3 توجهات تقنية.. تُغيّر تجربة عملاء المطاعم في الشرق الأوسط
سواءٌ اتفق الجميع أم اختلفوا على مبدأ أن تناول الطعام في المنزل أفضل من عدة نواحي، صحية ومادية وغيرها؛ إلا أنه لا يمكننا بدًا إلغاء واقع أن الأكل في المطاعم بين الحين والآخر هو تجربةٌ مميزة.
يتردد الناس على المطاعم لأسبابٍ عدة؛ فأنا مثلًا، أحبُ تجربة أطباقٍ جديدة بين الحين والآخر، كما أتردد على المطعم لتناول وجباتٍ لا أقوم بتحضيرها عادةً في المنزل، أو عندما أشعرُ بالتعب أو عدم الرغبة في إعداد الطعام بنفسي في البيت. وقد أتشارك هذه الأسباب مع شريحةٍ كبيرة من الناس حول العالم، فيما يبقى أن البعض لا يمتلك الوقت أو الإمكانيات لتحضير الطعام منزليًا ويحتاج لشرائه جاهزًا أو قصد المطاعم لهذه الغاية.
وقد تطورت ثقافة الأكل في المطاعم خلال العقود الماضية، كما تطورت أشياء أخرى في الحياة اليومية؛ وبات لدينا خيراتٍ واسعة وتُلبَي معظم احتياجات الناس سواء الغذائية أو التذوقية. ومع دخول التكنولوجيات والتقنيات الحديثة في عالم الطبخ، بتنا اليوم بحاجةٍ إلى مواكبة هذه التطورات التي يسعى معظمها، إلى تحسين وتسهيل وتجديد تجاربنا في تناول الطعام خارج المنزل. ولا ننسى بالطبع، العائد المادي والمعنوي للمطاعم جراء إدخال هذه التقنيات، والتسويق الواسع الذي يتيح لها جذب المزيد من الزبائن.
يعتمد تحقيق نجاح المطاعم، على المدى الطويل، على كيفية إدارة العديد من الركائز الأساسية؛ ابتداءً من الكفاءة التشغيلية والخدمات اللوجستية، ووصولًا إلى التعامل مع تعقيدات التسويق والتحوّل الرقمي. ولتحقيق النجاح والنمو المستمر، يتوجب على أصحاب المطاعم أن يقوموا بالمزيد من الاستثمارات المهمة وموازنتها بشكلٍ صحيح. وسواء كنتم تديرون علامةً تجارية موزّعة على مواقع كثيرة أو قليلة؛ ففي نهاية المطاف، سيكون الأمر متحورًا حول الحفاظ على ثبات التدفق النقدي لعلامتكم التجارية، وزيادة إيراداتتها وانتشارها، وإبهار عملائكم في كل مرة يحضرون فيها إلى المطعم.
تُعدَالتكنولوجيا الحديثة القوة الدافعة وراء النجاح ضمن هذا القطاع في العديد من الأشكال، وهو أمرٌ مهمٌجدًا خاصةً في منطقة الشرق الأوسط. ومن الضروري لأصحاب المطاعم أن يستمروا باستكشاف التقنيات المُجرّبة والناشئة للمضي قُدمًا بأعمالهم في عام 2024 وما بعده.
يُطلعنا ناجي حداد، المدير العام لشركة دليفركت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (وهي شركة متخصصة في مجال تطوير البرمجيات لتقديم خدمات تبسط عملية إدارة توصيل الطعام عبر الإنترنت من قنوات توصيل طلبات الطعام) في موضوع اليوم؛ على 3 توجهات تقنية يتوقع لها أن تُغيَر تجربة عملاء المطاعم في منطقة الشرق الأوسط.
توجهات تقنية تُغيّر تجربة عملاء المطاعم في الشرق الأوسط
هي في الحقيقة 3 توجهات جديدة، قد تُحسَن من تجارب العملاء في المطاعم وترتقي بها لأبعادٍ كبيرة.
-
التكنولوجيا اللاتلامسية في المطاعم
شهدنا في السنوات الأخيرة ارتفاعًا متسارعًا في الاعتماد على رموز الاستجابة السريعة وأنظمة الخدمة الذاتية في المطاعم؛ حيث تتيح هذه التقنيات للعملاء، مسح رمز الاستجابة السريعة بواسطة هواتفهم الذكية لعرض قائمة الطعام والطلب منها. كما تُوفر هذه التقنيات للعملاء،إمكانية اخيتار طرق الدفع المُفضلة لهم بكل سهولة، مما يتيح تسريع العملية برمتها ويُعزز الرضا العام للعملاء.
إن وجود رموز الاستجابة السريعة على الطاولة أمام الزبائن في المطعم، يعني أن بإمكانهم الوصول مباشرةً إلى القائمة الرقمية من هواتفهم المحمولة عند وصولهم. وغالبًا ماتكون هذه القوائم مرئية وتحوي صورًا ووصفًا كاملًا لكل طبق فيها، ما يتيحتقديم تفاصيل أوسع عن الخيارات المتاحة أمام زبائن المطعم وبالتالي تقديم تجربة أفضل لهم أثناء تناولهم الطعام.
كذلك يُعد هذا الحل اليسير طريقةً رائعة لتخفيف متطلبات الموظفين وأعباء العمل، الأمر الذي يسمح لفريق العمل التركيز على تزويد كل عميل بأفضل تجربةٍ شخصية ممكنة.
-
استخدام البيانات لتقديم تجارب مُخصصة لعملاء المطاعم
تتحول الصناعة بشكلٍ متسارع نحو التخصيص المفرط لتجارب العملاء، والذي يهدف إلى تصميم وتكييف كل جانبٍ من جوانب تجربة العميل بما يتناسب مع احتياجاته وتفضيلاته. ويتم تحقيق ذلك من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وأنظمة تحليل البيانات لتحليل كمياتٍ هائلة من البيانات التي تجمعها المطاعم عن تفضيلات العميل.
وابتداءً من البيانات عبر الإنترنت التي تتم مشاركتها على منصات توصيل الطعام والبيانات التي يتم جمعها من مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمطعم، وصولًا إلى البيانات التي يتم جمعها في المطعم ذاته؛ فهناك الكثير من الفرص لمزيدٍ من التخصيص.
وتسمح البيانات بتوفير قوائموتوصياتٍ وعروضٍ ترويجية مخصصة لكل عميل بناءً على تفضيلاته والتواريخ الهامة بالنسبة له وغير ذلك. ورغم أنه يمكن جمع بعض البيانات تلقائيًا، فمن الممكن أيضاً استخدام نظام التقييمات أوالتعليقات الفورية، الذي يسمح للعملاء بمشاركة تفضيلاتهم ومقترحاتهم والتواصل مع العلامة التجارية بشكلٍ مباشر.
-
دمج البرمجيات لتنمية العلامات التجارية للمطاعم
يُعد البقاء في الطليعة أمرًا ضروريًا للنمو والتوسع، وبالتالي فإن اختيار البرامج يُعد أكثر من مجرد قرار؛ إذأنه استثمارٌ استراتيجي في مستقبل الأعمال. وفي هذا القطاع الذي تسود فيه الكفاءة والابتكار، فإن الشراكة مع مُزود البرمجيات والحلول التقنية المناسب، يمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا بين الازدهار والنجاح من جهة، ومجرد الاستمرار من جهة أخرى.
تتضمن بعض الأمثلة على البرامج التي يمكن دمجها،كل من الفواتير، وإدارة القنوات، والتسويق، والتحليلات. وتُعد البرمجيات ضروريةً للنمو، سواء بإضافة مواقع أو توسيع نطاق العمل في التجارة الإلكترونية؛ حيث سيكون أي مطعم بحاجةٍ ماسة لنظامٍ يسمح بتتبَع المخزون والإنفاق بكفاءة، وتحليل الطلب وتوجهات العملاء، واتخاذ القرارات التي تعتمد على البيانات بسرعة.
ورغم وجود حلولٍ يمكن أن تساعد في معالجة المشاكل، فهي غالبًا ما تكون غير كافية لتلبية الاحتياجات والتحديات الفريدة لمؤسسة متنامية؛ لذامن الضروري الاعتماد على برنامجٍ مُصمم خصيصًا لتعقيدات قطاع المأكولات والمشروبات، ما يُوفر المرونة وقابلية التوسع والموثوقية اللازمة.
يمكن القول أخيرًا أن حلول البرامج والأجهزة الحديثة تعمل على جعل المطاعم أكثر كفاءةً في جميع المجالات، وهذا ما يُقلل من الهدر ويساعد العلامة التجارية على تقديم تجربةٍ إيجابية للعملاء. وتعمل هذه التقنيات على تغيير وجه صناعة المطاعم، وتُقدم الدعم للعلامات التجارية التي تسعى للنمو من أجل تلبية متطلبات العملاء العصريين.