تدفع البيت الأبيض والمؤسسات للتدخل.. هكذا أصبحت تايلور سويفت أول ضحية للذكاء الاصطناعي من المشاهير
النجمة تايلور سويفت تصدرت مواقع التواصل طوال اليومين الماضيين، وذلك بعد الضجة الكبيرة التي تسببت بها الصور المزيفة المسيئة لها، والتي تم إنتاجها من خلال أحد برامج الذكاء الاصطناعي، مما جعلها أول ضحية للتكنولوجيا الجديدة بين المشاهير.
تايلور سويفت تقع ضحية للذكاء الاصطناعي
ولاقت النجمة تايلور سويفت تعاطف جماهيري كبير في الأيام الماضية بعد تداول صور مزيفة بكثافة على منصات مواقع التواصل، والتي صدمت جمهورها بشكل كبير بسبب الإساءة إلى تايلور سويفت بهذه الطريقة الصادمة والمسيئة، وتصدر إسم تايلور سويفت منصة "إكس" على مدار يومين كاملين، بسبب تدشين جمهورها حملة من أجل تقديم الدعم والتضامن لها ضد الصور المسيئة المزيفة، والتي لم تتوقف عند جمهورها، بدل دفعت العديد من المؤسسات الرسمية الكبرى إلى التدخل.
وأحدثت صور تايلور سويفت المسيئة ضجة كبيرة في الأيام الماضية، ليس بسبب شهرة تايلور سويفت فقط، ولكن بسبب تزايد القلق من استخدامات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الإساءة للأشخاص والتلاعب بصورهم، مما فتح باب النقاش من جديد حول ضرورية توفير الحماية القانونية اللازمة للأشخاص من هذا الأمر مستقبلاً، خاصة أن صور تايلور سويفت المزيفة والمسيئة تمت مشاهدتها لأكثر من 27 مليون مرة وحصلت على أكثر من 260 ألف إعجاب في 19 ساعة قبل تعليق الحساب الذي نشرها.
المؤسسات الرسمية تتدخل في أزمة صور تايلور سويفت المزيفة
وتضامن مع تايلور سويفت العديد من المشاهير وكذلك المؤسسات الرسمية التي انضمت إلى النقاش حول خطورة التلاعب بالصور بالذكاء الاصطناعي، واتخذت إدارة منصة "إكس" العديد من الإجراءات الاستثنائية بعد هذه الأزمة، وعلى رأسها منع البحث باسم تايلور سويفت على المنصة، حيث أصبح إسمها غير قابل للبحث في محاولة من المنصة لمنع وصول الجمهور للصور المزيفة ومشاهدتها من جديد، وذلك بالتزامن مع محاولات إزالة هذه الصور من المنصة ومنع انتشارها وكذلك معرفة مصدرها، وذكر فريق السلامة في منصة "إكس" إنهم يعملون بشكل نشط على إزالة جميع الصور التي تم تحديدها".
وأصدرت المنصة بياناً علقت به على هذه الأزمة وذكرت: "يتخذ فريق السلامة الإجراءات المناسبة ضد الحسابات المسؤولة عن نشرها، لدينا سياسة عدم التسامح مطلقًا تجاه مثل هذا المحتوى، نحن نراقب الوضع عن كثب للتأكد من معالجة أي انتهاكات أخرى على الفور، وإزالة المحتوى، نحن ملتزمون بالحفاظ على بيئة آمنة ومحترمة لجميع المستخدمين"، وعلقت عدة مؤسسات أخرى على هذه الأزمة ومنها شركة "مايكروسوفت"، حيث علق ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي للشركة على هذه الأزمة وقال في تصريحات لقناة "إن بي سي": "أولاً وقبل كل شيء، هذا أمر مثير للقلق وفظيع تمامًا، وبالتالي نعم، علينا أن نتحرك، وبصراحة تامة جميعنا في مجال التكنولوجيا منصة، بغض النظر عن موقفك بشأن أي قضية معينة/ أعتقد أننا جميعًا نستفيد عندما يكون عالم الإنترنت عالمًا آمنًا".
وتابع مدير شركة مايكروسوفت: "لا أعتقد أن أي شخص يريد عالمًا عبر الإنترنت غير آمن تمامًا لكل من منشئي المحتوى ومستهلكي المحتوى، ولذلك أعتقد أنه يتعين علينا أن نتحرك بسرعة في هذا الشأن.. جميع الحواجز التي نحتاج إلى وضعها حول التكنولوجيا حتى يتم إنتاج محتوى أكثر أمانًا، وهناك الكثير الذي يتعين القيام به والكثير الذي يتعين القيام به هناك"، وكذلك علقت نقابة ممثلي الشاشة والاتحاد الأمريكي لفناني التلفزيون والراديو "SAG-AFTRA" على الأزمة وعبرت عن انزعاجها الشديد من استخدامات الذكاء الاصطناعي بطريقة ضارة.
هل تغير تايلور سويفت قوانين استخدامات الذكاء الاصطناعي؟
وقالت SAG-AFTRA في بيانها: "إن الصور المسيئة التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لتايلور سويفت مزعجة وضارة ومثيرة للقلق العميق.. إن تطوير ونشر الصور المزيفة - وخاصة تلك ذات الطبيعة البذيئة - دون موافقة شخص ما يجب أن يصبح غير قانوني"، وجاءت أزمة تايلور سويفت بعد فترة قليلة من إضراب ممثلي الشاشة بسبب القلق من استخدامات الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الوظائف والحقوق للفنانين، وهو ما جعلها تسرع من التعبير عن قلقها بعد أزمة تايلور سويفت، والتي يتوقع البعض أن تغير من القوانين الخاصة بهذه التكنولوجيا بسبب التأثير الكبير لتايلور سويفت وجماهيريتها.
بالإضافة إلى تضامن العديد من المؤسسات الرسمية الكبرى مع تايلور سويفت، وعلى رأسها مؤسسة البيت الأبيض في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث صرحت كارين جان بيير، السكرتيرة الصحفي للبيت الأبيض، لشبكة ABC News، أن البيت الأبيض منزعج مما حدث لتايلور سويفت على الإنترنت وأنه يتعين على الكونجرس اتخاذ إجراء تشريعي، وقالت:"بينما تتخذ شركات وسائل التواصل الاجتماعي قراراتها المستقلة بشأن إدارة المحتوى، نعتقد أن لديها دورًا مهمًا تلعبه في إنفاذ قواعدها الخاصة لمنع انتشار المعلومات المضللة والصور الحميمة غير التوافقية لأشخاص حقيقيين"، وشهدت الفترة الأخيرة دعوات لعدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي من أجل الإسراع من سن قوانين تمنع هذه الاستخدامات بعد أزمة تايلور سويفت.
