سهير بن عمارة لـ "هي": أديت شخصية هند بنت عُتبة في "معاوية" برؤية مغايرة لما قدمته منى واصف
ممثلة تونسية لعبت العديد من الأدوار التمثيلية بين السينما والدراما والمسرح، قدمت عددًا من الأفلام والمسلسلات الناجحة في تونس، التي انطلقت منها محليًا، في أعمال: "مكتوب"، "عاشق السراب"، "من أيام مليحة"، "ليلة الشك"، "طلامس"، "قربان"، "الجايدة" وغيرها من الأعمال الفنية التي صنعت شهرتها على الصعيد التونسي.
وانطلقت الفنانة سهير بن عمارة للشهرة العربية بواسطة مسلسل "ممالك النار"، وصولًا إلى "معاوية" الذي جسدت فيه شخصية تاريخية استثنائية، عُرفت لدى الجمهور العربي في أعمال فنية سابقة، ما شكل مغامرة كُبرى بالنسبة لها في لعب دور "هند بنت عُتبة" في العمل الدرامي التاريخي.
في مقابلة خاصة لـ "هي" تحدثت الفنانة التونسية سهير بن عمارة عن مشاركتها في مسلسلي "معاوية" و "رافل" في موسم دراما رمضان 2025، وكشفت لنا تفاصيل تحضيرات وتحديات العملين، والأصداء عن العمل الأول على الصعيد العربي، موضحة لنا رحلتها الدرامية في المسلسلات التاريخية، كما تطرقت للحديث عن المقارنة مع أشهر من قدمن دون "هند بنت عُتبة" الفنانة منى واصف، وبينت لنا تفاصيل حضورها في الدراما التونسية، ومنظورها العملي في التواجد الفني في مواسم الدراما في تونس.
في البداية، كيف عُرضت عليكِ المشاركة في مسلسل "معاوية"؟
أجريت تجارب أداء على شخصية "هند بنت عُتبة" الذي جسدتها في أحداث العمل الدرامي، بعد أن جرى اقتراح الدور علي، ثم وقع الاختيار علي لأداء الدور، سعدت للغاية بهذه الخطوة، حيث أنني لم يخطر في بالي على الإطلاق أن أجسد هذه الشخصية التاريخية.
حدثينا عن الأصداء التي وصلتك عن أداء الشخصية التاريخية في مسلسل "معاوية"؟
لقد وصلتني العديد من الأصداء على الدور التمثيلي، الحمد لله كانت إيجابية، من مختصين في مجال التمثيل، هذا أمر أسعدني للغاية كونه من زملاء ومختصين بالعمل الفني.
ما المسالك الذي اعتمدتِ عليها لأداء شخصية "هند بنت عُتبة" بشكل مُختلف وبروح تعبيرية جديدة؟
قرأت النص، ووجدت رؤية جديدة في تقديم الشخصية التاريخية، بالنظر إلى التعارف على ملامح الدور، والتحضيرات المكثفة التي جرت قبل انطلاق التصوير، لاسيما مع حالة التأمل الباطني مع الشخصية والشعور بها، الحمد لله سعيدة بردود الأفعال التي وصلتني عن أداء الشخصية.
وما المراجع الذي استعنتِ بها في التحضير لشخصية "هند بنت عُتبة"؟
النص الدرامي في المقام الأول، إلى جانب العديد من القراءات عن الشخصية تاريخيًا، بواسطة الكتب والروايات المختلفة، كان التركيز على الأداء التعبيري للدور، بناء على النص الدرامي والرؤية المختلفة في تقديم الشخصية من منظور جديد.
كيف كانت رحلة البحث عن تجسيد شخصية "هند بنت عُتبة" في مسلسل "معاوية" برؤية فنية جديدة مختلفة عن فيلم "الرسالة" بنسختيه العربية والإنجليزية؟
عشت حالة خاصة مع الشخصية برؤية فنية جديدة، مكتوبة في النص الدرامي، شعرت بها عن قرب في مرحلة القراة والتحضيرات وصولًا إلى التصوير، جنبًا إلى جنب، مع حالة الشعور والتأمل في الشخصية برؤية خاصة وأداء تعبيري، صنع بداخلي الشخصية برؤية فنية جديدة.
هل شاهدتِ فيلم الرسالة بنسختيه العربية والإنجليزية من قبل؟
عرفت الفيلم منذ طفولتي، إذ كان فيلم العيد في تونس، يجري عرضه كل عام على الفضائيات، كذلك عرفت الفيلم وقت دراستي للسينما، هناك حالة من التعرف على كيفية صناعة الفيلم، حيث الكادرات والتصوير والإخراج وكافة التفاصيل والمكونات الخاصة بالعمل الفني، شاهدت الفيلم مرات عديدة من قبل، بعين المشاهدة والتحليل والعمق، قبل سنوات، دون أن أتخيل يومًا أن أؤدي دور "هند بنت عُتبة" في عمل فني.
كيف نظرتِ للمقارنة الجماهيرية مع ممثلات متميزات جسدتن شخصية "هند بنت عُتبة" في أعمال فنية سابقة قبل "معاوية" بسنوات طويلة؟
خالص محبتي ومودتي للفنانة الكبيرة منى واصف، على مستوى عالِ من الأداء التعبيري للشخصية في فيلم "الرسالة"، من معجبيها ومحبين أدائها للشخصية ذاتها، الطرح الدرامي للشخصية في مسلسل "معاوية" برؤية فنية جديدة، هذا كان من العوامل التي دفعتني للمغامرة بتجسيد الشخصية، بشكل مغاير لما سبق وتم تقديمه في أعمال فنية.
ما العوامل التي طمأنتك في المغامرة بأداء شخصية "هند بنت عُتبة" في مسلسل "معاوية"؟
التعاون مع جهة إنتاجية كبيرة وفريق عمل مختص في شتى المكونات الفنية لصناعة العمل الفني، دافع مهمة للغاية، ثم أن النص الدرامي يُقدم الشخصية برؤية جديدة جعلتني أغوص في عمق الشخصية، في المقابل، علمتني الحياة كسر حواجز الخوف بداخلي، والرغبة في خوض التجارب الجديدة والتحديات، حيث التعامل مع الفرص، دون الشعور بالخوف، ثم أن كل فرصة في الحياة تُعلمك الكثير، بالنجاح أو الفشل، على حد سواء.
هل تطمحين للحضور الفني في مصر بعد مشاركتك في مسلسل "ممالك النار"؟
تربينا على الدراما المصرية وانتشارها في الوطن العربي منذ سنوات طويلة، شاركت في مسلسل "ممالك النار"، كانت تجربة فنية وخطوة مهمة عرفت الجمهور المصري والعربي علي، أحب أن أُشارك في أعمال مصرية، وقت أن تسنح الفرصة المناسبة لذلك.
حدثينا عن مشاركتك في مسلسل "رافل" وغموض شخصية "ليلى" التي لعبتيها في أحداث العمل الدرامي؟
سعيدة بالمشاركة في العمل، بشخصية تمثيلية مختلفة عما سبق وقدمته، دور محوري بالنظر إلى قلة مشاهدها في العمل، إلا أن الأسرار والخفايا رافقت "ليلى" في أحداث القصة الدرامية، ما يجعلها شخصية محورية في الأحداث، سعيدة بردود الأفعال على الدور، وبلعب هكذا شخصية درامية غامضة، محركة للأحداث، إلى أن تتجلى أسرار غموضها في الحلقات الأخيرة من العمل.
ما أوجه التشابه بين دور "ليلى" في مسلسل "رافل" وشخصيتك الواقعية؟
ليس هناك أي تشابه بيني وبين شخصية "ليلى" في مسلسل "رافل" من حيث الشكل الخارجي أو العوامل الفسيولوجية، لكن فيما يخص العمق النفسي للشخصية، حاولت الشعور بها في فترة التحضيرات، وفي مرحلة التصوير، منحتها الكثير من مشاعري وإحساسي الداخلي، من أجل الشعور بوقع الأحداث الدرامية عليها، وعلى وجه الخصوص، كونها لا تظهر كثيرًا في أحداث العمل.
هل أنتي مهتمة بالحضور في الدراما المحلية التونسية بصفة دورية؟
معروف عني أنني أختار أعمالي الفنية بدقة كبيرة، سواء في التلفزيون أو السينما والمسرح، لم أشارك في الدراما التونسية منذ أربعة أعوام، إذ كانت آخر مشاركاتي هناك في عام 2021.
ما معايير اختياراتك الفنية بين السينما والدراما في تونس؟
أحب السينما كثيرًا وشغوفة للغاية بالتواجد فيها أكثر من الدراما، إلا لو وجدت هناك دور تمثيلي في الدراما استفزني، وحفز رغبتي في أداءه، درست السينما، ولعبت العديد من الأدوار بها، تبقى هي هدفي وشغفي الأول، وتأتي مُشاركاتي في الدراما بناء على الأدوار التمثيلية المستفزة التي لا يمكن رفضها، كما في شخصية "ليلى"، تظهر في مشاهد قليلة في مسلسل "رافل" وتؤثر في أحداث القصة الدرامية على نطاق واسع.
كيف تتعاملين مع نقد الأعمال الفنية على صعيدي الجمهور والمختصين؟
الأعمال الفنية تُقدم للجمهور، بالتالي هي موضعًا للنقد، من حيث ردود أفعال الجمهور من عدة جوانب، حيث تأثير القصة والأحداث عليه، على هذا الأساس يعطي انطباعات الخاصة عن العمل الفني، أما النقد من المختصين، فهو بمنزلة الاتجاه الصحيح للتقييم، حيث أنه قائمًا على دراسة في المقام الأول والأسس الصحيحة للتقييم، أتابع ردة الفعل والآراء في أعمالي، أعمل بروح المغامرة في الفن، دون الخوف من التجربة والوقوع في الفشل، لا قدر الله.
في النهاية، بعد "ممالك النار" و "معاوية"، هل هناك شخصية تاريخية تتمنين تجسيدها في عمل فني؟
ليس هناك شخصية تاريخية معينة أتمنى أن أجسدها في عمل فني، سعدت بالمشاركة في "ممالك النار" و "معاوية"، لكل منهما رحلته الخاصة التي استمتعت بها، أترك مسألة اختيار شخصية تاريخية جديدة لأدائها إلى حين توافر الدور المناسب.
