بعد بدء تعديله.. ماذا تعرف عن تاج تتويج الملك تشارلز الثالث؟
في اللحظة التي توفيت فيها الملكة إليزابيث الثانية انتقل العرش على الفور وبدون مراسم لولي العهد تشارلز، أمير ويلز السابق، لكن هناك عددا من الخطوات التقليدية، التي يجب أن يمر بها حتى يتوج ملكا.
تعديل تاج تتويج الملك تشارلز الثالث
تٌعتبر أهم خطوة في عملية انتقال العرش هي مراسم التتويج، عندما يُتوج رسميا الملك تشارلز الثالث، البالغ من العمر 74 عامًا، ليعلن نهاية حكم والدته الذي دام 70 عامًا، وبداية عهده.
ولتتويج الملك تشارلز الثالث، فعليا على عرش بريطانيا، عليه أن يرتدي تاج الدولة الإمبراطوري، أو كما كان يعرف سابقا باسم تاج القديس إدوارد، وهو من أهم تيجان مجموعة المجوهرات الملكية التي تٌعرف باسم جواهر التاج Crown Jewels التي تتألف من 140 قطعة ملكية.
يجرى استخدام التاج منذ تتويج الملك تشارلز الثاني عام 1661، وعادة ما يتم الاحتفاظ بالتاج إلى جانب مجموعة من جواهر التاج البريطاني في برج لندن.
ومنذ أسابيع تم نقل تاج القديس إدوارد التاريخي، الذي كان محور تتويج الملوك في إنجلترا لأكثر من 350 عاما، من برج لندن لتعديله بحيث يتناسب مع مقاس رأس الملك تشارلز الثالث، ليتمكن من ارتدائه في مراسم تتويجه.
ولم يفصح قصر باكنغهام عن المكان، الذي نٌقل له التاج لأسباب أمنية حتى اكتمال العملية التي لا تزال تفاصيلها سرية.
وقال قصر باكنغهام في بيان له الشهر الماضي، إن "هذه الخطوة ظلت سرية لأسباب أمنية حتى اكتمال العملية. ولم يقدم القصر أي تفاصيل ولم يذكر أين ستتم أعمال التعديل".
التاج الإمبراطوري The Imperial State Crown من مجوهرات التاج البريطاني
صنع تاج الدولة الإمبراطوري في الأصل، لتتويج الملك جورج السادس عام 1937، واعتمد تصميمه على التاج الذي كانت ترتديه الملكة فيكتوريا في عام 1838، وهو يضم عددا من الأحجار الكريمة الثمينة للغاية.
ومن أجل تتويج الراحلة إليزابيث الثانية في عام 1953، خضع التاج الإمبراطوري The Imperial State Crown لإعادة تصميم لجعله أخف وزنا وأكثر أنوثة، حيث كانت الملكة الشابة تبلغ من العمر 27 عامًا فقط في ذلك الوقت. وبالتالي، هناك اختلافات بين التصميم الذي استخدمه جورج السادس وابنته الراحلة.
ويعد التاج الماسي الإمبراطوري The Imperial State Crown الأفخم والأغلى في العالم وهو يمثل علامة مميزة للملكة إليزابيث ملكة بريطانيا الراحلة حيث أنه زين رأسها في أغلب المناسبات الرسمية.
يتكون التاج الماسي الإمبراطوري The Imperial State Crown من إطار ذهبي مذهل به ثقوب عديدة، ومُثبَّت بها 3 أحجار كبيرة جدًا، ومُرصَّع بـ 2868 ماسة مثبتة على إطار من الفضة، وأحجار ملونة بحواف من الذهب، بالإضافة إلى 17 حجرا من الياقوت و11 من الزمرد الأخضر و269 لؤلؤة، ويٌقدر وزن التاج الأكثر شهرة في تيجان العائلة المالكة البريطانية بحوالي 3 أرطال.
وفي عام 1905 اكتٌشفت أكبر ماسة في العالم والتي لا تزال هكذا حتى الآن في جنوب أفريقيا كانت القطعة تسمى كولينان، وكانت تزن أكثر من 3000 قيراط، وبعد عامين أٌهديت الماسة للملك إدوارد السابع في عيد ميلاده.
قٌطعت الماسة كبيرة الحجم إلى عدد من القطع الماسية واحدة منهم كولينان 2 أو النجم الثاني لأفريقيا، وهي تقع في وسط التاج الإمبراطوري.
وسيتوج الملك تشارلز الثالث بتاج القديس إدوارد خلال الحفل المهيب الذي سيقام في قلعة وستمنستر بلندن في السادس من مايو، على غرار ما حدث مع والدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية عام 1953.
مراسم التتويج
من المقرر أن الاحتفال بتتويج جلالة الملك، سيستمر 3 أيام، من السبت 6 إلى الاثنين 8 مايو القادم، وسيتم تتويج الملك تشارلز الثالث والملكة القرينة كاميلا فى وستمنستر أبي، وبعد التتويج، سيعودان إلى قصر باكنغهام، يقدمان مع أفراد أخرين من العائلة المالكة البريطانية، التحية للمواطنين من شرفة القصر.
وذكرت صحيفة The Mail on Sunday في وقت سابق، أن الملك تشارلز يُخطط لحفل تتويج مدته ساعة واحدة ويستقبل 2000 ضيف، بدلا من 8000 ضيف في حفل تتويج الملكة إليزابيث الثانية الذي امتدت لـ 3 ساعات.
الملك تشارلزالثالث هو الملك الـ 40 الذي يتوج في دير وستمنستر أبي ، بينما كان الملك ويليام الفاتح هو الأول.
يتم تتويج الملك تشارلز الثالث في وستمنستر أبي، حيث جرت حفلات التتويج الملكي هناك على مدى 900 عام الماضية، وهو المكان نفسه الذي أقيمت فيه جنازة جلالة الملكة إليزابيث.
ويترأس الاحتفال الديني وفقاً للتقاليد رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي. ويصل تشارلز الثالث وكاميلا إلى قلعة وستمنستر آتيين من قصر باكنغهام في موكب يسمى "موكب الملك". وبعد المراسم، يعودان إلى باكنغهام في "موكب التتويج" وينضم إليهما أفراد آخرون من العائلة المالكة.
يٌذكر أنه تم تتويج الملكة إليزابيث الثانية بعد أكثر من عام من توليها العرش في فبراير 1952، حيث أقيمت المراسم في حفل رسمي في 2 يونيو 1953 في وستمنستر أبي، عندما كان الملك تشارلز الثالث كان يبلغ من العمر 4 سنوات فقط.
الصور من AFP