السعوديات تنافسن الرجال في شراء "خروف العيد"
هي – شروق هشام
جرت العادة منذ القدم أن يشتري الرجل أضحية العيد ويقف على ذبحها، وبعضهم يذبحها بنفسه، ولكن مع مجريات الحياة الحديثة، أصبحت المرأة منافساً للرجل في ذلك، فها نحن نرى الكثير من النساء تتوجهن إلى الأسواق لشراء "الأضحية"!
أصبحت المرأة السعودية تقوم باختيار أضحيتها بنفسها وتشرف على ذبحها وتقسيمها بل تعدى الأمر إلى أنها غدت تضحي عن أسرتها حتى في وجود الرجل، كما تضحي عمن توفي سواء زوجها أو والدها أو ابنها أو إخوتها.
فهل غير "خروف العيد" مفاهيم الرجال، بسبب غلاء الأسعار، وخوض المرأة ميدان العمل؟ أم رغبة النساء أنفسهن اللاتي أصبحن لا يعتمدن على الرجل في ذلك؟
رصدت "هي" أراء بعض السعوديات عن هذا الموضوع:
في البداية أكدت الثلاثينية عبير علي، أنها تحرص على شراء الأضحية بنفسها ومن مالها الخاص، وأوضحت السبب في ذلك فقالت: "أضحيتي منفصلة عن أضحية زوجي منذ ثلاث سنوات، وذلك بعد وفاة والدي، حيث أذهب مع زوجي لشراء أضحية لي ومن مالي الخاص غير التي يشتريها هو، وفي يوم العيد اطلب منه ان يذبحها صدقة عن والدي رحمه الله، وأقوم بتوزيعها بنفسي بعد الذبح وأتمنى ان يتقبلها الله سبحانه وتعالى وتكتب في ميزان حسنات والدي".
وأبدت الأربعينية "أم محمد" حرصها على شراء الأضحية بنفسها ومن راتبها الخاص، مع مراعاتها للمواصفات الشرعية في الذبيحة، وحرصها على الإشراف على ذبحها، موضحة أنها فضلت شراء الأضحية على انتظار زوجها الذي قد يشتريها وقد يختلق الحجج للهروب من مسؤوليته، لأنها تعلم أن زوجها يتكاسل عن شراء الأضحية والوقوف على ذبحها، وهي ترغب في نيل الثواب.
وبدأت الستينية أم سالم، حديثها بعبارة "العيد ما يكون عيد بدون الأضحية"، وأوضحت أن فرحتها بالعيد ارتبطت منذ كانت طفلة صغيرة بوجود الأضحية ومراسم تقطيعها وتوزيعها، وأضافت: "بعدما كبر أولادي فقدت بالفعل شعور الفرح بالأضحية لتضحية كل ولد من أولادي ببيته وإرسال اللحم لي جاهزا، حتى قررت أن أضحي أنا عن نفسي، فأصبحت اذهب إلى حلقة الغنم بنفسي، وأختار الأضحية الجيدة، علماً بأني استطيع اختيار الأجود من الأضاحي أكثر من أبنائي حيث أصبحوا يطلبون مشورتي في ما يتعلق باختيار الأضحية".
واشتركت العشرينية البتول سعيد مع أخواتها الثلاث في جمع ثمن الأضحية واشترتها بنفسها، حيث قالت: كنا نعتمد سابقا على والدي في الأضحية، ولكن بعد حصولنا على وظائف رأينا أن نقوم بهذه الشعيرة بأنفسنا لعظمتها عند الله تعالى، فذهبت مع والدي لسوق الغنم ليختار هو الذبيحة وقمنا بدفع ثمنها، وفي يوم العيد إن شاء الله سنحضر الجزار لذبحها في المنزل، وسنقوم بتوزيعها أنا واخواتي حسب الهدي النبوي الشريف.
وبسؤال البائع محمد صالح، عن شراء النساء للأضحية بأنفسهن، قال: "الحقيقة أن تواجد النساء خلال السنوات الأخيرة في الأسواق لشراء الأضحية اختلف عن تواجدهن في الزمن الماضي، ففي الماضي كان تواجدهن ينحصر في النساء الكبيرات في السن أو النساء اللاتي يرافقن محارمهن للمشاركة في فرحة شراء خروف العيد مع الأطفال، أما الآن فقد أصبحت النساء على اختلاف أعمارهن وكذلك الفتيات تتجولن في الأسواق لشراء الأضحية مع محارمهن أو بدونهن، بل وتمتلك العديد منهن خبرة لا بأس بها عند اختيار الأضحية".
وأكد البائع محمد أن على النساء المقبلات على شراء أضحية العيد، أن يتعرفن على المواصفات الخاصة بجودة الأضحية والتي نشرتها الهيئة العامة للغذاء والدواء، وذلك حتى لا يقعوا فريسة سهلة لخداع البائع، ومن أهمها:
يجب أن تكون الأضحية متوافقة مع الشروط الشرعية من حيث السن والسلامة وخالية من العيوب التالية (العوراء، العرجاء، المريضة والهزيلة)، وعند شراء الأضحية يجب أن نطلب من البائع تركها على الأرض وعدم رفعها من الأمام لأن ذلك يعطي انطباعا خادعا للمشتري بأن حالة الأضحية الجسمانية جيدة، وأشار إلى أن أرجل الأضحية يجب أن تكون مستقيمة وقوية، ويجب أن يكون رأس الأضحية مرفوعا للأعلى وليس متدليا إلى الأرض، والعينان يجب أن تكونا لامعتين وبراقتين ولا يوجد بهما اصفرار أو احمرار، وكذلك الصوف ناعم الملمس ونظيف وليس باهتا.