من الاختلاس إلى الاتهام بالعنصرية.. أزمات مرت بها العائلات الملكية حول العالم
دائمًا ما تحظى أخبار العائلات الملكية باهتمام عالمي، خاصة مع تناقص أعدادها حول العالم، ومن أبرزها العائلة المالكة في بريطانيا، والتي يمكن وصفها بأنها مختلفة عن أي أسرة ملكية أخرى، لكثرة أخبارها وأيضاً أزماتها.
واجهت العائلات المالكة بمختلف أعضائها وعلى مدار تاريخها، الكثير من الخلافات والأزمات، أثرت بالطبع بالسلب عليها بشكل قوي.
ونستعرض لكِ في هذا التقرير، أهم الأزمات التي تعرض لها العائلات الملكية حول العالم.
الملكة مارغريت الثانية
أصدرت مارغريت الثانية ملكة الدنمارك Queen Margrethe II of Denmark، العام الماضي قرارًا بتجريد أحفادها "أبناء الأمير يواكيم Prince Joachim" من ألقابهم الملكية، الأمر الذي تم العمل به من بداية هذا العام.
واعتبارًا من 1 يناير 2023، قضت ملكة الدنمارك بإلغاء الألقاب الملكية للأمير نيكولاي والأمير فيليكس والأمير هنريك والأميرة أثينا، وبدلًا من ذلك سيلقبوا بكونت / كونتيسة مونبيزات Count/Countess of Monpezat.
وعلى الرغم من التغيير الجذري الذي اتخذته الملكة مارغريت الثانية، فإنها أكدت أن أحفادها الملكيين الـ 4 سيحتفظون بأماكنهم في ترتيب توليهم لعرش الدنمارك.
وقال الديوان الملكي الدنماركي في البيان إن "قرار الملكة يتماشى مع تعديلات مماثلة نفذتها البيوت الملكية الأخرى بطرق مختلفة في السنوات الأخيرة".
ونُشر في البيان الصحفي للقصر الملكي في الدنمارك: "ترغب جلالة الملكة بقرارها أن تعطي لأحفادها الـ 4 فرصة حتى يكونوا قادرين على تشكيل حياتهم الخاصة، من خلال تقليل واجباتهم الرسمية وعدم عملهم بدوام كامل في البيت الملكي في الدنمارك".
أما الأمير يواكيم الابن الأصغر لملكة الدنمارك، والذي يحتل المرتبة السادسة في ترتيب ولاية العرش الدنماركي، قال إنه شعر بالصدمة من القرار، إذ تم إعلامه قبل انتشار الخبر بـ 5 أيام، بينما أكدت والدته أن الخطط كانت قيد التنفيذ منذ فترة وأن القرار اتخذ لمصلحة أحفادها.
الملكة إليزابيث الثانية
شهد عام 1992 الكثير من الأحداث الحزينة والسيئة التي وقعت في المحيط القريب للراحلة الملكة إليزابيث الثانية، وجعل شعبيتها تهتز، لدرجة أن جلالتها قالت في خطاب لها عن هذه السنة "هي السنة التي لن أنظر فيها إلى الخلف، فإنه عام مروع".
ووصفت الملكة الراحلة عام 1992 بهذا الوصف بسبب طلاق ابنها الأمير أندرو من زوجته سارة فيرغسون بعد ظهور صور فاضحة لها على صفحات المجلات المهتمة بأخبار المشاهير، ثم طلاق ابنتها الأميرة آن من زوجها مارك فيليبس، ثم نشر الأميرة ديانا لحوار صحفي تتحدث فيه عن خيانة الملك تشارلز لها.
وانتهت هذه السنة بحريق ضخم في "وندسور"، وهي القلعة المفضلة لجلالة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية.
ومن أصعب اللحظات التي عاشتها الراحلة الملكة إليزابيث الثانية، هي لحظة توجيه تهم الاعتداء الجنسي لابنها المدلل الأمير أندرو، الابن الثالث لجلالتها.
وتصاعدت الضغوط على الملكة التي طلبت من ابنها عدم الظهور في الأنشطة الرسمية، إلا أن هذا لم ينقذ سمعة الأسرة الملكية التي باتت على المحك بعد أن أصبح أحد أفرادها مطلوبًا للعدالة في الولايات المتحدة، ما دفعها لإظهار الوجه الصارم لها بإعلان قصر باكنغهام، قرار الملكة تجريد أندرو من ألقابه وواجباته العسكرية وامتيازاته الملكية ولقبه "صاحب السمو الملكي".
كما تحدثت تقارير صحفية عن امتناع الملكة الراحلة عن تقديم أي مساعدة مالية لابنها الذي اضطر لبيع بعض ممتلكاته لتسوية القضية مع المشتكية التي اتهمته بالاعتداء الجنسي.
كما عاشت الراحلة الملكة إليزابيث واحدة من أسوأ الأزمات في أسرتها، بعد إعلان حفيدها الأمير هاري الانسحاب من الأسرة الملكية والتخلي عن صفته الرسمية كرابع الأمراء في ترتيب الأسرة الملكية، تبعه خروج ميغان زوجته في حوار صادم في الولايات المتحدة تتهم فيه الأسرة الملكية بالعنصرية.
وفي ذلك الوقت أعلنت الملكة مباشرة عن فتح تحقيق لمعرفة مصدر الممارسات العنصرية داخل القصر، إلا أن نتائج هذا التحقيق لم تعلن حتى الآن، وانقسم الرأي العام البريطاني بين رافض لهذه الاتهامات ومطالب بمعاقبة المسؤولين عن العنصرية التي قالت "ميغان" إنها تعرضت لها داخل القصر الملكي البريطاني.
الأميرة ماكو من اليابان
تمردت الأميرة اليابانية ماكو Princess Mako على عائلتها الملكية حتى تستطيع الزواج من حب حياتها كي كومورو Kei Komuro، بعد خطوبة دامت 4 سنوات وقصة حب طويلة، لتتحول بعدها من ابنة ولي عرش الأقحوان إلى زوجة من عامة الشعب.
واضطرت الأميرة ماكو التنازل عن كافة امتيازاتها وألقابها الملكية بمجرد زواجها من زميل دراستها وخطيبها كي كومورو Kei Komuro، لأن القواعد الملكية في القصر الإمبراطوري الياباني لا تسمح بزواج الأميرات من عامة الشعب إلا بعد تنازلهن عن ألقابهن وامتيازاتهن الملكية والانسحاب من العائلة الإمبراطورية اليابانية، وأصبحت الأميرة السابقة ماكو، تعرف بعد زواجها باسم ماكو كومورو Mako Komuro.
الأميرة مارغريت شقيقة الملكة إليزابيث الثانية
تعتبر الأميرة مارغريت الشقيقة الصغرى للراحلة المكة إليزابيث الثانية، هي من أسست لفكرة التمرد في العائلة المالكة البريطانية في العصر الحديث، حيث إنها كسرت الكثير من القواعد الملكية الصارمة.
بدأت الأميرة مارغريت بعلاقة رومانسية مع مساعد والدها، النقيب بيتر تاونسند، الذي كان يكبرها بـ 16 عامًا، وكان متزوج ولديه طفلان، ووفقًا للمعايير الملكية هو غير مناسب اجتماعيًا، وبالنسبة للأميرة الصغيرة كانت هذه أولى تجاربها الرومانسية.
وفي عام 1953، حصل "تاونسند" على الطلاق من زوجته، وتقدم للزواج من الأميرة البالغة من العمر 22 عامًا آنذاك، ولأن عمرها كان أقل من 25 عامًا، ولأنها كانت قريبة من تسلسل العرش، كانت موافقة الملكة إلزامية بحسب قانون الزيجات الملكية، وبسبب صعوبة القرار والضغوط طلبت الملكة إليزابيث الثانية من شقيقتها الانتظار لبضع سنوات.
ووافقت الأميرة وتاونسند على طلب الملكة، وخططا للزواج عندما تبلغ مارغريت الخامسة والعشرين، ولكن كان عليها أن تتنازل لأن الزواج منه كان يعني التخلي عن المزايا التي تحظى بها كأميرة بريطانية، لذلك تراجعت عن الفكرة، وقررا الانفصال.
الأميرة إيرين من هولندا
أثارت قصة الأميرة إيرين جدلًا كبيرًا داخل العائلة الملكية الهولندية، فهي شقيقة ملكة هولندا السابقة، الملكة بياتريكس، إذ تسببت في فضيحة كبرى لعائلتها، عندما قررت اعتناق الكاثوليكية بدلا من البروتستانتية، بهدف الزواج من حبيبها الإسباني كارلوس هوغو دوق بارما.
قرار الأميرة دفع عائلتها إلى عدم حضور حفل زواجها في روما عام 1964، كما أنها الآن ليس لها ترتيب في خط الخلافة لأنها تزوجت دون موافقة البرلمان، ولكنها عادت عام 1980 إلى هولندا بصحبة أطفالها بعد انفصالها عن زوجها.
كريستينا دي بوربون شقيقة ملك إسبانيا
مثُلت كريستينا دي بوربون شقيقة ملك إسبانيا، الملك فيليبي السادس، وزوجها إيناكي أوردانغاران، و16 متهمًا آخرين أمام محكمة بالما دي مايوركا في 11 يناير 2016، في واحدة من أكبر قضايا الفساد في السنوات الأخيرة.
واتُهمت كريستينا بالتهرب الضريبي، واختلاس زوجها مع شريك سابق له، يُدعى دييجو توريس، مبالغ تصل إلى ستة ملايين يورو من الأموال العامة، وعوقب أوردانغاران بالسجن 19 عامًا ونصف، وحٌكم على شريكه السابق توريس بـ 16 عامًا ونصف.
وأكدت كريستينا أنها لم تكن على علم بهذه القضايا وأنها كانت تولي زوجها كل أمورها المادية منذ 18 عامًا، وبالرغم من ضغوط العائلة المالكة الإسبانية، إلا إنها رفضت فكرة الطلاق منه.
وتعتبر كريستينا دي بوربون، هي أول فرد من أفراد العائلة المالكة الإسبانية يمثُل أمام المحكمة، وعلى إثر ذلك جردها شقيقها الملك فيليب السادس، من لقبها الملكي.
الصور من AFP وانستقرام