ما هي قصة قبعات "الحرس الملكي" الفرو في حفل تتويج الملك تشارلز؟
تٌوج الملك تشارلز الثالث ملكاً لبريطانيا في أكبر احتفال رسمي تشهده البلاد منذ 70 عاماً، وتميز الاحتفال بالأبهة والفخامة لطقوس تاريخيه تعود إلى ألف عام.
تٌقام عادة حفلات التتويج بدير وستمنستر أبي Westminster Abbey، منذ 900 عام ماضية، وهو المكان نفسه الذي أقيمت فيه جنازة جلالة الملكة إليزابيث.
من منا لم يشاهد الحرس الملكي البريطاني بالزي العسكري الأحمر والقبعة الفرو الطويلة في حفل تتويج الملك تشارلز الثالث، والتي تتميز بشكلها الفخم المميز، ولكنها في الوقت نفسه أثارت تحفظ العديد من المنظمات التي تهتم بحقوق الحيوان.
قديما كانت مسؤولية الحرس الملكي، الحفاظ على سلامة ملك بريطانيا، محليًا ودوليًا، أما الآن فتقتصر مسؤولياتهم على العروض العسكرية والمواكب التي تتم في المناسبات الملكية مثل افتتاح دورات البرلمان، أو الاحتفال بعيد ميلاد الملك.
ويعد الحرس الملكي من الهيئات العسكرية البريطانية العريقة في المملكة المتحدة، ولهم امتيازات عديدة، وعندما شاركوا رسميًا في حفل تتويج الملك هنري السابع عام 1485، بلغ عددهم 50 حارس، ثم رفعت الملكة إليزابيث الأولى عددهم إلى 200 فرد، وعندما جاء الملك تشارلز الثاني، قلل عددهم إلى 100.
ارتدى الجنود البريطانيين القبعات الطويلة من الفرو في عام 1815، بعد هزيمة القوات الفرنسية في معركة واترلو، إذ إنهم كانوا يرتدون قبعات الدب الأسود ليبدو أطول وأكثر شراسة، واعتمدتها بريطانيا للجنود كرمز لانتصارهم على الفرنسيين.
وخلال القرن التاسع عشر، أصبح ارتداء قبعات الفرو مقتصرا على الحراس، ومع تطور وسائل الحروب، استغنت العديد من الجيوش عن ارتداء هذه القبعات الثقيلة والتي تُعيق حركتهم، أثناء استعمال الأسلحة والبنادق.
واسٌتبدلت بخوذات صلبة لحماية رؤوسهم من القنابل والقذائف، ولكن الحرس الملكي، بقيا محافظا على ارتداء هذه القبعات داخل بريطانيا أثناء المراسم الملكية، ويظهر ذلك من خلال حراس قصر باكنغهام وحراس الملك، الذين يرتدون قبعات الفرو الطويلة.
وظل جنود الحرس البريطاني يرتدون القبعات الفرو الطويلة لما يزيد عن 200 عام، وأثاروا احتجاجات لا تعد ولا تحصى، للمطالبة باستبدال القبعات المصنوعة من جلد الدب الأسود، والتي يرتديها حراس قصر باكنغهام بأخرى من جلود مصنعة.
مما تٌصنع قبعات الحرس الملكي؟
عادة ما تٌصنع قبعات الحراس من جلد الدب الأسود الكندي، ومواد حارة مقاومة للماء لتُحافظ على شكلها المميز الناعم بغض النظر عن ظروف الطقس المتقلبة.
وتُعرف القبعات باسم جلد الدب، لأنها مصنوعة من فرو الدب، وتأتى الجلود من الدببة السوداء الكندية، التى يتم إعدامها كل عام للتحكم في أعدادها، وهذا يعنى أنه لم يتم قتل أى دب على وجه التحديد لصنع خوذات طولها 18 بوصة "46 سم"، لكن الفكرة لا تزال تجعل بعض الناس غير مرتاحين.
وعلى الرغم من اعتراض منظمات حقوق الحيوان على صناعة هذه القبعات والتي تقتل الدببة من أجل الحصول على فراءها، حاولت وزارة الدفاع البريطانية لعقود طويلة إيجاد بدائل أخرى.
لكن الجلد المصبوغ لم يُجدي نفعا خاصة خلال فصل الشتاء وموسم الأمطار، حيث يتلاشى اللون الأسود.
لماذا تكثر الإغماءات بين الحرس الملكي البريطاني؟
بعض وسائل الإعلام البريطانية قالت إن إغماءات خمس من الجنود المشاركين في موكب تتويج الملك تشارلز الثالث كانت بسبب شعورهم بالتعب بعد ساعات طويلة من الوقوف، حيث احتاج بعضهم للمساعدة الطبية بعد أن سقطوا أرضا.
يظل هناك حالات من الإغماءت باستمرار بين الجنود البريطانيين، بالرغم أن الجيش البريطاني ينفق أموالا كثيرة على البحوث لعدم تعرض الحرس للإغماء أثناء مناوباتهم.
فهناك قواعد صارمة تحكم الجنود البريطانيين بدأ من زيهم الرسمي، الذي يتكون من بنطال من الصوف، وسترة أنيقة محكمة، وعلى الرأس توجد قبعة من فرو الدببة، وهي ما تدفع بهم إلى الانهيار في درجات الحرارة العالية.
ومن ناحية أخرى فالجنود البريطانيين من الحرس الملكي البريطاني وحرس المراسم مجبرين على الوقوف لساعات طويلة خلال فترة أداء مهامهم الحراسية، وهو ما يدفع بهم إلى الانهيار بسبب التعب والإرهاق.
الحرس الملكي البريطاني
يتكون الحرس الملكي من 7 أفواج من الجيش البريطاني، الأول هو فوج فرسان القصر، الذي ينقسم إلى "حرس الحياة" و"البلوز والرويالز".
أما الثاني هم أفواج حرس المشاة، وهو ينقسم إلى 5 أقسام، حرس رماة القنابل، حرس كولدستريم، الحرس الإسكتلندي، الحرس الأيرلندي، الحرس الويلزي.
الصور من AFP