نظيرة بنت أحمد الحارثي أول امرأة عمانية تتسلق جبل إيفرست لـ"هي": يسعدني تسلق الجبال واحتراف هواية غنية بالتحديات
احتفالًا بإنجازات المرأة العربية في عالم الرياضة تسلط "هي" الضوء على مجموعة من من الشابات العربيات في عوالم الرياضة المختلفة. في حوارات ملهمة، نوجه الأنظار نحوهن، ونحتفي بتجاربهن التي تتمثل في قصص الصمود والشمولية وما نتج عنها من تضحيات وانجازات قادتهن لآفاق جديدة يسرن بها على خطى بطلات العالم...
اكتسبت الرياضية نظيرة الحارثي شهرتها من كونها أول امرأة من سلطنة عمان تصل إلى قمة جبل إيفرست، وأول امرأة عربية وعُمانية تصل إلى قمة جبل أما دابلام. انطلقت الحارثي في عالم الرياضة من باب الهواية وحب الاكتشاف وهي الحاصلة على شهادة بكالوريوس في التربية من كلية التربية بالرستاق، وعلى ماجستير الآداب في الدراسات الجغرافية من جامعة السلطان قابوس. وتشغل حاليا منصب مديرة عامة مساعدة للمرشدات بالمديرية العامة للكشافة والمرشدات بوزارة التربية والتعليم. وبعد كل رحلة صعود تعود نظيرة الحارثي بروايات جديدة ترويها لنفسها، وينتظر الأصدقاء سماعها بشغف، وهي تشارك بمهرجان الدن الدولي الذي يجمع العالم ويوصل الرسائل والحكايات، وتحديدا حكاية الإنسان والفنان العماني.
بدأت رحلة التسلق إلى تاسع أعلى قمة في العالم، وهو جبل "نانجا باربات" الذي يقع ضمن سلسلة الهيمالايا في إقليم كشمير التابع لباكستان، أخبرينا عن هذه المغامرة الجديدة في مسيرتك الرياضية.
هذه الرحلة إلى جبل نانجا باربات تاسع أعلى قمة في العالم ستضيف الكثير من الخبرة والمعرفة إلى مسيرتي الرياضية، والاستمرارية في تسلق أعلى الجبال في العالم، لأن هذا الجبل من أصعب الجبال في رحلة التسلّق وفي مستوى الخطورة في موقعه، خصوصا أنه يتبع سلسلة جبال الهيمالايا لكن ضمن دولة باكستان.
هل تهدفين من خلال هواية التسلق إلى إنعاش السياحة وتعزيز المغامرات والأنشطة الرياضية في جبال وأودية عمان؟
أهـــدف بــقـــوّة إلى تــعـــزيـــــز المــغــامرات والأنشطة الرياضية في السلطنة من خلال رحلاتي وتدريباتي الرياضية لاكتشاف الجبال والكهوف والأودية والمسارات الجبلية الموجودة في الكثير من الجبال، منها سلسلة جبال الحجر في مسقط أو في الولايات الأخرى. هدفي الأساسي أن أعرّف العالم إلى سلطنة عمان، والتعرف إلى جمال طبيعتها والمقومات المتنوعة والرائعة فيها. ولم أكن أعرف جمال طبيعة السلطنة قبل أن أبدأ في رحلاتي الرياضية المتنوعة خلال تدريباتي لتسلق قمة جبل إيفرست.
أنت شغوفة جدا برياضة التسلق، وحصلت على عدد من الإنجازات العالمية، هل ما زال الشغف عندك هو نفسه بعد وصولك إلى قمة جبل إيفرست؟
ما زال الشغف مستمرا لدي، وهو المحرك الرئيس لوجودي في مجال رياضة المغامرات وتسلق الجبال. وفي كل مرة أهدف إلى تسلق قمة جديدة أندفع بكل حماس نحو التدريبات الريــــاضيـــــة، وأســـعى إلى التـــــوســـــــع في اكتشاف أساليب جديدة متعلقة بهذه الرياضة. وهذه الرياضة أثرت كثيرا في نفسيتي وفي نظرتي تجاه الناس والحياة وبلدي تحديدا، فولدت في داخلي الكثير من الحب لطبيعة بلدي وللجبال فيه، كما أصبحت متصالحة مع نفسي أكثر.
ماذا عن أسرار مغامراتك وتجاربك التي تصادفينها في كل مغامرة؟
تتضمن رياضة تسلق الجبال مغامرات خطيرة وكثيرة، كما أنها مكلفة ماديا، فلولا دعم وزارة الشباب والرياضة لرحلاتي لما تمكنت من الاستمرار في هذا المجال. ومن أسرار هذه الرياضة أنها تدفع من يمارسها إلى اكتشاف نفسه، والتغلب على التحديات التي يواجهها، فالتحدي ليس فقط في الوصول إلى القمة، وإنما تحدي النفس، واكتشاف قوة التحمل.
بعد أشهر تعيشين فيها نمط حياة صعبا في الطبيعة وفي المرتفعات الشاهقة، هل تجدين صعوبة في التأقلم مجددا في حياة المدينة ونظامها عند العودة مجددا؟
لا بد من الإشارة أولا إلى أن الحياة في الجبال هي عزلة عن الناس والحياة المادية والروتين والأنماط الاجتماعية التي وضـــعــنـــا فيــــها. فما إن نـــبـــــدأ رحلتـــنـــــا حتى نتــخــــلص من كل هذه الأمور بشكل طبيعي وتلقائي، ونعيش بشكل مختلف معتمدين على هدف واحد، وهو الحفاظ على حياتنا، والوصول إلى القمة. وعادة تستمر الرحلة قرابة شهرين. والصدمة تأتي بعدها حين أعود مجددا إلى حياتي الطبيعية، لذلك نحتاج كمتسلقين إلى مرحلة انتقالية بعد كل رحلة للرجوع بهدوء إلى حياة المدينة وروتين الحياة.
إلى أي مــــدى أنت متــحــمــســــة لتــجــربـتـــك الجديدة في تسلق جبل "نانجا باربات"؟
أنا أتحضر اليوم لمسيرتي الجديدة مشيا على الأقدام، لأتسلق جبل "نانجا باربات" الذي يقع ضمن سلسلة الهيمالايا في إقلــــيم كـــــشمير، وبـــــقدر ما تكون هذه اللحظات غنية بالتوتر والــــحـــمـــاس والخـــــوف، أكــــون متـــحــمـــســـــة جـــــدا لــهـــا، وسعــيــــدة لوجـــــودي في الجــبــــال. وأتـــمــــــنى أن تــخـــــوض الكثير من النـــســــاء العربــــيـــــات غمــــار هـــذه الـــرياضــــــة القويـــــة التي تعبر عن طبيعتنا العربية الأصيلة القوية.