مزرعة الملك تشارلز للطاقة الشمسية تؤثر على ممتلكات جيرانه
من المتوقع أن يؤثر التغيير الكبير الذي يجريه الملك تشارلز في ساندرينجهام على منزل جيرانه، الأميرة كيت والأمير ويليام. حيث يخطط لبناء مزرعة للطاقة الشمسية في ضيعته هناك.
وتقدم الملك تشارلز، الذي تولى صيانة ساندرينجهام في عام 2017، بطلب للحصول على إذن تخطيط لتركيب حوالي 2000 لوح طاقة شمسية على مراعي رعي الخيول في محاولة لتوفير طاقة خالية من الكربون لممتلكاته المترامية الأطراف والتي تمتد على مساحة 20 ألف فدان.
وتفترض الخطط المقدمة إلى King's Lynn وWest Norfolk Council أن مزرعة الطاقة الشمسية "ستلبي متطلبات الكهرباء الحالية والمتوقعة في المستقبل لعقار ساندرينجهام". كما أنه من المعتقد أن الألواح الشمسية، التي سيتم وضعها على مساحة 2.3 هكتار من الأراضي، ستوفر إجمالي 2.1 ميجاوات من الطاقة.
مشروع منتج وآمن
ويقول مخطط التطبيق للمشروع: "إن موقع الألواح المقترحة مضمن بصريًا من خلال التطوير الحالي والغطاء النباتي الناضج، ولن يؤدي التطوير إلى خسارة أي أرض زراعية منتجة".
في حين أن الإصلاح سيكون له تأثير مباشر على منزل الملك تشارلز، فإنه سيؤثر أيضًا على فتحة أنمر هول الريفية للأمير ويليام والأميرة كيت، والتي تم تقديمها للزوجين كهدية زفاف من قبل الملكة الراحلة إليزابيث الثانية.
وتقع ممتلكاتهم الجورجية على مرمى حجر من ملكية ساندرينجهام، مما يعني أن أمير وأميرة ويلز سيتأثران بلا شك بمزرعة تشارلز الشمسية.
كذلك خضع المنزل الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر إلى عمليات تجديد بقيمة 1.5 مليون جنيه إسترليني، بما في ذلك إضافة حديقة شتوية وممر تم إعادة توجيهه وتصميمات داخلية تم تجديدها بالكامل بمساعدة المصمم بن بينتريث.
أصبح العقار الآن هو المنزل الثاني لوليام وكيت، حيث يعتبر منزل أديلايد الريفي في وندسور بمثابة مكان إقامتهما الرئيسي.
الملك تشارلز مدافع قديم عن البيئة
ليست هذه هي المرة الأولى التي يُدخل فيها الملك تشارلز تغييرات صديقة للبيئة في مقر إقامته الملكي. ففي عام 2022، أضاف تشارلز البالغ من العمر 75 عامًا الألواح الشمسية إلى سطح ساندرينجهام هاوس، بينما في عام 2011، قام بتركيب نظام طاقة شمسية بقدرة 5.6 كيلووات في مقر إقامته في لندن، كلارنس هاوس.
وفي الوقت نفسه، في عام 2023، دعم الملك الأساليب الرائدة لترميم الأنهار في منطقة بالمورال. وفي محاولة لتعزيز انتعاش أنهار اسكتلندا وعكس اتجاه الانخفاض في أنواع المياه العذبة، دعم تشارلز حملة أطلقتها مبادرة Riverwoods بقيادة الصندوق الاسكتلندي للحياة البرية.
قال ريتشارد جليدسون، العامل في شركة بالمورال إستيت: "من الناحية التاريخية، كنا نتمتع بعقلية مرتبة للغاية. فإذا سقطت شجرة في النهر، يُطلب منا أن نقتلعها. لكن الزمن تغير، وسرعان ما اقتنع الملك تشارلز بضرورة الفوائد المحتملة للخطة".
وأضاف: "جلالة الملك حريص على أن نفعل كل ما في وسعنا لتحسين البيئة، وإذا كان ذلك يشجع الآخرين على أن يحذوا حذونا، فسنكون سعداء".
علاقة الملك تشارلز الثالث بحماية البيئة
يشتهر الملك تشارلز الثالث، بأنه واحد من أكثر الملوك صداقة للبيئة على مستوى العالم، فعلى مدار عقود طويلة، وطوال الفترة التي كان يشغل فيها منصب أمير ويلز، حرص تشارلز الثالث على المشاركة في جهود حماية البيئة، بداية من المبادرات البيئية المحلية في بريطانيا (مثل مبادرة تنظيف الشواطئ من النفايات البلاستيكية والتي اعتاد على المشاركة فيها، بصحبة ابنيه الصغيرين في ذلك الوقت)، مرورا بالمشاركة في تسليط الضوء على القضايا البيئية الأكثر إلحاحا (ويتضمن ذلك مشاركته الفعاليات والمؤتمرات الداعمة للبيئة، مشاركته في كتابة كتب للأطفال عن البيئة وظاهرة الاحتباس الحراري، عددها 17 كتاب، كتابة مقالات ورسائل لشخصيات سياسية مؤثرة تتعلق بالقضايا البيئية الملحة)، ودعم المؤسسات الخيرية المعنية بالبيئة.
الملك تشارلز الثالث قام أيضا بتحويل العديد من منازله وقصوره الملكية إلى منازل أكثر استدامة، وأسس مزرعة عضوية صديقة للبيئة ومنتجة في منزله الريفي، وأطلق أيضا مشاريع صديقة للبيئة تتضمن مشروع الأمير للغابات المطيرة Prince’s Rainforest Project، ومشروع محاسبة الاستدامة the International Sustainability Unit.
الملك تشارلز يحرص أيضا على اتباع خيارات مستدامة، في حياته اليومية العادية، وكان أول عضو في العائلة المالكة البريطانية يختار سيارة كهربائية، وتحديدا سيارة جاكوار I-PACE لتكون سيارته الخاصة، وقيامه بذلك لم يساهم فقط في جعل رحلاته بسيارته أكثر صداقة للبيئة، وإنما شجعت أيضا أفراد آخرين من العائلة المالكة البريطانية، وأفراد من الشعب البريطاني على اختيار قيادة السيارات الكهربائية.