.
نظمت أحد أكبر وأضخم حفلات الزفاف العالمية في الهند بميزانية 200 مليون دولار، ماذا عن تفاصيل هذا الحفل؟ وبماذا تميز؟
بالفعل لقد كانت تجربة فريدة ومتميزة، وكانت إضافة جيدة إلى مسيرتي في هذا المجال، وخصوصا لجهة التعامل مع كبار المتخصصين العالميين في هذا المجال.. كان هذا الحفل فعلا تجربة ممتعة وفريدة، وخصوصا أن فترة التجهيز والتصميم فيها كانت قياسية بامتياز، لجهة الحجم الذي كان يتمتع الحفل به. وقد كان الحفل أسطوريا، واستمر على مدار ثلاثة أيام متتالية، أما تنفيذه، فلم يتخطَ فترة 30 يوما فقط، وهذا رقم قياسي نسبة لتجهيز حفل بهذه الضخامة. كما حضر الحفل كبار الشخصيات السياسية والفنية والاجتماعية من جميع أنحاء العالم، وأكثر ما أحببته في هذه التجربة هو اكتشافي للعادات الهندية، وطريقة احتفالهم بالأعراس التي لم يسبق أن رأيتها أو شاركت فيها من قبل.
ما مشاريع حفلات الزفاف المقبلة؟
الآن نعمل على تجهيز تصاميم مميزة للموسم الجديد، خصوصا أن الفترة القادمة ستكون مزدحمة من جهة الأفراح، نظرا للحجوزات الجديدة بعد فترة التأجيلات نتيجة الحجر من جراء أزمة كورونا. فلقد استفدنا من هذا الوقت لتحضير وتجهيز تصاميمنا التالية لإرضاء جميع الأذواق.
بماذا تنصح المقبلين على خوض غمار هذه المهنة بناء على تجربتك الطويلة في هذا المجال؟ وهل انطلقت في مجالك من دراسة أم من من خبرة؟ وماذا عن العقبات التي واجهتك؟
تتميز هذه المهنة بالقدرة على تصور الأشياء، وإدراك كيفية دمج العوامل بطريقة فنية فيما بينها قبل البدء في مرحلة تصميمها. فبالنسبة لي وقبل خوض هذا المجال لطالما كنت مهتما ومنجذبا لكل ما يتعلق بتدرجات الألوان، والمشاهد التي ترسمها الطبيعة بنفسها، والهندسة في كل معاييرها ونماذجها، فاعتدت أن أرى كل ما هو حولي وأمامي بطريقة فنية وهندسية. وكما في كل المجالات، تطورت طريقة رسم بداياتها، لذلك قررت أن أترجم هذه المشاهد الفنية والطبيعية واليومية التي تصادفنا، والتي تحيط بنا من خلال التصاميم المبتكرة للأفراح، ومن هنا أقول لكل من يود خوض هذا المجال: إنه مجال مليء بالصعوبات والتحديات، لأنه يرتكز على مدى شغف الشخص بالابتكار والخلق الفني، وهو عنصر أساسي في هذا المجال، كما أن المسؤولية التي تقع على المصمم هي بالطبع كبيرة جدا، نظرا لتعلقها بشكل مباشر باليوم الأهم في حياة العروسين.
ماذا عن تفاصيل اللايف مع "رالف أند روسو". وماذا تضمن بالنسبة للعروس ولحفلات الأعراس وغيرها؟
أعتقد أن الجميع الآن لديه تساؤلات واستفسارات حول سياق الأفراح بعد أزمة كورونا، لذلك قررنا "لو مارياج ورالف أند روسو" أنه لا بد أن نتشارك في هذه الفقرة "اللايف"، لإيضاح ومشاركة جميع المتابعين بالمواضيع التي تهم كل شخص يحضّر لحفل زفافه في هذه الفترة. فكانت خطوة مهمة ومفيدة، خصوصا أن موضوع "ثوب الزفاف" هو أمر أساسي للعروس، وكذلك كيفية التجهيز للحفل في هذه الفترة.
قريبا ستُطلق تطبيق online مخصصا للعروس، أخبرنا عن تفاصيله، وكيف يمكن للعروس المستقبلية أن تستفيد منه؟
إنه تطبيق جديد في هذا المجال، وبصراحة ظروف "كورونا" وعلى الرغم من صعوبتها، جعلتنا ندرك كيفية الاستفادة من التكنولوجيا العملية والتسوقية في مجالنا. لذلك أطلقت فكرة ال virtual meetings من خلال التطبيق، والذي سيتيح للعروس اختيار تفاصيل تصميم حفل زفافها من المنزل وعبر الموبايل، تماما كأنها في الموعد مع المصمم، كما ستتمكن من اختيار الألوان والإكسسوارات من خلال التطبيق بطريقة مفصلة ومدروسة، والتعرف إلى الخدمات الأخرى التي تكمل زفافها، والاستفسار عن كل ما يربكها عادة خلال التحضيرات، كخدمة الضيافة، والخدمات الأخرى التي تحتاج إليها كل عروس لحفل زفافها، وكذلك التسهيلات التي ستنتفع منها العروس من خلال حجزها للخدمات عبر هذا التطبيق.
كيف ترى مستقبل عالم الأعراس في هذه الفترة؟
بغض النظر عن الفترة المقبلة للأفراح، أرى أن الأفراح هي دائما في تطور وتقدم طالما هناك أشخاص ما زالوا يؤمنون بهذا المجال، وطالما أن هذه المناسبة هي من أهم المناسبات لأي ثنائي في عالمنا، يسعى دائما لتكون أجمل من تصوراته وأحلامه.