دُر بالي

"هي" تلتقي دُر بالي لاعبة كرة السلة في فريق الاتحاد والمنتخب السعودي: أريد أن أكون قدوة ودافعا ملهما وقصة نجاح

مشاعل الدخيل
29 يوليو 2024

احتفالًا بإنجازات المرأة العربية في عالم الرياضة تسلط "هي" الضوء على مجموعة من من الشابات العربيات في عوالم الرياضة المختلفة. في حوارات ملهمة، نوجه الأنظار نحوهن، ونحتفي بتجاربهن التي تتمثل في قصص الصمود والشمولية وما نتج عنها من تضحيات وانجازات قادتهن لآفاق جديدة يسرن بها على خطى بطلات العالم... 

حوار: MASHAEL AL DAKHEEL

دُر بالي لاعبة كرة سلة محترفة، تلعب في فريق الاتحاد والمنتخب السعودي، هي خير مثال على أن العقول لا تقاس بالأعمار! على الرغم من صغر سنها وتعرضها لإصابة كانت سببا في توقفها عن اللعب، فإنها تعاملت مع الموضوع بعقلانية، ودفعت بنفسها لتكون قدوة لكل الرياضيين الذين يمرون بتحديات قد تتسبب في إحباطهم.

 لكل قصة نجاح بداية، ما قصتك؟

 السبب في لعب كرة السلة هو أنني وجدت السلام الداخلي في ممارسة هذه الرياضة. جدي وإخوانه كانوا يلعبون في الفريق الوطني السوري، وكان رقم قميص جدي 08، ولذلك اخترت أن يكون 8 قميصي الخاص بي. أنا أعمل وأجتهد دائما لجعل عائلتي فخورة بي، ولكن الأهم في ذلك كله أنني أعمل نحو السلام الداخلي ووضوح عقلي، وهذا ما تمثله كرة السلة بالنسبة لي.

دُر بالي لاعبة كرة سلة محترفة
دُر بالي لاعبة كرة سلة محترفة

 هل ما زال لعب الكرة يمثل تحديا كبيرا للمرأة؟

كرة السلة للمرأة في السعودية تتطور بطريقة لم أكن لأتخيلها حتى. وجود المرأة في الرياضة يستحق الإطراء، والأجيال الجديدة تكبر في عصر يشهد دعم وتمكين المرأة في الرياضة. يمكن اعتبارها تحديا، حيث لا يزال هناك مجال للتحسينات، ولكنها تتحسن بسرعة عجيبة، وهو ما يدفعنا نحن النساء إلى مواصلة اللعب.

هل من دروس تعلمتها عن الحياة في الملعب؟ وما الاستراتيجية التي تتبعينها في الملعب وتنطبق على حياتك بوجه عام؟

الصبر، تعلمت أن أحفز نفسي وجسدي وعقلي، وتعلمت أن أثق بنفسي لكي أثق بفريقي. كرة السلة تدور حول الثقة والصبر. لن يحقق الفريق الإنجازات إذا لم يثق كل لاعب بزملائه في الفريق. كما أن اللاعب لن يحقق أي إنجازات إذا كان لا يثق بنفسه ومهاراته الشخصية. وكفريق واحد يجب أن تكون قلوبكم على بعضكم البعض من أجل إتقان مهارة ما، وتحتاجون إلى المحاولة مرارا وتكرارا والتدرب ليلا ونهارا. وهذا هو الامتحان الحقيقي للصبر. التحلي بالصبر هو المفتاح لتكون رياضيا من النخبة. التحلي بالصبر والثقة بالنفس، هاتان هما المهارتان اللتان أستخدمهما في حياتي اليـــوميــــة. أصبت كاحــــــلي قــــبـــــل سنتــــــين، وعــــدت إلى الملعب منذ عام، وأنجزت الكثير. لقد جرى اختياري للانضمام في الفريق الوطني الــــــسعودي، المعــــــين في نادي الاتحاد، ولعبت في البطولات. لم يكن أحد يعتقد أنني يمكن أن أحقق ذلك بعد أن توقفت عن اللعب لمدة عام بسبب إصابتي. تعرضت لإصابة نفسها أخيرا في الألعاب الأولمبية السعودية، وهذه الـــــمـــــرة في كاحــــــلي الأيســـــر (كانت الإصابة الأولى في الكاحل الأيمن)، وأنا بحاجة إلى إجراء الجراحة والذهاب من خلال عملية الانتعاش نفسها التي لم أكن أعتقد أنني يمكن أن تذهب في يـــــوم إصابتي. هذا النـــــوع من الإصابات هو أسوأ كابوس يمكن أن يحصل للرياضيين، والتوقف عن اللعب عند بدء مـــــوسم الريــــاضـــــــة. إن شاء الله سأستـــــعيد صحتي وأُشفى من الإصابة، وأعمل بجد وأعود أقوى.

ما البصمة التي تطمحين إلى تركها في عالم رياضة النساء في السعودية والعالم؟

أريد أن أكون قدوة ودافعا ملهما وقصة نجاح لكل رياضي. إصـــــابتي لم تــــقف في طريقي، وجميــــــــع الرياضيـــــــين معرضون للإصابات ما داموا يلعبون. لم أسمح بإصابة توقفني، بل عدت أقوى. الحالة النفسية خلال فترة التعافي مهمة، وكان لا بد من تخصيص وقت للتركيز على الصحة العقلية والبقاء بدافع قوي. بعد إصابتي، اشترت لي أمي حذاء كرة السلة "سابرينا 1." حـــــــذاء أحلامي، وأنا محتـــــــفظة بعلبة الحذاء في غرفتي بــجوار سريري. هذا الحذاء يحفزني على مواصلة التمرين بــــــــجد، والحرص على العلاج الطبيعي، حتى أتمكن من العودة إلى الــــــملعب وارتدائه. لا أستطيع الانتظار حتى عودتي!