أعمال فنية عربية وعالمية ساهمت في تعديل القوانين والتخفيف من معاناة النساء
تكرر منى زكي النجاح الذي حققته العديد من النجمات في العقود الأخيرة بتصدرهن لبطولة مجموعة ضخمة من الأعمال السينمائية، وكان لبعضها تأثيرا واضحا على بعض القوانين، بسبب طبيعة القصص والأحداث التي تناولتها هذه الأفلام، ويبدو أن مسلسل "تحت الوصاية"، لمني زكي يسير في هذا الإتجاه بشكل واضح، لينضم العمل لقائمة طويلة من الأعمال العربية والعالمية التي قدمت بعض القضايا التي لامست حقوق المرأة.
منى زكي على خطى فاتن حمامة بسبب "تحت الوصاية"
منى زكي احتفت خلال الساعات الماضية بالخطوات المهمة التي تتخذ في مصر؛من أجل وضع تعديلات قانونية فيما يخص قانون الوصاية والولاية على المال بالنسبة للمرأة الأرملة، وناقش مسلسل "تحت الوصاية" للنجمة منى زكي هذه القضية من خلال أحداثه، حول الأم حنان التي تصبح محاصرة مع أبنائها، عقب وفاة زوجها، بسبب تدخلات والد الزواج الراحل وشقيقه، ورغبتهما في التحكم في الأوضاع المالية للأسرة، وذلك بناء على القوانين التي تسمح لهما بذلك، واستطاع المسلسل أن يقدم القضية بشكل واضح، والمعاناة التي تعيشها قطاع كبير من الأمهات، لذلك شهدت الفترة الماضية تحركات حكومية سريعة للوضع تعديلات قانونية، تعالج مثل هذه القضايا.
فيلم "أريد حلا" للراحلة فاتن حمامة، يعتبر من أشهر الأعمال السينمائية التي عاجلت أزمة تمس حقوق المرأة، وتحديدا بعد الانفصال، حيث واجهت بطلة الفيلم درية عزمي مواقف قانونية صعبة، بعد طلاقها من زوجها، وخوض العديد من المعارك القانونية التي تخسرها في النهاية، لتواجه درية أزمة حقيقية وكبيرة في حياتها، وقد صدر قانون بعد الفيلم، أعطي بعض الحقوق للمرأة والتي بينها أحقيقتها بالتواجد في مسكن الزوجية بعد الانفصال، وقد شكل هذا الفيلم ضجة كبيرة، عند عرضه في عام 1975، وبات من أهم الأفلام في تاريخ السينما العربية.
أعمال فنية عربية ساهمت في تغيير القوانين
مسلسل "فاتن أمل حربي" نجح أيضا في التمهيد نحو خطوات تشريعية جديدة تساهم في الحفاظ على حقوق المرأة المطلقة، بعد الانفصال عن زوجها، وتحديدا في حال كانت حاضنة لأبناء، وقدمت نيللي كريم في المسلسل شخصية فاتن المرأة التي تواجه ظروف قاسية عقب طلاقها من زوجها، حيث لم تعد تمتلك مكان للإقامة، او دخل مالي من أجل أبنائها، في وقت يتعنت فيه الزوج ويتهرب من تحمل تلك التكاليف، ليدخل الثنائي في صراع طويل يتم فيها استخدام العديد من الطرق التي تشكل تهديدا مستمراً لفاتن، ويدعو المسلسل للتغيير بعض التشريعات الخاصة بالأحوال الشخصية وقانون الأسرة، ومساندة المرأة في قضيتها.
فيلم "آسفة أرفض الطلاق" الذي تم إنتاجه عام 1980، وتصدرت بطولته النجمة ميرفيت أمين، بات أيضا من الأعمال المهمة التي ساهمت بقوة في تغيير بعض القوانين، فالفيلم يتناول قضة سيدة سعت بشكل مستمر لخدمة أسرتها، لكنها تفاجئ بقرر زوجها بالانفصال عنها، وترفض هذا الأمر وتلجأ إلى القانون، وقد نجح الفيلم في المساهمة بإلغاء بعض المواد القانونية المتعلقة بحق الطاعة، والذي بات بأمر القاضي، وأيضا النظر في قانونية حق الزوج في تطليق زوجته غيابيا.
فيلم "Rosetta"
استطاع الفيلم الفرنسي الألماني "Rosetta"، إنتاج عام 1999، أن يلعب دورا مهما في تغيير القانون في دولة بلجيكا، فالفيلم يقدم قصة حول الفتاة روزيتا صاحبة الـ17 وتكافح من أجل تحسين حياتها بسبب معاناة والدتها، بينما يعيش الثنائي معا في حديقة للمقطورات، وتسعى الفتاة للعمل من أجل إصلاح الوضع المالي، وصناعة مستقبل أفضل لها، لكنها تصدم بالعديد من القوانين التي لا تسمح لها بالحصول على أجوار متساوية، وأيضا منعها من العمل، ونجحت فكرة الفيلم في أن تصل إلى المشرع البلجيكي، وتحديدا بعد فوز الفيلم بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان، حيث أعيد النظر في القانون البليجكي وصدر تشريع، بدفع أجوار لا تقل على الحد الأدني للأجوار وذلك للعمال المراهقين.
فيلم "The Seven Year Itch"
تغيرات بعض القوانين والإجراءات في استديوهات هوليوود بعد فيلم "The Seven Year Itch" للنجمة مارلين مونرو، والذي حقق نجاحا ضخما على كافة المستويات، ورغم أن الفيلم لم تكن قصته سبب هذا التغيير، بل بطلته الرئيسية، حيث كان قبل إنتاج الفيلم هناك عقود من الاستديوهات تتحكيم في الحياة الشخصية لأبطال الأعمال السينمائية، من ناحية اختيار أدوارهم، وظهورهم كضيوف في وسائل الإعلام، أو حتى المشاركة في الأعمال المسرحية، لكن بعد نجاح هذا الفيلم قررت مارلين مونرو، اتخاذ خطوة ضد هذا الإجراءات وهذا ما نجحت فيه، فرفعت أجرها، وشاركت في أعمال مع شركات مختلفة ومنتجين مستقلين، ومن هنا كانت بداية جديدة في حياة العديد من النجوم.
فيلم "The Snake Pit" للنجمة أوليفيا دي هافيلاند
حقق فيلم "The Snake Pit" نجاح كبيرا وقت عرضه في نهاية الأربعينات، الفيلم تصدرت بطولته النجمة الأمريكية الشهيرة أوليفيا دي هافيلاند، حيث تدور قصته حول امرأة تعاني من أزمة نفسية تدخل على إثرها لمصحة عقلية، وتواجه هناك أصعب الظروف بسبب سوء المعاملة على أيدي العاملين ي المصحة، وطرق العلاج القاسية والغير إنسانية في مثل هذه النوعية من المؤسسات، ويستند الفيلم إلى رواية تقدم صراع امرأة مع مرض الذهان وقد أدى الفيلم، وما تعرضت له البطلة، إلى تحرك الولايات المتحدة الأمريكية في تشريع يضمن ظروف أفضل للمرضى، وكان الفيلم من أنجح الأعمال التي ساهمت في تغيير القانون، كما أنه يعتبر من أولى الأعمال السينمائية في هوليوود التي قدمت صورة مختلفة عن الأمراض العقلية، وقد حصلت بسببه النجمة أوليفيا دي هافيلاند على جائزة الأوسكار أفضل ممثلة.
الصور من حسابات النجمات وحساب موثق لمارلين مونرو على انستجرام ولقاءاتهم التلفزيونية.