في اليوم العالمي للبيئة.. نصائح للحدَ من استخدام البلاستيك في المطبخ
تحتفي دول العالم اليوم، ومنها دولة الإمارات، بيوم البيئة العالمي الذي يصادف 5 يونيو من كل عام. والهدف الأساسي من هذا اليوم، هو التوعية بأهمية المحافظة على البيئة نظيفة وخالية من التلوث الذي يمكن أن يهدد حياتنا بالأمراض والوفيات في العديد من الحالات.
ويُعدَ كوكب الأرض، أمانةً في أعناقنا جميعًا، كبارًا وصغارًا؛ ينبغي علينا جميعنا الحفاظ عليه وحمايته من أية ملوثات ومشاكل يمكن أن تضر به. وتأتي الممارسات البيئية السليمة والمستدامة، في طليعة الأعمال التي نقوم بها لحماية كوكبنا. منها التوعية من الحد لاستخدام البلاستيك، والذي بات أحد التحديات البيئية المُلحة حاليًا، والواجب تضافر الجهود لتجاوزها.
وقد أعلنت دولة الإمارات العام الحالي "عام الإستدامة"؛ بهدف توعية أفراد المجتمع كافةً، بضرورة الحفاظ على البيئة والمواد الطبيعية والحد من هدرها، إضافةً إلى استبدال بعض العناصر المُستخدمة بكثافة على مدار العقود الماضية كالبلاستيك ببدائل صحية وأكثر ملائمةً للبيئة. وذلك في مسعى حثيث من الدولة بكافة أركانها، لتأمين مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
ونحن كأعضاء في هذا المجتمع، مدعوون للسير بهذه الممارسات الصحية، والبدء بتخفيف استخدام البلاستيك في بيوتنا وخصوصًا داخل مطابخنا. لأن هذه المادة تحمل الكثير من الضرر على صحتنا، نتعرف عليه في موضوعنا اليوم؛ إضافةً لاستعرض أفضل السُبل لتقليل استخدام البلاستيك.
ما هي أضرار البلاستيك على الصحة
يتمحور موضوع يوم البيئة العالمي هذا العام، حول إيجاد حلول للتلوث البلاستيكي؛ والذي يُشكَل أحد أبرز التحديات البيئية التي يشهدها العالم. لاسيما في ظل ارتفاع التوقعات بشأن احتمالية تضاعفه خلال السنوات المقبلة، وذلك في حال عدم اتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة هذه الأزمة.
وتنتشر مادة البلاستيك في حياتنا اليومية إلى درجة كبيرة. فهي مادة ميسورة، وغير مُكلّفة؛ وتتواجد في كلّ مكان. وللأسف، فإن أكثر من 70% من البلاستيك الذي نستخدمه حاليًا، لا يتم إعادة تدويره؛ كما الكثير من هذه القمامة البلاستيكية تُجرف في المحيطات من الشواطئ، أو تتسرّب إلى الأنهار من الشوارع. فيما يقرب من 5 تريليونات قطعة من البلاستيك تطفو حاليا في محيطاتنا. حتى أن هناك نوعًا من البلاستيك، لا نستطيع تمييزه بالعين المجردة، لكنه موجود في العديد من المواد التي نستخدمها يوميًت مثل المساحيق والأطعمة وغيرها.
وبالرغم من أن الآثار الصحية لهذه المواد قد يكون ضئيلًا، إلا أنه ومع الوقت، قد يتحول لمشكلة صحية كبيرة.
يتأثر البشر والحيوانات فوق اليابسة وتحت الماء، بأضرار البلاستيك الشديدة؛ فيما تهددنا النفايات البلاستيكية بشتى الطرق. لذا يجب علينا جميعًا، السعي للحد من استخدام البلاستيك؛ والبداية تكون دومًا من داخل المنزل، وتحديدًا المطابخ.
نصائح فعالة للحد من استخدام البلاستيك في المطبخ
توارثنا عن أمهاتنا وجداتنا، حافظات الطعام البلاستيكية التي تبقى في مطابخنا وعلى الأرفف، لسنوات طويلة. نُسخَن الطعام فيها، ونقدم الطعام فيها، ونتناول الطعام فيها؛ دون أن ندرك مخاطرها الصحية علينا.
لذا ابدئي بتقليل استخدامك لهذه الحاويات البلاستيكية، واستبدليها بحاويات مصنوعة من الزجاج أو الفولاذ.
هذه النصيحة الأولى.. أما النصائح الأخرى للحد من استخدام البلاستيك في المطبخ، فهي نقاط قدمتها صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية للحد من استعمال هذه المادة الضارة في المطبخ، ولخَصها جيل كوزين في كتابه "دليل الطبخ بحس سليم" على الشكل الآتي:
- اختيار مواد غير مُعلَبة: مثل المعكرونة والبسكويت وغيرها، التي تأتي مُغلَفةً بطبقة من البلاستيك غير القابل للتدوير. والحل يكون بتسوق المواد العضوية غير المُغلَفة والتي قد تُباع في حقائب قطنية قابلة للغسيل، أو أوعية زجاجية.
- المياه المُعلَبة: يتجه الناس حاليًا وفي معظم دول العالم، نحو تقليل استخدام المياه المُعلَبة، وشربها مباشرةً من الصنبور بعد وضع فلتر خاص لها. كما يمكن استخدام العبوات الزجاجية أو الفولاذ المقاوم للصدأ والحافظ للبرودة، للغاية ذاتها؛ في محاولة لتقليل استخدام العبوات البلاستيكية للماء.
- استبدال البلاستيك بالزجاج: مدة حياته أطول، ويحفظ لك الماء والأطعمة بشكل جيد؛ والأهم، أنه مناسب للبيئة أكثر من البلاستيك. كما أن استخدام الزجاج لحفظ الأطعمة، خصوصًا الدهنية منها والتي نعمد لتسخينها على درجة حرارة عالية، يضمن عدم انتقال بعض مكونات البلاستيك الضارة بالصحة إلى الطعام.
الأمر ذاته ينطبق على كافة أواني المربى والمخلل والجرار التي يمكن استخدامها لتخزين بقايا الطعام من الوجبات. ولا تنسي استخدام هذه المواد المصنوعة من الزجاج أو الفخار، في تسخين الطعام وحفظه عوضًا عن البلاستيك.
- الفولاذ المقاوم للصدأ: خيارٌ مثالي وصحي كبديل عن البلاستيك الضار، والذي ينصحك به كوزين؛ سواء في المقالي غير اللاصقة، أو أواني الطبخ العادية، أو قوالب الكيك التي تدخل الفرن.
- الزجاج عوضًا عن السيليكون: وهو عبارة عن مطاط صناعي، يحتوي على "السيلوكسان" الذي قد ينتشر أثناء الطهي في الطعام. ومع أن ضرر السيليكون غير مُثبت، إلا أنه ينبغي الحذر منه كإجراء وقائي، واستبداله أحيانا بالأواني الزجاجية المصنوعة من البايركس، وهو زجاج مقاوم للحرارة.
- اعتماد الخشب: في الملاعق والخفاقات وألواح التقطيع التي تستخدمين بكثرة في المطبخ، لتجنب استخدام البلاستيك الضار. ويُفضَل اختيار هذه الأدوات مصنوعة من خشب ضعيف المسامية مثل الخيزران، الذي يتمتع بميزة عدم الحفاظ على رائحة المكونات أو طعمها.
- تقليل أدوات المطبخ البلاستيك: مثل عصارة الليمون وخلاط السلطة، اللذين عادةً ما يحتويان على البلاستيك. وينصح كوزين باستبدالهما بعصارة زجاجية يدوية وخلاط تقليدي.
- تجنب لفَ الأطعمة بالنايلون: الذي يأتي على شكل فيلم شفاف، قابل للتمدد، معتمد منذ عشرات السنوات في تغليف الطعام لحمايته من تكاثر البكتيريا، خاصةً عند الحاجة لتبريد بقايا الأكل قبل وضعها في الثلاجة. وكبديل، يمكن استخدام صحن أو لوح، أو قماش قابل للغسل لتغطية الطعام.
- التخلي عن الأكياس البلاستيكية: وهو الإجراء الذي اعتمدته دول عدة حول العالم، منها دولة الإمارات التي تسعى لمنع وحظر الأكياس البلاستيكية في الدولة مع الوقت. وينصح كوزين باعتماد المواد الحيوية والقابلة لإعادة التدوير في التسميد، بديلًا ممتازًا عن الأكياس البلاستيكية التي يصعب تدويرها كليًا أو بعضها في كثير من الحالات.
في الختام، تقع مسؤولية المحافظة على بيئتنا علينا نحن البشر، ومن الواجب تعليم أولادنا منذ عمر مبكر، على أهمية الحفاظ على بيئة سليمة. ولنكن نحن الأمهات والآباء، قدوةً لهم في هذا الشأن، من خلال اهتمامنا باختيار بدائل صحية وأكثر نجاعة من البلاستيك، في مسعى للتخلص من البلاستيك نهائيًا في السنوات القليلة المقبلة بعون الله.