لماذا تنفق السعوديات مليارَي ريال أثناء الزواج؟
شروق هشام
يعد سوق الأعراس في المملكة العربية السعودية من أكثر الأسواق غنى وثراء في العالم، حيث تقام الأعراس التقليدية التي تمثل أهمية خاصة لدى العائلات السعودية وتخصص لها مصاريف ضخمة من قبل المقبلين على الزواج، كما يساهم سوق الأعراس بشكل فعّال في تطور قطاعات الجمال ومستلزماته ويحقق نمواً غير مسبوق في منطقة الشرق الأوسط.
وقدر خبراء ومستثمرون حجم إنفاق العائلات والأسر السعودية على زواج أبنائهم وبناتهن بأكثر من ملياري ريال سنوياً، مؤكدين أن المجوهرات والأزياء وحدها تنال أكثر من 50% من تكاليف الزواج.
لماذا تنفق السعوديات هذه المبالغ الطائلة أثناء الزواج؟
طرحت "هي" هذا السؤال على بعض السعوديات، فجاءت ردودهن كما يلي:
أبدت نهى عبدالرحمن، بعد أن مضى على زواجها عام واحد، تقبلها وموافقتها لفكرة غلاء مصاريف الزواج معتبرة إياها نتيجة طبيعية لغلاء المعيشة والمستلزمات، وكذلك ارتفاع أسعار الذهب والمجوهرات، ومصاريف حفل الزفاف وتأثيث المنزل، حيث أنفق زوجها أثناء زواجهما أكثر من ربع مليون ريال، وعلى الرغم من أنه لازال يسدد ديون الزواج حتى اليوم، إلا أن ذلك "شيء طبيعي حاله حال جميع الشباب، كما كان يجب أن يكون حال جميع الفتيات".
وأكدت سارة عادل، وهي عروس مقبلة على الزواج: "أن التطبيق العملي في واقع الحياة يختلف عما تخطط له العروس، لأن هذا الأمر يرتبط ارتباطاً مباشراً ببيئة الفتيات والمحيط الذي تتأثرن به، فليس من المعقول أن أشتري ذهباً أقل من أي فتاة تزوجت قبلي في العائلة، أو أن يكون فستان زفافي أرخص من فستان زفاف أي منهن، أو أن يكون جهازي وأزيائي أقل منهن، وهذا بالتأكيد يتطلب ميزانية ضخمة، مع العلم بأن تكاليف الزواج المتعلقة بمتطلبات التجميل والسفر لشهر العسل تمثل مبالغ طائلة تصرف بطريقة ليس لها حدود، فالزواج مرة واحدة في العمر".
وأشارت أم عبدالله، وهي أم لأربعة فتيات متزوجات، إلى أن "الفتيات يرسمن أحلامهن المتعلقة بالزواج في صورة حفلة عرس وفستان زفاف وسفر، ومن الصعب بالنسبة لأي فتاة التخلي عن هذه التكاليف، ومن جانب آخر تعد مصاريف الجهاز وفي مقدمتها الذهب والمجوهرات وكذلك الملابس والعطور والماكياج مصاريف إلزامية وبالتأكيد ستجمع هذه المصاريف مبالغ مالية ضخمة، فلقد وصلت مصاريف زواج ابنتي الصغرى أكثر من 300 ألف ريال، ولكن لا مفر! لذا يجب أن تكون ميزانية الزواج ميزانية كافية لتغطية هذه المتطلبات وغيرها، وبشكل عام إذا كانت مصاريف الزواج رخيصة سيؤدي ذلك إلى إحساس الرجل برخص المرأة أو الاستغناء عنها في أي وقت".
وأكدت أم علي، وهي أم لثلاث فتيات في سن الزواج، أن شراء الذهب والمجوهرات يلتهم نصف ميزانية الزواج، ولا يمكن تخفيض هذه الميزانية بأي حال من الأحوال، "وإلا اعتبرت العروس رخيصة بنظر أهل زوجها، فهناك عادات وتقاليد ومقارنات لا يمكن أن نتجاهلها، ولا تشمل مصاريف الزفاف المصاريف المتعلقة بالعروس فقط، بل أن أم العروس وأخواتها ونساء عائلتها، ونساء عائلة العريس يجب أن يظهرن بأفخم وأبهى صورة في هذه الليلة، وهذا بالطبع يتكلف مصاريف هائلة، ولكنها ضرورية".
